جهاد النفسالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فمما شرع الله لنا في جهاد عدوه وعدونا أن نبدأ بالعدو الأقرب يقول -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) (التوبة: من الآية123).
هذا ومن أقرب الأعداء إلينا هذه النفس التي بين جنبينا، وقد شرع لنا مقاومة النفس ومجاهدتها يقول -تعالى-: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) (الحج: من الآية78)
قال بن المبارك: "هو جهاد النفس والهوى".
وفي الحديث: (المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله).
نفسك التي بين جنبيك هي من أضر الأعداء عليك، وهذه نصوص الوحي تصرح بذلك يقول -تعالى- على لسان امرأة العزيز: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) (يوسف: من الآية53).
وقال -تعالى-: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) (آل عمران: من الآية165)، وقال -تعالى-: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) (النساء: من الآية79)وقال -تعالى-: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ) (إبراهيم: من الآية22).
وفي الحديث: (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)
فهلم باللوم قبل اللوم واهتف بنفسك:
ألا يا نفس ويحك ساعديني بسعي منك في ظلم الليـالي
لعلك في القيامة أن تفوزي بطيب العيش في تلك العلالي