[د / أحمد محمد باذيب]

العملية هي الاولى من نوعها في جنوب العراق

تمكنت قطعة من مشبك جلدي لا يزيد سعرها عن 65 جنيها استرلينيا في بريطانيا من تخليص شابة عراقية من مأساة إنسانية كانت سترافق حياتها.

فقد كانت الشابة، البالغة من العمر 23 عاما، تعاني من تدل كبير في الرحم، وهو ما كان يعني بالنسبة للأطباء العراقيين ضرورة إخضاعها لعملية جراحية صعبة أو قبولها الخضوع لعملية استئصال للرحم، مع ما يعنيه ذلك من حرمانها من الولادة وربما من الزواج أيضا.

وبالنظر إلى حساسية الموضوع في مجتمع كالمجتمع العراقي وما قد تتسبب فيه العملية الجراحية من أعباء مالية على كاهل أسرة هذه الفتاة البكر وضغوط نفسية عليها، لجأ طبيبها المعالج أخصائي الأمراض النسائية العراقي إلى زملاء له في بريطانيا عن طريق إحدى المؤسسات الخيرية، وذلك للحيلولة دون إصابة الفتاة بالعقم.

وقد أبدى طاقم طبي بريطاني استغرابه لحالة الفتاة العراقية، حيث قال الدكتور كيم هنشو، أخصائي الأمراض النسائية بمستشفى سوندرلاند الملكي في بريطانيا إنها حالة نادرة، حيث يتدلى الرحم إلى مستوى الركبتين، علما بأن الفتاة عذراء ولم يسبق لها الإنجاب.

وباستخدام تقنية الخدمات الطبية عن بعد، تمكن الطبيب العراقي من زرع نسيج جلدي لتثبيت الرحم، وهو نوع من النسيج يعمل مدى الحياة دون تهديد للرحم أو لأدائه لوظائفه التقليدية. وهذه العملية هي الأولى من نوعها التي يتم القيام بها في جنوب العراق، حيث ينعدم هذا النوع من الأنسجة الضرورية لمثل هذا النوع من العمليات.

وقد شهدت نجاحا كبيرا واستعادت الشابة التي لا تعاني من أية مشاكل صحية أخرى، عافيتها واستأنفت نشاطها الاعتيادي كعاملة بالقطاع الزراعي.