عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-06-2007, 06:45 AM
rose3000 rose3000 غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: بلاد الحرمين
الجنس :
المشاركات: 361
افتراضي


لغز المدينة المفقودة:


ومدينة «أوبار» من أقدم وأشهر مدن شبه الجزيرة العربية (ربما تكون مدينة أوبار ـ كما يعتقد العديد من العلماء ـ هي مدينة «إرم» المذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى : {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد} ويصفها القرآن بأنها: {التي لم يخلق مثلها في البلاد} وتذكر كتب التفسير, ومعاجم البلدان عن هذه المدينة الكثير من الروايات, تحوي مبالغات كثيرة عن عظم تلك المدينة وفخامتها (أنظر على سبيل المثال: الروض المعطار في خبر الأقطار: ص 22 ـ 24) قال ابن كثير في تفسيره؛ 4/508: «وهذا كله من خرافات الإسرائيليين» ويبقى ـ بعد استبعاد مبالغات الرواة وتهويل القصاص ـ أنها مدينة عظيمة), شيدها شداد بن عاد في صحرائها الجنوبية, وبذل النفيس والغالي في بنائها لتكون جنة في الأرض, إذا جاز التعبير..

وكان لورانس العرب أول من حلم بتحديد مكان المدينة المفقودة, وأطلق اسم «أطلنتيس الصحراء» عليها, ولكن توفي قبل أن يحقق حلمه, ثم تبعه آخرون من الرحالة الذين انطلقوا في بعثات غير مثمرة عامي 1947 و1953, ومنهم الرحالى البريطاني «برترام توماس B.Thomas» الذي استند ـ أثناء رحلته الاستكشافية ـ إلى كلام البدو الذين زودوه بعدد من الإرشادات لإيجاد الطريق إلى «أوبار» ولكنه لم ينجح أبدا في العثور عليها.

وفي بداية الثمانينيات بدأ البحث الجدي عندما وقعت بين يدي صانع الأفلام الوثائقية الأمريكي «نيقولاس كلاب N.Clapp» ـ وهو من جملة من شغفوا باكتشاف المدينة ـ المذكرات التي كتبها توماس عام 1932, وتضمنت سيرته ومجموعة تقارير علمية عن الآثار في شبه الجزيرة العربية, وفيها يشير ـ مدعوما بالأدلة ـ إلى وجود طريق قديمة إلى «أوبار», وبالإضافة إلى ذلك جمع «كلاب» معلومات أكثر حول الموضوع من مراجع ووثائق تضمنت أسماء 600 مؤرخ وعالم جغرافي ورحالة أكدوا وجود «أوبار».

نتيجة لهذا الجهد النظري قرر «كلاب» تأليف فريق بحث مهمته الانطلاق في بعثة لمدة ثلاثة أشهر لحل لغز المدينة المفقودة, وضم الفريق, المحامي «جورج هدجز G.Hedges» المسؤول عن جمع المال والتبرعات لتمويل البعثة وتنظيم أمورها, وخبيرين في شؤون الجزيرة العربية, هما عالم الآثار المعروف «جوريس زارنز J.Zarins» الذي تولى تحليل المعلومات المتوفرة, والسير «رانولف فينيس R.Fiennes» الذي كان ضمن الوحدات العسكرية البريطانية التي ساعدت الجيش العماني عام 1968, وكان على دراية كبيرة بالمنطقة.

حصلت البعثة على دعم شخصي من السلطان قابوس ـ الذي بدا مغتبطا جدا للأمر - ومن وزارة التراث العمانية, التي تبنت الفكرة وقدمت للبعثة كل عون ورعاية, وكذلك من بنك عمان الدولي ومن شركة نفط عمان.

والجدير بالذكر أن أقدم الإشارات الجغرافية إلى «أوبار» وردت في خريطة جغرافية قديمة وضعها الجغرافي السكندري «كلوديوس بطليموس C.Ptolamy» وأشار إلى وجودها في منطقة تقع على مشارف الربع الخالي حاليا, وهي صحراء غير مطروقة واجتيازها محفوف بالمخاطر, وكانت أول زيارة للبعثة لهذه المنطقة المحظورة عام 1990, ولكنها ما لبثت أن غادرتها خوفا من الوقوع في المهالك.

