عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 23-09-2007, 08:41 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞المسابقة الرمضانيه (الحلقة العاشرة)۞


يوسف عليه السلام
الجزء الاول
نبذة
ولد سيدنا يوسف وكان له 11أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين فقص على والده ما رأى فقال له ألا يقصها على إخوته ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله ثم مر به ناس من البدو فأخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه ولكنها أخذ تتراوده عن نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط ثم اجتمع شمله مع إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه
سيرته
قبل أن نبدأ بقصة يوسف عليه السلام نود الإشارة لعدة أمور أولها اختلاف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص الأنبياء فجاءت قصص الأنبياء في عدة سور بينما جاءت قصة يوسف كاملة في سورة واحدة قال تعالى في سورة (يوسف)
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) (يوسف)
واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟ قيل إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم وقيل لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والعفة والغواية وسير الملوك والممالك والرجال والنساء وحيل النساء ومكرهن وفيها ذكرالتوحيد والفقه وتعبير الرؤيا وتفسيرها فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالاتوقيل: إنها سميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان إلى السعادة
ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية يلتحم مضمونها وشكلها ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) هذا ما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز
لنمضي الآن بقصة يوسف -عليه السلام- ولنقسمها لعدد من الفصول والمشاهد ليسهل علينا تتبع الأحداث
فصل طفوله يوسف
المشهد الاول
ذهب يوسف الصبي الصغير لأبيه وحكى له عن رؤيا رآها أخبره بأنه رأى في المنام أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين لهاستمع الأب إلى رؤيا ابنه وحذره أن يحكيها لأخوتهفلقد أدرك يعقوب -عليه السلام- بحدسه وبصيرته أن وراء هذه الرؤية شأنا عظيما لهذا الغلام لذلك نصحه بأن لا يقص رؤياه على إخوته خشية أن يستشعورا ما وراءها لأخيهم فيجد الشيطان من هذا ثغرة في نفوسهم فتمتلئ نفوسهم بالحقد فيدبروا له أمرا يسوؤه

المشهد الثاني
اجتمع أخوة يوسف يتحدثون في أمر يوسف قالوا نحن مجموعة قوية تدفع وتنفع فأبونا مخطئ في تفضيل هذين الصبيين على مجموعة من الرجال النافعين! فاقترح أحدهم حلا للموضوع: (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِاطْرَحُوهُ أَرْضًا). إنه الحقد وتدخل الشيطان الذي ضخم حب أبيهم ليوسف وإيثاره عليهم حتى جعله يوازي القتل او طرحه ف يأرض بعيدة نائية مرادف للقتل لأنه سيموت هناك لا محالهولماذا هذا كله؟! حتى لا يراه أبوه فينساه فيوجه حبه كله لهم ومن ثم يتوبون عن جريمتهم
قال قائل منهم فلنلقه في بئر تمر عليها القوافل ستلتقطه قافلة وترحل به بعيداسيختفي عن وجه أبيه ويتحقق غرضنا من إبعاده
انهزمت فكرة القتل واختيرت فكرة النفي والإبعاد نفهم من هذا أنالأخوة رغم شرهم وحسدهم كان في قلوبهم أو في قلوب بعضهم بعض خير لم يمت بعد

المشهد الثالث
توجه الأبناء لأبيهم يطلبون منه السماح ليوسف بمرافقتهمدار الحوار بينهم وبين أبيهم بنعومة وعتاب خفي وإثارة للمشاعرمَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ؟أيمكن أن يكون يوسف أخانا وأنت تخاف عليه من بيننا ولا تستأمننا عليه ونحن نحبه وننصح له ونرعاه؟ لماذا لا ترسله معنا يرتع ويلعب؟
ورد عليهم يعقوب بطريقة غير مباشرة- أنه لا يأمنهم عليه ويعلل احتجازه معه بقلة صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب ففندوا فكرة الذئب الذي يخاف أبوه أن يأكله نحن عشرة من الرجال فهل نغفل عنه ونحن كثرة؟ نكون خاسرين غير أهل للرجولة لو وقع ذلك لن يأكله الذئب ولا داعي للخوف عليه وافق الأب تحت ضغط أبنائه ليتحقق قدر الله وتتم القصة كما تقتض يمشيئته!


