وقد تعودنا على فضل الله -عز وجل- في رمضان لاسيما في العشر الأواخر، وكيف أرسل المجاهدون في كل عام إلي إخوانهم في العشر الأواخر من رمضان "وجدنا صدى دعائكم نصراً من عند الله، وفتحاً مبيناً".
ولعلكم تذكرون ليلة السابع والعشرين من رمضان من نحو من ست سنوات، حينما باتت كتيبتان روسيتان تتقاتلان طوال الليل، على سبيل الخطأ، فكانت تلك الليلة من الجهاد الشيشاني من نصيب المجاهدين في محاريبهم .
فلتكن دعواتنا من قلوب محبَّةٍ لله مخبتةٍ إليه.
ولتكن دعواتنا من قلوب مجروحةٍ مستشعرةٍ للألم، ممتلئةٍ بالغيرة على حرمات الله.
ولا يخفى على أحد أن هذه الحملة الأمريكية الأوربية الصليبية على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد صاحبتها حملة شيعية على عرض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمهات المؤمنين وعلى رأسهم عائشة -رضي الله عنها-.
ولا شك أن هذا مما يؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال لمن آذاه في أحب أزواجه إليه: (ما بال أقوام يؤذونني في أهل بيتي ) وأنزل الله -عز وجل- غضباً منه لغضب حبيبه -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً) (الأحزاب:69). فرجع من أشركه الشيطان من المؤمنين عن إيذاء زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما علموا أنهم آذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه سبب في غضب الجبار عليهم، وبقي المغموس بهم في النفاق الذين قال الله فيهم: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلاً مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) (الأحزاب 61:60) فامسك المنافقون خوفاً