لماذا إلى حضنِ أمي أردُ *** إذا ضاعَ سعـيٌ وأخفـق كــدُ
أما زلت طفلا أم الامُ تبقى *** مـلاذاً أخيـراً إذا جـدَ جـدُ
حنانك أمي فأني تعبتُ *** ومـن ناظريـك القـوي أستمـدُ
خذيني إليكِ ولا تسألينـي *** لمـاذا ؟؟ لأن السـؤال يهـدُ
وحين تضمين رأسي سأبكي *** فحزني شديدٌ وصبري أشـدُ
بربك لا تسألينـي لمـاذا *** فأسبـاب همـي أنـا لا تعـدُ
تعلمت منك الرضى بالقضاء *** إذا ما أتانـا بمـا لا نــودُ
شحذت على صخرة الصبر سيفي *** ولكن سيفَ القضاءِ أحدُ
أُصبت بأكثر من ألفِ جرحٍ *** وكنت لأبوابِ ضعفي أســدُ
وما قلت آهٍ إذا جد جرحٌ *** وفي كل يـوم جراحـي تجـدُ
تعلمت منك بأنّ الأمانـي *** تظـلُ سرابـا لمـن لا يكـدُ
وأن حياةَ الخنوعِ جحيمٌ *** فعشـتُ أحـاربُ مـن يستبـدُ
وحققت ألفَ إنتصارٍ ولكن *** خضمَ المعاركِ جـزرٌ ومــدُ
وها أنا ذا عدت يا أمي طفلا *** إليك فصدرك عطـفٌ وودُ
ومالي سواكِ يكفكفُ دمعي *** وعني سهام الهمـومِ يصـدُ
حرصت على العهد أمي كثيرا *** فما من رحيلي الى العز بدُ
ولا تحسبي أن بأسي تداعى *** فلي همـةٌ بحرهـا لا يحـدُ
تعبتُ وأرغبُ أن أستريحَ *** ومن قال لا يستريح المجـدُ ؟
خذيني وضمي لصدركِ رأسي *** فما لك فى الحب ياأم نـدُ
إذا أغرقتني همومُ الحيـاةِ *** وجـدتُ يـدَ الأمِ نحـوي تمـدُ