السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخونا فى الله مبارك المرسل لقد ذكرتم بأن الجن هو قام بإحضار عرش ملكة سبأ لنبى الله سليمان علية السلام ووإستندت علية إسناد قاطع وصريح وعند مراجعة التفسير لكثير من الشيوخ الذين فسروا القرآن وجدت ما إستندت علية خطاء وإليكم تفسير بن كثير
( يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) هكذا قال عطاء الخراساني والسدي وزهير بن محمد ( قبل أن يأتوني مسلمين ) تحرم على أموالهم بإسلامهم ( قال عفريت من الجن ) ال مجاهد أي مارد من الجن قال شعيب الجبائي وكان اسمه كوزن وكذا قال محمد بن اسحق عن يزيد بن رومان وكذا قال أيضا وهب بن منبه قال أبو صالح وكان كأنه جبل ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) ال ابن عباس رضي الله عنه يعني قبل أن تقوم من مجلسك وقال مجاهد مقعدك وقال السدي وغيره كان يجلس للناس للقضاء والحكومات وللطعام من أول النهار إلى أن تزول الشمس ( وإني عليه لقوي أمين ) ال ابن عباس أي قوي على حمله أمين علىما فيه من الجوهر فقال سليمان عليه السلام أريد أعجل من ذلك ومن هنا يظهر أن سليمان أراد باحضار هذا السرير اظهار عظمة ما وهب الله له من الملك وما سخر له من الجنود الذي لم يعطه أحد قبله ولا يكون لأحد من بعد وليتخذ ذلك حجة على نبوته عند بلقيس وقومها لأن هذا خارق عظيم أن يأتي بعرشها كماهو من بلادها قبل أن يقدموا عليه هذا وقد حجبته بالأغلأق والأقفال والحفظة فلما قال سليمان أريد أعجل من ذلك ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) ال ابن عباس وهو آصف كاتب سليمان وكذا روى محمد بن اسحق عن يزيد بن رومان أنه آصف بن برخياء وكان صديقا يعلم الإسم الأعظم وقال قتادة كان مؤمنا من الانس واسمه آصف وكذا قال أبو صالح والضحاك وقتادة أنه كان من الانس زاد قتادة من بني إسرائيل وقال مجاهد كان اسمه أسطوم وقال قتادة في رواية عنه كان اسمه بليخا وقال زهير بن محمد هو رجل من الانس يقال له ذو النور وزعم عبد الله بن لهيعة أنه الخضر وهو غريب جدا وقوله ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) ي ارفع بصرك وانظر مد البصرك مما تقدر عليه بأنك لا يكل بصرك إلا وهو حاضر عندك وقال وهب بن منبه امدد بصرك فلا يبلغ مداه حتى آتيك به فذكروا انه أمره أن ينظر نحو اليمن التي فيها هذا العرش المطلوب ثم قال فتوضأ ودعا الله تعالى قال مجاهد ياذا الجلال والاكرام وقال الزهرى قال يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله إلا أنت ائتني بعرشها قال فمثل بين يديه قال مجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن اسحق وزهير بن محمد وغيرهم لما دعا الله تعالى وساله أن يأتيه بعرش بلقيس وكان في اليمن وسليمان عليه السلام ببيت المقدس غاب السرير وغاص في الأرض ثم نبع من بين يدى سليمان وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لم يشعر سليمان إلا وعرشها يحمل بين يديه قال وكان هذا الذي جاء به من عباد البحر فلما عاين سليمان وملؤه ذلك ورآه مستقرا عنده ( قال هذا من فضل ربي ) ي هذا من نعم الله على ( ليبلوني ) ي ليختبرني ( أأشكر أم أكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه )
|