أما عملية البحث الجدي فبدأت في نوفمبر عام 1991, وفي أوائل 1992 - وبعد أن صرح «كلاب» بأنه بدأ يشعر بالفشل - جاء قرار البعثة بالتنقيب في منطقة «سشعر» في «ظفار», وكانت النتائج مشجعة, خاصة بعد أن تم دعم عملية الحفر باستخدام رادارات خاصة بالتربة الرملية تتغلغل في باطن الأرض.

وكان «كلاب» ـ قبل ذلك, وبالتحديد عام 1984 ـ قد طلب من عالمين في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» مسح منطقة شبه الجزيرة العربية بواسطة رادار التصوير الفضائي المركب على مكوك الفضاء «تشالينجر» وبعد مقارنة صور المكوك مع صور أرسلها القمران الصناعيان «سبوت Spot» الفرنسي, و«لاندسات Landsat», أصبح بين يدي البعثة خريطة فريدة لمنطقة الربع الخالي, توضح طرق القوافل القديمة وخزانات المياه الجوفية ومجاري الأنهار القديمة والوديان, وكلها مناطق كان من الصعب جدا رؤيتها بالعين المجردة, إلا أنها ظهرت واضحة جلية بفضل تكنولوجيا التصوير الفضائي.

وقد أظهرت هذه الخريطة وجود طريق للقوافل مدفونة تحت الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها إلى 183م, وبالاستعانة بهذه المعلومات قررت البعثة الحفر قرب نقطة تقاطع طريق القوافل مع مكمن مائي قديم كشفت عنه الصور الفضائية, وهنا كانت الاكتشافات المدهشة.. قلعة محصنة مثمنة الأضلاع, ذات أبراج وجدران شاهقة يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار, وتضم عددا من غرف التخزين وأماكن السكن.. وظهرت المدينة الأسطورية «أوبار».

وهناك أيضا الكشف عن آثار مدينة «قرية» التي تقع على ضفاف وادي «الفاو» وتبعد 280 كم إلى الشمال من مدينة «نجران» وتشرف على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي, وتقع على الطريق التجاري الذي يربط بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها, حيث كانت القوافل تبدأ من سبأ ومعين مارة بقرية(محمد الأسعد «حضارات قبل الإسلام» مجلة آفاق علمية, عدد (34)).

وقد بدأ التنقيب عنها عام 1972 حيث تولت المهمة جمعية التاريخ والآثار في جامعة الرياض, وأصدرت الجامعة أحد عشر مجلدا عن نتائج التنقيبات, تناولت المعادن والأواني الفخارية والحجرية والمباخر والزجاج والحلي والفخار والعمارة والمسكوكات والكتابات والنقوش, والتي ترجع «قرية» إلى القرن الثاني الميلادي.

وهكذا تؤكد كل الشواهد والبراهين العلمية والتاريخية أن الحقائق الواردة في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحيحة ثابتة, قالها ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أربعة عشر قرنا من الزمان, ولم يكن ثمة أجهزة تنقيب أو تصوير فضائي.. وإنما كان هناك الوحي.. {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي}.

النبوءة العلمية: عودة الأنهار إلى شبه الجزيرة العربية

يتضمن هذا الحديث النبوي الشريف ـ إلى جانب الحقيقة العلمية المبهرة والمعجزة, والتي أثبتها البحث العلمي الحديث, والمتعلقة بمناخ شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين ـ يتضمن أيضا نبوءة علمية عجيبة وغريبة أخرى, ألا وهي: عودة الصورة الاصلية القديمة لشبه الجزيرة العربية.. أمطار غزيرة, وأنهار جارية, ومراع ومساحات خضراء وارفة!!

"لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا"

ويعتقد البعض أن ما قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تحقق الآن في شبه الجزيرة العربية, نتيجة لاكتشاف مياه جوفيه بكميات كبيرة تدفق منها العديد من الآبار والعيون الجارية (يميز الباحثون بين نوعين من المياه الجوفية: مياه سطحية بالطبقات العليا التي لا يزيد عمقها عن بضع عشرات من الأمتار تحت الأرض, وهي حصيلة الأمطار والسيول الراهنة, وأخرى بالطبقات العميقة على بعد مئات الأمتار أسفل السطح, وهي مدخرة من عصور جيولوجية ماضية.. وفي شبه الجزيرة العربية توجد خزانات جوفية عميقة (أي أنها مدخرة من العصور المطيرة في الماضي البعيد» تحت مساحات شاسعة من أرض الصحراء تقدر بنصف المساحة الكلية, ففي بعض مناطق تبوك أنزلت آبار ناجحة على عمق 800م, وفي القصيم تحفر الآبار ألف متر, وفي الجوف وسكاكا بشمال السعودية فجرت مياه الخزان الجوفي العميق منذ سنوات حيث أنزلت الآبار نحو 850م تحت السطح, فاندفعت المياه ساخنة بضعة أمتار إلى أعلى.. (بتصرف من: جغرافية الصحارى العربية, ص 185. 192. 193)) , مما مكن ـ وباستخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة ـ من استصلاح مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية وزراعتها.



(في أعلى) التغيرات الفلكية، (في اليسار) تأثير التغيرات في شدة الإشعاع الشمسي خلال فصل الصيف، (في اليمين) حجم المسطحات الجليدية الأرضية.


وهذا مخالف لظاهر كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد قال: «مروجا وأنهارا» ولم يقل «مروجا وعيونا» ومعروف أن الأنهار تتكون أساسا من سقوط الأمطار الغزيرة, وهذا ما لم يحدث حتى الآن.

والظن الغالب, والتفسير الأقرب إلى المفهوم من كلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن هذا سيحدث كنتيجة لتغير شامل في مناخ الكرة الأرضية, ينتج عنه تحرك نطق المطر بحيث تدخل صحراء شبه الجزيرة العربية فيها, مما يؤدي إلى جريان الأنهار في أوديتها الجافة, وهذا يعني ـ كما سبق أن ذكرنا ـ دخول الأرض في عصر جليدي جديد!!

مناخ الأرض المتغير

والواقع أن صورة المناخ الثابت للأرض صورة غير حقيقية, فخلال آلاف السنين ـ وهي تعد لحظات بالنسبة للتاريخ الجيولوجي ـ تحدث تغيرات هائلة في مناخ الأرض, حيث يسودها مناخ بارد وتحتل المسطحات الجليدية الهائلة مساحات شاسعة منها, ثم تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع مرة أخرى, وينحسر الجليد, وتحدث فترة دفء.. وهكذا.

وهناك العديد من الأدلة على حدوث مثل هذه الذبذبات المناخية لخصها الأستاذ «أوستن ميلر» فيما يلي الجغرافيا التاريخية الطبيعية, ص 134 ـ 135)

1- المعلومات الخاصة بالأمطار وغيرها من الظواهر المناخية الأخرى, والتي سجلها الكتاب القدماء, مثل سجل الظواهر الجوية الذي دونه بالإسكندرية بطليموس في القرن الثاني الميلادي.

2- المعلومات الخاصة بالفيضانات وفترات الجفاف.

3- المعلومات الخاصة بمواعيد بذر الحبوب وضمها, ومثال ذلك أنه توجد في بعض جهات أوروبا سجلات مدون فيها مواعيد جَنْي الكروم منذ سنة 1400م.

4- البيانات الخاصة بمواعيد تجمد المواني, فمثلا توجد بالدانمارك سجلات مدون فيها مواعيد تجمد المياه عند سواحلها في فصل الشتاء منذ سنة 1350م.

5- اختلاف المسافات بين الحلقات السنوية لنمو الأشجار المعمرة (الحلقات التي تظهر في مقطع الشجرة) وقد عُمِّر بعض هذه الأشجار أكثر من 3000 سنة.

6- وجود الغابات المتحجرة في جهات لا تكفي أمطارها في الوقت الحالي لنمو الغابات, وكذلك وجود كتل الأخشاب المتفحمة في جهات شديدة الجفاف في الوقت الحاضر.

7- وجود آثار مراكز عمران قديمة في جهات لا تساعد ظروفها المناخية الحالية على العمران, مثل أنقاض مدينة «تدمر» بالصحراء السورية, والتي يقدر عدد سكانها في القديم ـ بناء على هذه الأنقاض ـ بأكثر من مائة ألف نسمة.

