عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-03-2006, 03:34 PM
الصورة الرمزية د / أحمد محمد باذيب
د / أحمد محمد باذيب د / أحمد محمد باذيب غير متصل
استاذ الباطنة والاورام المشارك بكلية الطب جامعة حضرموت
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
مكان الإقامة: اليمن
الجنس :
المشاركات: 2,034
الدولة : Yemen
افتراضي فحص ماقبل الزواج

يشجع العالم حاليا إجراء الفحص الطبي للشاب ،والفتاة من المقبلين على الزواج ،بهدفتقليل الحالات المرضية -وخاصة الوراثية -بين الأجيال المقبلة من المواليد، وفي حينسارعت دول بإصدار تشريعات ملزمة لإجراء هذا الفحص لكل عروسين، وآخر هذه البلدانالمملكة العربية السعودية، فإنه لايزال غير ملزم في دول أخرى، مع توافر الجهاتالصحية التي تقوم بالفحص الطبي، لمن يرغب من المقبلين على الزواج. وفي قطر افتتحتمؤسسة حمد الطبية، عيادة لاستشارات ماقبل الزواج والحمل ،كما أنشأت مختبراً خاصاًلتحاليل الجينات، للكشف عن الأمراض الوراثية، ويكمل أحدهما دور الآخر للوصول إلىهدف أسمى وهو بناء أسر جديدة، خالية من الأمراض الوراثية وغير الوراثية... وفيالتحقيق التالى نرصد أهمية الفحص قبل الزواج واجراءاته.

حيثيات الموضوع :

*
الفحوصات الطبية:
*
الفحوصاتالمخبرية:
*
وجهة نظر دينية واجتماعية:

مقدمة :

احتمالات الإصابة بالأمراض الوراثية تزيد في زواج الأقارب وشدة القرابة

يؤكد الأطباء أن الهدف من فحص المقبلين على الزواج، و الكشفالمبكر عن الأمراض ،وتقديم العلاج للمصابين، أو الوقاية لأحد الطرفين وحمايةالأطفال من الأصابة أثناء الحمل والولادة وماحولهما، أو تقديم المشورة للراغبين منالشباب والفتيات في ما له علاقة بالزواج والانجاب، من منظور صحي وإجتماعي ونفسيوديني.إن هذا النوع من الزواج يتسبب بنسب معينة، في اصابة أجيال الأبناء الناشئةعنه بأنواع من الأمراض الوراثية، وكلما زادت درجة القرابة بين الزوجين من ناحيةالأب أو الأم أو كليهما، زادت احتمالات الاصابة بهذه الامراض، هذه المشكلة الصحيةمنتشرة في مجتمعات عربية كثيرة، منها المجتمع القطري، وليست هناك دراسة طبية محددةحول مدى انتشار مشكلة زواج الاقارب ونتائجها الصحية في قطر حتى الآن، وهناك جهودتبذل للتوعية بخطورة المشكلة ومنها افتتاح عيادة (استشارات ماقبل الزواج والحمل) بمستشفى الولادة، والتي ترشد المقبلين على الزواج، إلى المخاطر المحتملة صحياً لدىالأبناء الذين يولدون نتيجة هذا الزواج، وذلك بعد دراسة التاريخ المرضي لعائلتيالزوج والزوجة سواء كانا من الاقارب أو لم يكونا كذلك. وحول مدى إقبال الشبابوالفتيات من الراغبين في الزواج، على الفحص الطبي بالعيادة ،تذكر الدكتورة ماندي :إنه لم يمض على افتتاح العيادة فترة طويلة، ومعدل تردد المراجعين عليها مقبول،ولكن غالبية المترددين من الفتيات. أما الشباب فبعد أن يحددوا موعداً للفحصلايأتون، وأتصور أن سبب ذلك يعود إلى تبقي جانب من الخجل الاجتماعي، الذي يجدهالشاب أو الفتاة أيضا عند الحديث عن، مشكلة مرضية منتشرة في عائلته أو عائلتها، أوتوصف مشكلة جنسية تؤرقه. وبشكل عام نحن نسأل المراجع المقبل على الزواج، عما يقلقهمن هذا الزواج، ونسأله عن التاريخ المرضي لهذه المشكلة في عائلته أو عائلة الفتاةالتي يرغب بالزواج منها وبعدها يتعرض لمجموعة من الفحوصات المخبرية والطبية، وكذلكالفتاة، ومن ثم يتحدد التقرير الطبي الذي يثبت حقيقة المخاوف من الأمراض الوراثيةلدى الابناء، أو عدم صحة هذه المخاوف. ولكننا في جميع الأحوال لانحدد للشاب أوالفتاة. هل يقومان بإتمام الزواج أو عدم اتمامه فالطبيب ينتهي دوره بوضع المراجعأمام الخيارات الطبية وليس تقرير خياره.


