11 , ...15 :
11-لم تكن شهوة الشراب (شرب الخمر) مركبة في الإنسان كبقية الشهوات فيعذر الشخص– ولو نسبيا –في الانقياد إليها كما يعذر في الانقياد إلى غيرها من الشهوات الغريزية مثل الزنا ومقدماته.إنه لا سلطان للخمر على الإنسان إلا بعد أن يتناول الكأس الأولى بعد أن يخـونه ويكذب عليه ويخدعه خلانه وعشراؤه.ومن هنا قال البعض من العلماء بأن عقوبة شارب الخمر في الآخرة أكبر من عقوبات جرائم أخرى كالزنا للسبب المذكور سابقا,أي لأن الجرائم الأخرى محببة للنفس أصلا ويبذل المرء جهدا أكبر من أجل الابتعاد عنها على خلاف الخمر.وإذا كان شرب الخمر مستقبحا من الرجل فهو أكثر استقباحا من المرأة والعياذ بالله.
12- قال بعض العلماء:"لا أستطيع أن أتصور الإنسان إنسانا حتى أراه محسنا لأني لا أعتمد فصلا صحيحا بين الإنسان والحيوان إلا الإحسان.ومنه فالإنسان الأناني الظالم ليس له من الإنسانية إلا الشكل".
13-عندما أقول لبعض الناس:" صدق من قال : ما أسعدك يا فاعل الخير.."يقول بعضهم تلميحا أو تصريحا:" هذا مثل أكل عليه الدهر وشرب" فأقول:" أبدا ...والله إنه كان كامل الصحة والمناسبة ومازال حيا يرزق وسيبقى بإذن الله مادامت الدنيا قائمة".
14-أسعد الناس في هذه الحياة من إذا أتـتـه النعمة تنكر لها ونظر إليها نظرة المستريب بها,وترقب في كل ساعة زوالها وفنائها,فإن بقيت في يده فذاك ,وإلا فقد أعد العدة لفراقها.لولا السرور في ساعة الولادة ما كان الحزن عند الموت , ولولا الوثوق بدوام الغنى ما كان الجزع من الفقر,ولولا الفرحة عند التلاق ما كانت قرحة الفراق,وصدق سيدنا عيسى عليه السلام حينما قال:"عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم يطمئن قلبه إليها ".
15- ليس من صواب الرأي أن يجعل الإنسان حال عيشه ميزانا يزن به أخلاقه , فمن اتسع عيشه اطمأن إليها وإن ضاق أساء الظن بها , فكم رأينا بين الفاضلين أشقياء وبين الضالين المضلين كثيرا من ذوي النعمة والثراء . يجب أن نعلم أن الدنيا - مادة – يعطيها الله لمن يحب كما أخبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم– ولمن لا يحب. أما الآخرة – سعادة وطمأنينة وراحة – فلا يعطيها الله إلا لمن يحب.
يتبع :
__________________
|