8- وجود آثار تدل على الزراعة في مناطق لا يسمح مناخها الحالي بالزراعة.

9- امتداد بعض الطرق حول بحيرات جافة حاليا, وكذلك قيام كباري ومعابر على مجاري مائية ليس بها ماء في الوقت الحاضر.

وغيرها من الأدلة الكثيرة التي تثبت هذه الحقيقة.

ومن الثابت أيضا «أن ظهور الإنسان الأول كان معاصرا لتغيرات مهمة في المناخ, نتج عنها ظهور الفترات الجليدية في عصر البليستوسين الجيولوجي» (المرجع السابق , ص : 136) وهي آخر الفترات الجليدية, ونعيش الآن فترة الدفء التي أعقبتها.

النظرية الفلكية للعصور الجليدية

وقد شغلت ظاهرة دخول الأرض في عصور جليدية أذهان العلماء, وأخذوا يبحثون عن الأسباب التي تسببها, ووضعوا لذلك العديد من النظريات والافتراضات, ومن أشهرها ـ الآن ـ نظرية الفلكي اليوغسلافي «ميلانكوفيتش» التي طرحها في بدايات القرن الميلادي الماضي.. فماذا قال «ميلانكوفيتش»؟ (ترجع النظرية الفلكية للعصور الجليدية إلى القرن التاسع عشر, وإلى أعمال الفلكي الاسكتلندي جيمس كرول الذي ولد عام 1821 ونشر آراءه في ثمانينيات القرن التاسع عشر, ولم تلق قبولا آنذاك, ثم أعاد ميلانكوفيتش طرحها ـ بعد أن أدخل عليها تعديلات ـ عام 1941).





لقد أرجع سبب الانقلابات المناخية على سطح الأرض إلى التغيرات التي تطرأ على ثلاثة مقادير متعلقة بهندسة مدار الأرض حول الشمس.

فالأرض تدور حول الشمس في مدار شبه دائري, ولكنه لا يثبت هكذا, بل يتغير فيمتد قليلا ليصبح إهليجيَّا, ثم يعود إلى وضعه شبه الدائري في دورة مدتها 100 ألف سنة, وعندما يكون المدار دائريا فإن الأرض تتلقى كمية مماثلة من حرارة الشمس في كل يوم من أيام السنة, أما عندما يكون المدار إهليجيا فإن كوكبنا يكون في بعض أيام السنة أقرب إلى الشمس ويتلقى مزيدا من الحرارة منه في أيام السنة الأخرى, ولكن مجموع كمية الحرارة التي يتلقاها الكوكب بأسره خلال سنة كاملة يبقى ثابتا دوما.. هذا هو التغير الأول في نظرية «ميلانكوفيتش».

أما التغير الثاني فهو في محور دوران الأرض.. فالأرض تدور حول محورها, وهذا المحور يكون مائلا على مستوى دورانها حول الشمس, بمعنى أنه إذا رسم محور متعامد على مستوى دوران الأرض حول الشمس (وهو ما يعرف بدائرة الكسوف) فإن محور دورانها يميل على هذا المحور العمودي بزاوية تتغير من ْ21.8 إلى ْ24.5 في دورة مدتها 41 ألف سنة.. وهذه الزاوية الآن 23.4 وهي آخذة في التناقص.

والتغير الثالث في هندسة مدار الأرض يتعلق أيضا بمحور دورانها, فهذا المحور الوهمي يرسم في السماء دائرة ـ وهو ما يعرف بالترنح «Precession» ويكمل المحور دورته هذه في دورة مدتها 23 ألف سنة.

هذه هي التغيرات التي تطرأ على هندسة مدار الأرض حول الشمس والتي يسببها تفلطح الأرض وعدم كمال استدارتها, وجاذبية القمر والكواكب لها, مما يجعلها تترنح في دورانها حول الشمس كما تترنح «النحلة» التي يلعب بها الصبية, وهذا بدوره يؤثر على كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إلى الأرض خلال أيام السنة.