(
الفحوصات الطبية )

إن أولى خطوات الفحص الطبي المذكورة، تشمل التعرف علىالتاريخ المرضي للشاب أو الفتاة، مع إجراء الفحص السريري، وهو من الأمور الهامةالتي يمكن للطبيب من خلالها إكتشاف، ماإذا كان أحد الزوجين يعاني من مرض مزمن يمكنأن ينتقل للأطفال مثل سكري البول، حيث أثبتت الدراسات الطبية أنه إذا كان أحدالوالدين مصاباً بمرض البول السكري، فإن احتمال اصابة الأبناء بالمرض كبيرة. كمايكشف هذا الفحص أيضاً ما إذا كان أحد الطرفين مصاباً بمرض وراثي، حيث تكثر تلكالأمراض في زواج الاقارب، لأن احتمال اشتراك الأب والأم في نفس الصفات الوراثية،يكون لديهما أكبر ، ومن هذا المنطلق فإن الطب الحديث لايشجع زواج الاقارب من الدرجةالأولى. وتستكمل الدكتورة آمال أبوبكر، أن فحوصات ماقبل الزواج تشمل أيضاً، فحصالانيميا المنجلية والثلاسيميا وهي من أنواع أمراض فقرالدم وتنتقل وراثياً للأطفال،وهناك مصابون بالمرض أو حاملين له، وتكون الخطورة من الاصابة بفقر الدم الحاد فيضرورة نقل دم دورياً للمريض، وقد يؤدي في حالات كثيرة للإعاقة أو الوفاة،في حينيعاني الحامل للمرض من أنيميا غير حادة، ،إذا كان الأب والأم حاملين لمرض الانيمياالمنجلية أو الثلاسيميا، فإن احتمال اصابة الطفل بذلك مؤكدة بنسبة 1 إلى4 مما قديؤثر على نمو الطفل، ويؤدي للإعاقة أو الموت في سن مبكرة. فنتحدث عن عدد منالفحوصات الأخرى الضرورية قبل الزواج،ومنها فحص المناعة الخاص بالحصبة ،وجرثومةالقطط. فمن المعروف أن اصابة الحامل بمرض الحصبة الالمانية، قد يؤدي إلى ولادة طفلمشوه،ومن خلال الفحص قبل الزواج يمكن معرفة ما إذ كانت لدى الزوجة مناعة أم لا، وفيحالة عدم وجود مناعة لديها تعطي الزوجة تطعيماَ لتحصينها ضد الحصبة. أما في حالةاصابة الزوجة بجرثومة القطط، فيتم علاجها قبل الزواج، لأن الاصابة بهذه الجرثومةوعدم علاجها قد يؤدي إلى الاجهاض المتكرر، وفي بعض الحالات يؤدي إلى ولادة طفلمشوه. وتشير الدكتورة حليمة التميمي، إلى فحص من نوع آخر وهو فحص هرمون اللبن، وهوهرمون التبويض عند الزوجة، والهدف من ذلك قدرة الزوجة على الانجاب ،وهذه الأمراضلايتم اكتشافها إلاّ عند فحص الدم،ولدى بعض النساء يكون ارتفاع هرمون اللبن في الدمنتيجة ورم حميد في الغدة النخامية ويعتبر ذلك أحد مسببات العقم،ولكن إذا أثبتتالفحوصات خللاً في هذه الهرمونات فيتم عمل العلاج اللازم للزوجة.ويتزامن مع هذاالفحص للزوجة فحص السائل المنوي عند الزوج ،لمعرفة مدى خصوبته، لأن الاصابة أثناءالطفولة ببعض الأمراض لها تأثير على الخصوبة في الكبر، كالاصابة بالغدة النكفية عندالذكور، أو وجود خلل خلقي كخلو السائل المنوي من الخلايا المنوية ، وهنا يمكن منخلال الفحص بدء العلاج اللازم وتجنب حدوث مشكلة اجتماعية بعد الزواج.

