عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-06-2007, 07:02 PM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
Icon1 عن قصة أبي يزيد البسطامي :

بسم الله
عن قصة أبي يزيد البسطامي مع القسيس
منقول من أحد المنتديات
قيل : [ رأى أبو اليزيد البسطامي في منامه هاتفاً يقول له "قم وتوضأ واذهب الليلة إلى دير النصارى, وسترى من آياتنا عجبا" . عندما سمع الهاتفَ بعد صلاة الفجر , توضأ ودخل الدير عليهم , وعندما بدأ القسيسُ بالكلام قال "لا أتكلم وبيننا رجل محمدي" قالوا له "وكيف عرفت ؟"قال: "سيماهم في وجوههم " , فكأنهم طلبوا منه الخروج , ولكنه قال "والله لا أخرج حتى يحكم الله بيني وبينكم"..!! , فقال له البابا : "سنسألك عدة أسئلة , وإن لم تجبنا عن سؤال واحد منها لن تخرجَ من هنا إلا محمولاً على أكتافنا" , فوافق أبو اليزيد على ذلك , وقال له "إسأل ما شئت ", قال القسيس :
[1-من هو الأول لا ثاني له ؟-هو الله الواحد القهار.
2-من هو الثاني لا ثالث له ؟-هم الليل والنهار .
3-من هو الثالث لا رابع له ؟ - العرش والكرسي والقلم . ....
إلى :
51 - ما يقول الكلب في نباحه ؟- ويل لأهل النار من غضب الجبار.
52 -ما يقول الناقوس في دقه ؟ - سبحان الله حقا حقا انظر يا ابن آدم غربا وشرقا هل ترى في الدنيا واحدا يبقى ؟! .
53- ما هو الشيء الذي تنفس بغير روح ؟- الصبح .
.
.
إلى :
فقالالقسيس : لله درك يا أبا يزيد كم أوتيت من العلم ؟
فقال: يا أيها القسيس أريد أن أسألك سؤالا ؟
فقال: اسأل!
فقال: ما هي مفاتيح الجنة؟.
فسكت القسيس وخاف ,فقال له النصارى :" يا أبانا سألته أسئلة عديدة وأجاب , وتعجز عن الإجابة على سؤالٍ واحد", فقال القسيس: "مفاتيح الجنة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله " , فبكى النصارى , وقالوا بصوتٍ واحد : "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله", وحولوا الكنيسة إلى مسجد!.].
وتعليقا على القصة أقول أولا:
1-في ما جاء من قصص في القرآن الكريم أو في السنة الصحيحة ما يغني عن كل القصص الأخرى التي لم تثبتْ صحتها .
2-ما لم يثبت صحته من الأخبار : يجوز أن نصدقه بدون أن نؤجر , كما يجوز أن لا نصدقه بدون أن نأثم .
3-ما اتفق من القصص مع روح الإسلام وثوابت الدين و...فلا بأس أن يُصدَّق , وأما ما تصادم مع ذلك فيجب أن يُردَّ .
4-قد تُحكى القصةُ المكذوبة بنية حسنة , ومع ذلك فإن فيها من السيئات ما فيها .
5-قد تُحكى القصةُ المفتراة بنية حسنة , ومع ذلك يحرمُ حكايتها بالنسبة لمن كان متأكدا من أنها مكذوبةٌ .
6-قد تكون العبر المستنبطة من القصة جميلة وطيبة وصحيحة ومتفقة مع الإسلام أصولا وفروعا , ومع ذلك لا يجوز أن تُحكى القصة من طرف من يعلم بأنها كاذبة . اللهم إلا إذا تم التنبيهُ إلى ذلك ,كأن يقول القاصُّ مثلا بأنها أسطورةٌ وليست قصة حقيقية .
7- الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله يحكي هذه القصة في بعض دروسه وخطبه . والشيخُ وإن كان فاضلا وطيبا ومباركا , وإن كان داعية مؤمنا ورعا تقيا و... إلا أن من سيئاته رحمه الله أنه كان لا يتحرز – وربما لا ينتبه – من رواية الضعيف من الأحاديث الذي أجازه بعض العلماء في فضائل الأعمال , ومن حكاية المكذوب من القصص والروايات .
ثم أقول ثانيا :
ا -المفروض أن الأسئلة المطروحة تكون دقيقة جدا , بحيث لا يحتمل السؤالُ الواحد إلا جوابا واحدا واضحا ودقيقا , وذلك حتى تثبت الحجةُ ويصبحَ تهديدُ القسيس لأبي يزيد بالقتل ( إن لم يُحسن الإجابة) أبلغَ. ولكن الملاحظ أن الكثير من الأسئلة مطاطة وغير دقيقة , ويحتمل السؤال الواحد أكثرَ من جواب.
ب-كما أن صيغة الأسئلة ليست صحيحة تماما من الناحية اللغوية كما سأشير.
