- والأمور التي نتمنى أن تحصل في دولنا العربية.
سيناريوهات المستقبل في العالم العربي
ربما بانتظار تسونامي من نوع آخر، على كلحال في القاهرة يعني التقرير طرح عدداً من السيناريوهات للمستقبل فيالعالم العربي، السيناريو الأول يتمثل في بقاء الأمور على ما هي عليه على وضعهاالحالي وهذا ما وصفه التقرير بسيناريو الكارثة الآتية أو الخراب الآتي، أو يعنيهناك سيناريو آخر هو الشروع في عملية تفاوض سلمي حول إعادة توزيع السلطة، أو مسارثالث بين هذين السيناريوهين يتمثل في تحول تدريجي إصلاحي، برأيك ما هو السيناريوالأقرب إلى التطبيق في ظل المعطيات الموجودة حالياً في عالمنا العربي؟: أعتقد أن السيناريو الأقرب هو مزيج ما بين سيناريو الكارثة وسيناريو قبولالإصلاحات التي تدعو إليها القوى الخارجية، لا شك أنه من الواضح أن عدداً من الدولالعربية لا تسير على الإطلاق على طريق الإصلاح، ويعني حالة هذه الدول معروفة لاأريد أن أسبب مشاكل بأن أسمي هذه الدول ولكن من الواضح أن هناك دولاًعربية لا توجد فيها أحزاب، لا توجد فيها حرية في تعبير عن الرأي، لا يوجد فيها أمانللمواطنين، ومع ذلك هذه النظم لا تنوي أن تسير على طريق الإصلاح وأقول أكثر من هذاأن هذه النظم تحظى الآن بتأييد من الدول الغربية ولا تصدر إطلاقاً باعتبارها دولتنتهك الحريات، هناك عدد آخر من الدول العربية بدأت يعني تأخذ ببعض الإصلاحاتالشكلية ربما تلبية لمطالب القوى الخارجية وهذا واضح بطبيعة الحال في بعض الدول العربيه ولكن هذه إصلاحات لن ــ هذه البلدان على مسارالديمقراطية، ومن ثم فالسيناريو الأكثر احتمالاً ليس هو سيناريو الازدهار، ليس هوسيناريو الانتقال إلى أوضاع الحرية أو تغيير الحكومات القائمة من خلال صندوقالانتخاب، كما نشهد في السينغال وفي كينيا، وأنا أذكر السينغال وكينيا لأننا ربمانتصور أننا خير أمة أُخرجت للناس يعني هذا أمر محتمل ولكن ليس هذا هو الواقع الآنلأنه في كينيا وفي السينغال جرى تغيير للسلطة من خلال صندوق الانتخاب، حدث هذا فيالعديد من الدول الآسيوية، حدث هذا في دول أميركا اللاتينية، نذكر حالة المكسيكالتي لا يبقى الرئيس فيها أكثر من ست سنوات، في البرازيل لا بد أن يطلب الرئيس منالمواطنين أن يسمحوا له بدورة أخرى في الرئاسة هذا يختلف تماماً عن الأوضاع السائدةفي الدول العربية، ومن ثم فالسيناريو الأكثر احتمالاً هو في بعض الدول العربيةسيناريو الكارثة بكل تأكيد، وفي دول أخرى هناك يعني هذه الإصلاحات الجزئية التي لاتغير من واقع السلطة المستبدة الموجودة في هذه البلدان، وفي هذا الصدد أقول أنهربما للأسف الشديد النظم العربية تتسم بدرجة هائلة من الدهاء والمكر بحيث أنهاتستطيع أن تتكيف مع كافة الظروف بينما لا يتغير واقعها، وأعتقد أن التقرير ربما كانمتفائل حتى عندما تصور أن السيناريو الثاني قبول الإصلاحات الآتية من الخارج هوالأكثر واقعية أنا أختلف مع هذا وأتصور أن السيناريو الأكثر احتمالاً هو سيناريوالكارثة في بعض البلدان وسيناريو الأخذ بإصلاحات شكلية ربما مسايرة لقوى خارجية لاتريد حقيقة الإصلاح في المنطقة العربية، ولكنها تستخدم دعوة الإصلاح لابتزازالأنظمة العربية ولمعاقبة هذه الأنظمة عندما تجرؤ وتتخذ تحت الضغط الشعبي مواقف لاترضى عنها هذه القوى الخارجية. التقرير أيضاً يطرح مقترحاتللتنفيذ الفوري تمهد الطريق إلى مناخ من الحرية من بينها إلغاء حالات الطوارئ التيكما يقول التقرير انتفت أسباب وجودها أصلاً، الأمر الثاني هو: الحفاظ على استقلالالقضاء، والأمر الثالث هو: إنهاء حالات التهميش والتمييز ضد بعض فئات المجتمع وبعضالأقليات، السؤال هو: إلى أي مدى برأيك لدى الدول العربية الاستعداد للشروع الفوريفي تنفيذ هذه الأمور على الأقل؟ يعني الحقيقة الإصلاح لا يأتي فقطمن.. يعني العملية ليست أبيض وأسود، الإصلاح يأتي من بعض.. هناك في شرائح في السلطةأيضاً تريد الإصلاح وهناك شرائح في المجتمع المدني تريد الإصلاح، ويجب أن تتلاقىهذه القوى التي تدعو إلى الإصلاح بتغيير التشريعات وتغيير الدساتير بحيث أن تصبح أنسلطة القضاء مستقلة وليست تابعة للسلطة التنفيذية كما تكلمت، أن تكون المواطنة هيالحق الأساسي بعدم التفريق بين المواطنين، أن تكون المواطنة هي نبراس وعنوان لكلتشريع، ولذلك كل هذه القضايا التي نراها بالنقطة الأولى بإيجاد التشريعات اللازمةالناظمة لحريات المجتمع وأن يكون الوطن أي وطن عربي هو حق لجميع أفراده الموجودينمن حرية التعبير والفكر واستقلال القضاء قضية مهمة كما تكلمت، نحن نرى بأنالإصلاحات التي نريدها هي الخطوة الأولى لتقدم شعبنا وأن التشريعات هي الأساس لتقدمهذه الإصلاحات وحتى تكون هذه التشريعات التي موضع التطبيق حتى لا يصبح البعدالكارثي في الحل الذي تكلم عنه هذا التقرير، ولذلك أنا أبقى متفائلاً بأن الازدهاروالبعد الازدهاري سيكون نتيجة الضغوط المختلفة سواء كانت داخلية أو خارجية وأننيأرى الجزء المليء من الكأس، أرى مستقبلاً للوطن العربي مستقبلاً إن شاء الله يكونتقدمياً وحضارياً بحيث تستطيع هذه الشعوب أخذ زمام المبادرة، وأن تكريس هرم السلطةفي كل القوى التنفيذية وكل شيء في يده أعتقد أن هذه الأمور بدأت تتغير تدريجياًوستتغير لا محالة من ذلك لأن العالم يتغير والعالم أصبح يعني قرية صغيرة والكل يرىماذا يجري في بلدان العالم، ونحن لا نريد أن تسبقنا إفريقيا وأميركا اللاتينية لأنأوروبا قطعاً لا نستطيع اللحاق بها لكننا نريد أن نتقدم، وشرعية الابتزاز التيتكلم عنها الحقيقة لا نريد أن نقول: نحن أحسن من جيراننا، يجب أن نكون نحننتقدم إلى الأمام وشرعية الابتزاز هذه غير مقبولة أيضاً ونحن نتمنى أن تتقدم شعوبناالعربية سواء كانت الموجودة فيالحكم أو مؤسسات المجتمع المدني لتتلاقى مع بعضهاالبعض وتتقدم إلى الأمام حتى تصبح مسيرتنا النهضوية إلى الأمام حتى يتقدم شعوبناوحتى تتحرر أوطاننا المحتلة شرقاً أو غرباً من الاحتلال الأميركي والاحتلالالإسرائيلي. الثاني من هذا الحوار أود أن أتحدث عن يعنيما يقوله البعض على أن للعالم العربي خصوصية ثقافية تاريخية دينية ربما تجعل منالصعب تطبيق مثل هذه المفاهيم، هل هذا كلام يعني له ما يستحق من الدقة أم أنها مجردذرائع يطرحها البعض لتجنب الشروع في عملية الإصلاح؟
هناك من يرى أن في عالمنا العربي خصوصية ثقافية، خصوصية تاريخية، ربما دينية تجعليعني من الصعب تطبيق بعض المفاهيم التي ترد في مثل هذه التقارير، مفاهيم حقوقالإنسان، المساواة بين الجنسين، التعامل مع الأقليات الدينية ومسائل كثيرة يقولالبعض أنها ربما لا تنسجم ربما مع هذه الخصوصية، هل برأيكم هناك بالفعل مثل هذهالخصوصية؟ أم أن هذه الأمور تستخدم كذريعة لعدم الدخول وعدم الشروع في مسائلالإصلاح؟ يعني هذا التحليل ما هو تحليل حديث، أيضاً تحليل أُطلقعلى المنطق أو النظم الشرقية ما يُسمى بالاستبداد الشرقي أن الاستبداد هو: صفةلصيقة بالمجتمعات الشرقية، لكن إذا نحن نتكلم عن الثقافة، إذا كنا نتكلم عن الثقافةالإسلامية تشترك معنا دول كثيرة في الإسلام ومع ذلك تطورت ديمقراطياً، خصوصيةالثقافة العربية هناك أيضاً نظم مشابهة لنا في نفس التطور ومع ذلك أيضاً تقدمت عنابمراحل، أنا أتصور أن الدولة في المنطقة العربية دولة متسلطة قامعة إلى أبعد الحدودهي ممسكة بقوة على كل أدوات القمع الشرعي من بوليس ومن جيش إلى درجة يعني أنت لاتستطيع.. يعني أضعفت كثيراً المجتمع المدني، لذلك يعني متى استجابت حتى وإن كانللإصلاحات الشكلية استجابت عندما أتت الضغوط الخارجية، لكن على مدى 50 سنة هذهالشعوب تضغط ولم تنفتح أبداً هذه النظم باتجاه الإصلاح، عندما أتى الضغط الخارجيبدأت.. طبعاً هي بدأت تضع مساحيق تجميلية جاءت الانتخابات، تمكين للمرأة، توزيرللمرأة، إعطاء المرأة مناصب، وهذه ليست إصلاحات جوهرية تمس عمق النظام السياسي،طبعاً هذا يكشف أن أيضاً الخارج ليس مخلصاً بدعواه نحو الديمقراطية هو باتجاهالاستقرار، هذا أيضاً تكلم عنه التقرير وهو يريد الاستقرار السياسي بدليل..: وتحيق مصالحه في النهاية.: لأن الاستقرار السياسي ممكنيتحقق ضمن نظم ديمقراطي ونظم غير ديمقراطية، وهذا هو كان يدعم نفس هذه النظم لميعترض عليها على مدى السنوات الفائتة إلا عندما كانت مصالحه تتعارض معه, يعني بعضالنظم عندما اتجهت إلى تبني الأيديولوجية الاشتراكية كانت تتقاطع يعني مع أو فيحالة خلاف مع النظم الغربية، ولذلك هذه النظم العربية أتقنت اللعبة وتعرف أن هذاالخارج لا يريد إصلاحاً حقيقياً ولكن يريد إصلاحاً شكلياً لأن هو مطالب أمام شعوبهبتبرير لماذا يقف مع هذه النظم المستبدة؟ فيجب أن يقدم لها مبررات بمعنى أنها لأهذه النظم في تطور واتجهت نحو الديمقراطية، يعني أنا لا أتصور أن الاستبداد لصيقبالثقافة السياسية العربية، التجربة التي مرت بها المنطقة العربية بمعنى أنها هيظلت القوى الخارجية متدخلة فيها منذ أمد طويل أضعفت مكونات المجتمع المدني إلى درجةأوصلت الناس إلى اليأس أنه لا مجال للتغيير ولا مجال للإصلاح. طيب يعني كما ذكرى البعض يشكك في دعوات الخارج لإدخال مثلهذه الإصلاحات، كيف ينبغي على المنطقة التعامل مع هذه الدعوات وهذه المبادراتالخارجية؟ هل نتجاهلها على أساس أنها إملاءات تأتي من الخارج؟ أم أنه ربما يجبالنظر إليها على أنها قد تسهم في إدخال مناخ الحرية على الأقل من خلال طرح هذهالمواضيع للنقاش؟: المطلب.. في الحقيقة القوى الخارجية تتحدث عنإصلاح، القوى السياسية في الوطن العربي تتحدث عن الديمقراطية، فما زال هناك بونشاسع بين ما تطالب به القوى السياسية في الوطن العربي وما يطالب به الخارج، أناأشير إلى البيان الذي أصدرته منظمات حقوق الإنسان في الوطن العربي في لقاء في بيروتفي مارس 2004 وسميت الوثيقة التي خرجت عن هذا الاجتماع بالاستقلال الثاني، وهي تدعوإلى الأخذ بالديمقراطية في الدول العربية, هذا مطلب عربي في المحل الأول والمثقفونالعرب رفعوا الدعوة إلى الديمقراطية منذ على الأقل عقدين من الزمان بصورة مدوّية فيالمؤتمر الذي عقدوه في ليماسول في قبرص في سنة ديسمبر 1983 وأصدروا كتاباً ضخماًيتحدث عن أزمة الديمقراطية في الوطن العربي فهذا مطلب عربي داخلي في المحل الأولومن ثم يعني إذا كانت هذه النظم العربية تريد أن تبيّض وجوهنا كعرب أمام العالمفعليها أن تلبي مطالب مواطنيها أولاً، وعندما تلبي مطالب مواطنيها لا تكون هناكفرصة أمام القوى الخارجية لممارسة
يتبــــــــــــــــــــــع