(
الفحوصات المخبرية)

الفحوصات: فحص صورة الدم وفصيلة الدم، مع تحديد عاملريسس(RH) لكل من الزوجين لأنه من الناحية الطبية يتعين أن يكون عامل ريسيس من نفسالنوع لدى الزوجين، لأنه إذا كان هناك إختلاف في (RH) كأن تكون زمرة الدم إيجابيةلدى الزوج،وسلبية لدى الزوجة، أو العكس. فيمكن أن يؤدي ذلك إلى انحلال الدم عندالمولود الثاني بصفة خاصة، وللوقاية من ذلك ،يتم اعطاء الام الحامل مصل خاص منالهيموجلوبين، لتفادي تكوين الأجسام المضادة في جسدها، ومن ثم منع انتقالها عن طريقالدم من الأم إلى الوليد. ويوضح الدكتور ركابي أيضا أن الفحص قبل الزواج ،يسمحبالتعرف على احتمالات اصابة المواليد ببعض الأمراض الوراثية، التي يكون العاملالوراثي هو الاساس لانتقالها بين الاجيال ، كمرض التليف الكيسي الرئوي أو التشوهاتالخلقية، أو بعض أمراض النزف كالناعور أو الهيموفيليا، كما يتعين الاهتمام بإجراءالفحص الطبي للمقبلين على الزواج، وخاصة الأقارب من الدرجة الأولى كأبناء العمومة،أما عن الأمراض التناسلية التي يتم الكشف عنها قبل الزواج فتشمل الزهري والهربسوالسيلان والكلاميديا،ومرض نقص المناعة المكتسبة(الايدز) وفي حالة انتقال أحد هذهالأمراض إلى الزوجة فقد يؤدي للعقم والاجهاض ،وانتقال المرض للجنين في حالة الزهريوالايدز،أوقد تؤدي إلى إصابة الطفل بأمراض في الاعصاب أو التخلف الذهني أوالوفاة،ويمكن اكتشاف تلك الأمراض من خلال فحص الدم ،أو أخذ عينة من الجهازالتناسلي. وبعض الأمراض الجنسية قابلة للعلاج ماعدا الايدز، كما يمكن كذلك اكتشافالاصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النوعيين (ب ، ج) عن طريق فحص الدم، حيث ينتقلالمرض من خلال العلاقة الجنسية أو نقل الدم، ويمكن منع انتقال الفيروس للطرف الآخرمن خلال التطعيم، مع أخذ التدابير اللازمة لمنع انتقال الفيروس للجنين.

(
وجهة نظر دينية واجتماعية )

الفحص قبل الزواج حلال بشرط ممانعة إجرائهلدواع غير طبيعية

أنها مسألة مباحة في الشريعة الاسلامية ولاحرمة في الفحصالطبي للمقبلين على الزواج، وخاصة إذا كان يغلب الظن على وقوع مرض معين نتيجة لهذاالزواج، لأمور طبية تتعلق بأحد الزوجين، والتاريخ الوراثي للمرض في عائلته، كمايوضح فضيلة الشيخ البسيوني، أن الشريعة الاسلامية حددت نوعية الأمراض التي توجبالتفريق بين الزوجين ،كأن تكون المرأة معيبة في فرجها كالقرناء أو الرقطاء، أو يكونالرجل خصياً أو عنيناً ,لكن هناك مجموعة أخرى من الأمراض، التي لاتوجب التفرفة بينالزوجين، كالأمراض المزمنة التي تصيب أحدهما قبل أوبعد الزواج، في حين أن الأمراضالمعدية الخطرة كالايدز أو السل الرئوي او الجذام والبرص أو الجنون أيضاً فإن هذهالأمراض يمكن معها التفريق بين الزوجين وفق قاعدة (لاضرر ولاضرار). ولكن فضيلةالشيخ البسوني يطرح من جانبه ،وجهة نظر أخرى وفق الجانب الاجتماعي لمسألة الفحصالطبي قبل الزواج قائلاً: إن التوسعة في اجراءات ونوعية الفحوصات الطبية من دوندواع طبية وجيهة، أو لغير هدف السيطرة على انتشار بعض الأمراض في الاجيال القادمةفإن ذلك يحتمل مخاطر اجتماعية في غنى عنها،لأن ذلك سوف يعني بقاء فعل الزواج للأفضلفقط بين الناس، من حيث الصحة الجسدية وبالتالي ستحرم فئات أخرى من البشر من مسألةالزواج ،مادام الخيار يقع على الافضل صحياً دون غيره،وهذا يتنافى مع سنة الله فيخلقه، حيث وجد بعضهم على شيْ من القصور، كوجود عاهة جسدية أو الاصابة بعقم ، ومن ثمستقل فرص هؤلاء في الزواج وبناء أسر صالحة، ويضيف الشيخ البسيوني أن الشريعةالاسلامية ،سمحت في نفس الوقت لكل انسان بإختيار شريك حياته الذي يناسبه، ولذلك نجدأن البشر على اختلاف خصائصهم الجسدية والشكلية ينجحون في الزواج وتكوين اسرة،ويختتم الشيخ بسيوني حديثه بضرورة عدم التوسعة في معايير الفحص قبل الزواج ،حتىلاتمتد إلى ضرورات غير طبية تخرج بالمسأله عن اهدافها الحقيقية .
منقول للفائدة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.72 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.24%)]