32 : من غشنا فليس منا :
.
32– من غشنا فليس منا : مطلوب من الأستاذ أن يتفانى في خدمة التلاميذ : تربية وتعليما , ومطلوب منه بنفس القدر أن يتشدد ما استطاع في مراقبة التلاميذ أثناء الامتحانات والفروض حتى لا يغشوا . إن الغش حرام شرعا أولا , وممنوع قانونا ثانيا . وحتى إذا تساهل الغيرُ في هذا الأمر , فإنه لا يجوز لك أنت أيها المُعلم المؤمن بالله أن تتساهل , ولتعلم أنه كما قال الله تعالى: " ولا تزر وازرة وزر أخرى". لا تسمحْ لهم بالغش أبدا مهما سمح به غيرُك , فكلٌّ مسئول عن نفسه أولا بين يدي ربه يوم القيامة , وصدق رسول الله القائل: "من غشنا فليس منا" , وأخطأ خطأ فاحشا وكذب على الرسول-ص- من قال من الصغار أو من الجاهلين أو من المنحلين : "من عسَّنا فليس منا " ( أي من حرسنا فليس منا , أستغفر الله العظيم ! ) . ولا تتركْ أيها الأستاذ لأي كان أن يضغطَ عليك بماله أو بجاهه أو.. , بالترغيب أو بالترهيب أو.. حتى تسمحَ له أو لغيره أن يغًشَّ .عليك أيها المربي أن لا تأخذك في الحق لومة لائم , وليرض من شاء بعد ذلك وليسخط من شاء . وعليك أن تبدأ بنفسك أنت أولا , فتمنع نفسَك من الغش ما حييتَ في مجال التدريس أو في غيره ولو مع أولادك وبناتك , وتربي أولادك على ذلك . وإلا فلا خير فيك وفيما تنصح به غيرَك , بل قد يكون علمُك عندئذ حجة عليك -والعياذ بالله - عوض أن يكون حجة لك .وسأحكي بإذن الله في الأيام المقبلة في " وقفات مع ذكريات حسنة أو سيئة " كيف أن الإدارة في كثير من الأحيان ترسلني لأحرس التلاميذ في الأقسام التي يجد فيها المراقبون صعوبة في منع التلاميذ من الغش , وكيف أن بعض التلاميذ يقولون باستمرار معي أو مع غيري " نريد أن يُدرِّسنا الأستاذُ رميته , ولكننا لا نحبُّ أن يحرسنا في الامتحانات" . وهذا شيء أنا أعتز به كل الاعتزاز : كون التلميذ يحبُّ أن يدرس عندي , وكون التلميذ الذي يريدُ أن يغش لا يريدني أن أحرسَه في الامتحان . ثم أنا دوما أقول للأساتذة والإداريين و..." من يسمح لابني أو ابنتي أن يكتب ولو كلمة - في امتحان ما - عن طريق الغش , فإن الذي سمح له بالغشِّ غاشٌّ قبل أن يكون ابني ( أو ابنتي ) غاشا. وأولادي منهم المتوسط في دراسته ومنهم فوق المتوسط ومنهم الحسن ومنهم الجيد , ولكن ليس منهم أحدٌ يَغشُّ في الامتحانات , والحمد لله رب العالمين .
يتبع :
__________________
|