بسم الله الرحمن الرحيم
بداية الحديث عن هذا الموضوع
ونأسف مبكرا إن حدث مني إطالة
يقول الله تعالى فى كتابه
"وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِد"
من الآية نجد جواز وإباحة التحاور والتجادل مع أهل الكتاب ..إلا أن هذا التجادل مشروط بأن يؤمنوا بالله وبما أنزل لنا ولهم وتوحيد الألوهية .
أولا يا أخوان : يجب أن تكون الأمور واضحة لدينا وجلية بهذا الخصوص وأن لا يكون فيها أي إلتباس ، نحن نجادل ونحاور أهل الكتاب ، ليس من أجل أن يرضوا علينا ويتقبلونا ، لإن هذا الرضا وهذا القبول لن يكون أبدا مصداقا لقول الله ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ )
والسؤال هنا لماذا نحن نجادل ونحاور أهل الكتاب ؟؟
نحن نجادلهم ونحاورهم إمتثالا لإمر رسول الله عليه السلام ،
حيث وَصف لنا هذا الحوار ، وهذا الجدال الذي يكون باللسان على إنه من صنوف الجهاد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ،
عن أنس بن مالك قال ، عن رسول الله صلى الاله عليه وسلم قال
جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم
رواه أبو دادود
ولتعلم يا أخي إن الجدال مع أهل الكتاب له أهداف عندنا قال مشايخنا الكرام
1- الأمر بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له. كقوله تعالى: )قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ( [سورة آل عمران 3/64]. وقال تعالى: )وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ( [سورة المائدة 5/72]. وقال تعالى: )لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ( [سورة المائدة 5/73]الآية.
2- الأمر بالإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه رسول إلى العالم أجمع وهم داخلون تحت عموم رسالته. كقوله تعالى: )يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنْ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( [سورة المائدة 5/19]. وقوله: )الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( [سورة البقرة 2/146].
3- إثبات القرآن لنسخ أديانهم وتحريف كتبهم وبطلانها و وجوب إيمانهم بالقرآن. قال تعالى: ) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ([سورة البقرة 2/75]. وقال: )وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ( [سورة المائدة 5/48] الآية.
4- الرد على شبهاتهم وافتراءاتهم ونهيهم عن الغلوفي الدين. وهذا كثير في القرآن والسنة.
أما عن مواضيع الجدال فنقول :
فهي على وجهين
أولاً: كل موضوع يخدم الأهداف التي شرعها الله في مجادلة أهل الكتاب فهو مطلوب* وذلك مثل: دعوتهم للإسلام وبيان ما هم عليه من الباطل ورد شبهاتهم وطعنهم في الإسلام وتثبيت المؤمنين بإظهار علوحجة الإسلام وتحقيق مصالح مشروعة للمسلمين عبر الحوار معهم مثل: تحييد بعضهم والضغط عليهم وكشف مؤامراتهم وفضح طرقهم في التنصير ونحوذلك
ثانياً: كل موضوع يخدم أهدافاً نهى الله عنها فهو ممنوع* وذلك مثل: موالاة الكفار ومودتهم؛ أوالتقارب معهم؛ أوالتنازل عن شيء من دين الإسلام كإلغاء الجهاد أوتحوير معناه أوالتنصل من أحكام أهل الذمة أوإبطال الرق؛ ونحوذلك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أردتم أن أستفيض بالكلام نحن جاهزين
ونأسف على الاطالة