المشهد الرابع
خرج الأخوة ومعهم يوسف وأخذوه للصحراءاختاروا بئرا لا ينقطع عنها مرور القوافل وحملوه وهموا بإلقائه في البئر وأوحى الله إلى يوسف أنه ناج فلا يخاف وأنه سيلقاهم بعد يومهم هذا وينبئهم بما فعلوه


المشهد الخامس
عند العشاء جاء الأبناء باكين ليحكوا لأبيهم قصة الذئب المزعومةأخبروه بأنهم ذهبوا يستبقون فجاء ذئب على غفلة وأكل يوسفلقد ألهاهم الحقد الفائر عن سبك الكذبة فلو كانوا أهدأ أعصابا ما فعلوها من المرة الأولى التي يأذن لهم فيها يعقوب باصطحاب يوسف معهم! ولكنهم كانوا معجلين لا يصبرون يخشون ألا تواتيهم الفرصة مرة أخرىكذلك كان التقاطهم لحكاية الذئب دليلا على التسرع وقدكان أبوهم يحذرهم منها أمس وهم ينفونها فلم يكن من المستساغ أن يذهبوا في الصباح ليتركوا يوسف للذئب الذي حذرهم أبوهم منه أمس! وبمثل هذا التسرع جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان ونسوا في انفعالهم أن يمزقو اقميص يوسف جاءوا بالقميص كما هو سليما ولكن ملطخا بالدم وانتهى كلامهم بدلي لقوي على كذبهم حين قالوا (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَاوَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) أي وما أنت بمطمئن لما نقوله ولو كان هو الصدق لأنك تشك فينا ولا تطمئن لما نقوله
أدرك يعقوب من دلائل الحال ومن نداء قلبه ومن الأكذوبة الواضحة أن يوسف لم يأكله الذئب وأنهم دبروا له مكيدة ما وأنهم يلفقون له قصة لم تقع فواجههم بأن نفوسهم قد حسنت لهم أمرا منكرا وذللته ويسرت لهم ارتكابه وأنه سيصبر متحملا متجملا لا يجزع ولا يفزع ولا يشكو مستعينا بالله على ما يلفقونه من حيل وأكاذيب

المشهدالأخير من الفصل الأول من حياة سيدنا يوسف عليه السلام


أثناء وجود يوسف بالبئر مرت عليه قافلة قافلة في طريقها إلى مصر قافلة كبيرة سارت طويلا حتى سميت سيارة توقفوا للتزود بالماءوأرسلوا أحدهم للبئر فأدلى الدلو فيهتعلق يوسف به ظن من دلاه أنه امتلأ بالماء فسحبه ففرح بما رأى رأى غلاما متعلقا بالدلو فسرى على يوسف حكم الأشياء المفقودة التي يلتقطها أحد يصير عبدالمن التقطه
فرح به من وجده في البداية ثم زهد فيه حين فكر في همه ومسئوليته وزهد فيه لأنه وجده صبيا صغيرا وعزم على التخلص منه لدى وصوله إلى مصر ولم يكد يصل إلى مصر حتى باعه في سوق الرقيق بثمن زهيد دراهم معدودة ومن هناك اشتراه رجل تبدو عليه الأهمية

انتهت المحنة الأولى في حياة هذا النبي الكريم لبتدأ المحنة الثانية والفصل الثاني من حياته

ثم يكشف الله تعالى مضمون القصة البعيد في بدايتها (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِوَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) لقد انطبقت جدران العبودية على يوسف ألقي في البئر أهين حرم من أبيه التقط من البئر صار عبدا يباع في الأسواق اشتراه رجل من مصر صار مملوكا لهذا الرجل انطبقت المأساة وصار يوسف بلا حول ولا قوة هكذا يظن أي إنسان غيرأن الحقيقة شيء يختلف عن الظن تماما
ما نتصور نحن أنه مأساة ومحنة وفتنة كان هو أول سلم يصعده يوسف في طريقه إلى مجده
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
وها هو ذا يلقي محبته على صاحبه الذي اشتراه وها هو ذا السيد يقول لزوجته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وليس هذا السيد رجلا هين الشأن إنما هو رجل مهم رجل من الطبقة الحاكمة في مصر سنعلم بعد قليل أنه وزيرمن وزراء الملك وزير خطير سماه القرآن "العزيز" وأرجح الآراء أن العزيز هو رئيس وزراء مصر
وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض تم هذا كله من خلال فتنة قاسية تعرض لها يوسف
ثم يبين لنا المولى عز وجل كرمه على يوسف فيقول
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(22) (يوسف)
كان يوسف أجمل رجل في عصره وكان نقاء أعماقه وصفاء سريرته يضفيان على وجهه مزيدا من الجمال وأوتي صحة الحكم على الأمور وأوتي علما بالحياة وأحوالها وأوتي أسلوبا في الحوار يخضع قلب من يستمع إليه وأوتي نبلا وعفة جعلاه شخصية لا تقاوم

وأدرك سيده أن الله قد أكرمه بإرسال يوسف إليه اكتشف أن يوسف أكثر من رأى في حياته أمانة واستقامة وشهامة وكرما وجعله سيده مسئولا عن بيته وأكرمه وعامله كابنه

يتبـــع
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.98 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]