عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-06-2007, 05:23 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mBadawy مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم
أما بعد
هل الصبر الجميل هو الصبر بدون شكوى أو تضجر ؟
وان كان كذلك فارجو شرح الآية " قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين " س يوسف - آية 85
أرجو ايضاح الفرق بين الصبر و الصبر الجميل عسى الله ان يكتبنا مع الصابرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الكريم / mBadawy
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعـــــــــــــــد
اعلم رحمنى الله وإياك أن
أهل اللغة قالوا أن الصبر: نقيض الجزع .
والشكوى والتضجر من الجزع
والصبر: نصب الإنسان للقتل ، فهو مصبور، وصبروه أي نصبوه للقتل.
والصبر أخذ يمين إنسان ، تقول: صبَّرتُ يمينه أي حلفته بالله جهد القسم.
وقوله تعالى: " وأصبح فؤاد أم موسى فارغا " أي خاليا من الصبر
قال ابن حزم فى رسالته : إظهار الصبر ــ محمود ــ لأنه ملك النفس وإطراح لما لا فائدة فيه ، وإقبال على ما يعود ويُنتفع به في الحال وفي المستأنف . وأما استبطان الصبر فمذموم لأنه ضعفٌ في الحس وقسوة في النفس وقلة رحمة. وهذه أخلاق سوء لا تكون إلا في أهل الشر .

والصبر : هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله ، لأن الله تعالى أثنى على أيوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بالصبر بقوله: " إنا وجدناه صابرا " مع دعائه في رفع الضُّر عنه بقوله تعالى : " وأيوب إذا نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " ، فعلمنا أن العبد إذا دعا الله تعالى في كشف الضر عنه لا يُقدح في صبره، ولئلا يكون كالمقاومة مع الله تعالى، ودعوى العمل بمشاقه، قال تعالى: " وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)"سورة الأعراف ، فإن الرضا بالقضاء لا يقدح فيه الشكوى إلى الله ولا إلى غيره، وإنما يقدح بالرضا في المقضي ، ونحن ما خوطبنا بالرضا بالمقضي ، والضر هو المقضي به ، وهو مقضي به على العبد، سواء رضي به أو لم يرض، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى فيه : " من وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه "، وإنما لزم الرضا بالقضاء، أن العبد لا بد أن يرضى بحكم سيده سبحانه وبحمده .
وشرح قوله تعالى : " قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) " من سورة يوسف
قال البغوى فى تفسيره :
{ قَالُوا } يعني: أولاد يعقوب، { تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُف } أي: لا تزال تذكر يوسف، لا تفتر من حبه، و " لا " محذوفة من قوله { تَفْتَأ } يقال: ما فتئ يفعل كذا أي: ما زال، كقول امرئ القيس: فقلتُ يمينُ الله أَبْرَحُ قائمًا ... ولَوْ قَطَّعُوا رأسِي لَدَيْكِ وأَوْصَالِي
أي: لا أبرح. { حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا } قال ابن عباس: دفنا وقال مجاهد: الحرض ما دون الموت، يعني: قريبا من الموت. وقال ابن إسحاق: فاسدا لا عقل لك.
والحرض: الذي فسد جسمه وعقله. وقيل: ذائبا من الهم. ومعنى الآية: حتى تكون دَنِفَ الجسم مخبول العقل.
وأصل الحرض: الفساد في الجسم والعقل من الحزن والهرم، أو العشق ، يقال: رجل حَرَض وامرأة حَرَض، ورجلان وامرأتان حَرَض، ورجال ونساء كذلك، يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث، لأنه مصدر وضع موضع الاسم . { أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ } أي: من الميتين.
وعند الفخر الرازى فى مفاتيح الغيب :قيل إن جبريل عليه السلام دخل على يوسف عليه السلام حينما كان في السجن فقال إن بصر أبيك ذهب من الحزن عليك فوضع يده على رأسه وقال : ليت أمي لم تلدني ولم أك حزناً على أبي ، والقائلون بهذا التأويل قالوا : الحزن الدائم يوجب البكاء الدائم وهو يوجب العمى ، فالحزن كان سبباً للعمى بهذه الواسطة ، وإنما كان البكاء الدائم يوجب العمى ، لأنه يورث كدورة في سوداء العين ، ومنهم من قال : ما عمي لكنه صار بحيث يدرك إدراكاً ضعيفاً . قيل : ما جفت عينا يعقوب من وقت فراق يوسف عليه السلام إلى حين لقائه ، وتلك المدة ثمانون عاماً ، وما كان على وجه الأرض عبداً أكرم على الله تعالى من يعقوب عليه السلام .
وجاء فى تفسير السعدى :وتولى يعقوب عليه الصلاة والسلام عن أولاده بعد ما أخبروه هذا الخبر، واشتد به الأسف والأسى، وابيضت عيناه من الحزن الذي في قلبه، والكمد الذي أوجب له كثرة البكاء، حيث ابيضت عيناه من ذلك.
{ فَهُوَ كَظِيمٌ } أي: ممتلئ القلب من الحزن الشديد، { وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ } أي: ظهر منه ما كمن من الهم القديم والشوق المقيم، وذكرته هذه المصيبة الخفيفة بالنسبة للأولى، المصيبة الأولى.
فقال له أولاده متعجبين من حاله: { تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ } أي: لا تزال تذكر يوسف في جميع أحوالك. { حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا } أي: فانيا لا حراك فيك ولا قدرة على الكلام.
{ أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ } أي: لا تترك ذكره مع قدرتك على ذكره أبدا.{ قَالَ } يعقوب { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي } أي: ما أبث من الكلام { وَحُزْنِي } الذي في قلبي { إِلَى اللَّهِ } وحده، لا إليكم ولا إلى غيركم من الخلق، فقولوا ما شئتم { وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } من أنه سيردهم علي ويقر عيني بالاجتماع بهم.
وعند الطبرى قال : حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله حتى تكون حرضًا ) يعني: الجَهْدَ في المرض، البالي.
وقال : حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد حتى تكون حرضًا ) قال: دون الموت.وقال : حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة حتى تكون حرضًا ) حتى تبلى أو تهرم.
وقال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة حتى تكون حرضًا ) حتى تكون هَرِمًا.
وقال: حدثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك قال:"الحَرَضُ"، الشيء البالي.
وقال : حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، في قوله حتى تكون حرضًا ) قال: الحَرَضُ: الشيء البالي الفاني.
بارك الله فيك وأذهب الله همك وغمك وكشف عنك ماأهمك وجعلك فى حماه وأبعد عند ك شر أهل السوء والحاقدين ورزقك الرزق الوفير وأنطقك بالقول السديد
اللهم آمـــــــــين
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.85 كيلو بايت... تم توفير 0.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]