كان من المستحيل أيام «ميلانكوفيتش» أن تختبر النظرية الفلكية للعصور الجليدية, فلم يكن ثمة من يعرف التواريخ المضبوطة لنمو وانحسار الجليد خلال الآلاف الماضية من السنين, وهكذا ظلت هذه النظرية غير مثبتة وليس لها من المتحمسين إلا القليل, إلى أن تطورت التقنيات الحديثة لتعقب حرارة الأرض على مر آلاف الأعوام عبر العصور, تم هذا في السبعينيات بدراسات على بقايا الأصداف الجيرية والقواقع والحيوانات الأولية المترسبة في أعماق البحار(جون جريبين «ظاهرة الصوبة» ترجمة د. أحمد مستجير, ص: 62 ـ 63).

وتستخرج الرواسب من قاع البحر في صورة أعمدة طويلة يستخرجها مثقاب من سفن الاستكشاف الجيولوجي, لكن عمر الرواسب عند أي عمق لا يمكن استقراؤه مباشرة من العمود, وإنما يقدر بمقارنة المغناطيسية (يتغير المجال المغناطيسي للأرض تغيرا واسعا مع الزمن الجيولوجي, فيضعف ويشتد, وأحيانا ينعكس تماما, وهذه التغيرات ـ خاصة الانعكاس ـ تمثل بصمة مميزة للعصر الجيولوجي, فمن الممكن أن نقارن أي قطعة من الرواسب لها مغنطيسية معينة بنظيرتها من صخور اليابسة, ليحدد عمرها بدقة بالغة. (ظاهرة الصوبة, ص: 63 بتصرف() المحبوسة بها بمغناطيسية صخور من البر حسب عمرها بالفعل بطرق أخرى (24), وهذا يحل نصف المشكلة, وهي تحديد عمر الرواسب, ويبقى النصف الآخر, وهو تحديد درجة الحرارة في هذا الزمن الذي ترسبت فيه.

هناك نوعان شائعان من ذرات الأكجسين (نظيران) هما أكسوجين (16) وأكسوجين (18) وكلاهما موجود في الهواء الذي نتنفسه , وكذا في ماء البحر, ولما كان الأكسوجين (18) أثقل من الأكسوجين (16) فإن البعض من جزئيات ماء البحر سيكون أثقل من البعض الآخر, وجزئيات الماء الأثقل تتجمد أسرع من جزيئات الماء الأخف, وهذا يعني أن نسبة أكبر من الجزيئات الأثقل ستحبس في الثلج عند حلول العصر الجليدي, ولما كانت الكائنات البحرية تأخذ الأكسوجين من بيئتها لبناء أصدافها, فإن الأصداف التي تتكون في العصر الجليدي ستحتوي على قدر أعلى نسبيا من نظير الأكسوجين الأخف, الذي لم يحبس داخل الطبقات الجليدية الضخمة.. وبقياس نسبة نظيري الأكسوجين في بقايا القواقع والأصداف الموجودة في الطبقات المختلفة من الرواسب أمكن الاستدلال على درجة الحرارة عند ترسيبها (المرجع السابق, ص: 64).

لقد وجد أن طول العصر الجليدي نحو مائة ألف عام, تأتي بعده فترة دفء تسمى مرحلة «بين جليدية» تستمر لمدة عشرة إلى عشرين ألف عام, ولقد تكرر هذا النمط عشر مرات خلال المليون سنة الأخيرة, ونحن نعيش الآن قرب نهاية مرحلة دفء طبيعي, فترة بين جليدية بدأت منذ ما يقرب من عشرة آلاف عام (المرجع السابق, ص: 58).. أي أن الأرض تقترب من بداية عصر جليدي جديد.. وتتحقق نبوءة النبي ـ صلى الله عليه وسلم.

ويتوقع «هال ماكلور» عودة البحيرات إلى صحراء شبه الجزيرة العربية, فقد لاحظ في تموز (يوليو) 1977 سقوط أمطار شبه موسمية على امتداد ثلاثة أسابيع في شمال الربع الخالي, ولم ينتج عن ذلك تشكل بحيرات جديدة, ولكن ـ على حد قوله ـ «إذا تكرر هذا الأمر وبقوة كافية لتكوين بحيرات فقد يكون ذلك مؤشرا على عودة الأمطار الموسمية إلى الربع الخالي ومعها انقلاب في المناخ(آفاق علمية, عدد (24), ص: 15)


منقول من مصدره :الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - مكة المكرمة


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.73 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.48%)]