جـ-كما أن بعض الأجوبة خطأٌ صريح .
د- أنا أشك في صحة القصة ولا أتهم أبا يزيد باختراعها عن نفسه- حاشاه رحمه الله رحمة واسعة- وإنما أنا أظن بأن آخر أو آخرين لفقوها ( ولو بنية حسنة ) ونسبوها إلى أبي يزيد البسطامي أحدِ متصوفة عصره المستقيمين على أمر الله عزوجل.
1-"ما الثاني الذي لا ثالث له ؟ - الليل والنهار".
لماذا الليل والنهار , وليست الأرض والسماء , أو الرجل والمرأة , أو الإلكترون والنواة , أو الفيزياء والكيمياء , أو الحزن والفرح , أو الدنيا والآخرة , أو الجسد والروح أو...وهكذا...هناك أمثلة أخرى كثيرة ؟!. ثم إن هذا لا ينسجمُ ، لأنالليل والنهار ليسا من جنس واحد حتی يقول الإنسان أن لا ثالث لهما . ولو فرضنا جدلا بأن السؤال الصحيح ، فالجوابُ غيرُ صحيحكما قلتُ قبل قليل , لأنه ليس الليل والنهار فقط هما الشيئان الوحيدان اللذان لا ثالث لهما .
2-"ما السابع الذي لا ثامن له‌ ؟ -السموات السبعة". هذه‌ الصيغة غير صحيحة , إن کان قصد السائل هو مجموعة من الأشياء کالسموات السبع .وإنما السؤالُ صحيح إن کان قصدُه ‌السماء السابعة فقط .
ومنه الجواب الصحيح علی سؤال القسيس هو "السماء السابعة " وليس "السموات السبع" . أي السماء السابعة هي التي لا ثامن لها ، وليست السموات السبع کمجموعة .ويمكن أن يكون هذا دليلا علی أن الذي صاغ السؤال وفبركه ضعيف جدا في اللغة .
3- ثم بغض النظر عن الخطأ اللغوي فإن السموات السبع ليست الشئ الوحيد الذي لا ثامن له‌ , وإنما هناك أشياء کثيرة جدا مثل أبواب جهنم , مدارات الإلکترونات في الذرة , الطبقات الموسيقية ,ومنه فقد أصبح الجواب هنا "السماوات السبع" لا قيمة له‌ تذکر.
4-" ما الرابع الذي لا خامس له‌؟ .الزبور و التوراة والإنجيل والقرآن ".وهذا الجواب دليل علی الجهل لأن الکتب السماوية ليست أربعة فقط , وإنما هي أكثر من ذلك كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5-" ما الثامن الذي لا تاسع له ؟ ". - حملة عرش الرحمن".هذا أيضا مثل ما ذُکرَ أعلاه‌ ، لأن هناك أشياء أخری أيضا لا تاسع لها مثل أبواب الجنة وغيرها .
6- "ما هي ساعة اللذة ؟ - ... ".هذا أيضا غير صحيح علی إطلاقه‌ ، لأن ساعة اللذة نسبية وتختلفُ من شخص إلى آخر ومن ظرف إلى آخر ومن زمان إلى آخر ومن مكان إلى آخر . فمثلا ساعة اللذة لشخص جائع لم يأکل شيئا لأيام ليست هيالجماع , وإنما هي أکل وشربٌ . وساعة اللذة بالنسبة لمتهم في المحکمة هي التبرءة أو الافراج عنه‌ .وهکذا ...
7-"ما المعجزات التسعة ؟. - معجزات موسى" وهي العصا واليد والدم والجراد والقمل والضفادع والإثنا عشر عينا. وعدد المعجزات هنا سبعة , وليست تسعة. ومن هنا فإن السؤال لا ينسجم مع الجواب أصلا .
8- "ما الرابع الذي لا خامس له ؟ . – الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن".إنه جعل هنا من مجموعة کتب شيئا واحدا وسماه‌ " الرابع "، وهذا خطأ لمن يعرفُ قليلا من العربية ولمن لديه قليل من العقل .
9- "سأسألك أسئلة عدة ، فإن لم تجبْ قطعت عنقك " .هذا الكلام من الصعب أن يكون صحيحا ، لأن أبا يزيد کان يعيش في العالم الإسلامي وبين المسلمين , وهذا واضح من سياق القصة . وکلنا نعرفُ أن قسيسا في الکنيسة – داخل الدولة الإسلامية- لا يقول لأحد " تجيبُ أو أقطع عنقك" , إلا إن کان مازحا أو کاذبا أو مجنونا ، لأن القسيس لا يقدرُ علی أن يقتلَ شخصا من العوام بغض النظر عن دينه‌ , فکيف يقدر أن يقتلَ من اشتهرَ بين المسلمين بالولاية والکرامات والعلم والصلاح ؟!.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.72 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]