[أبوسيف]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

الخبر يحمل مبشرّات بتوجه ديني جدّي بين الفلسطينيين في غزة ، و يحمل أيضاً أملاً في أن تُصبح غزة قاعدة‌ ينطلق منها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

مفاجأة تلك التي قرأتها بخصوص سب الذات الإلهية.. ماهذا يا عباد الله؟ مصيبة والله عندما يعرف الإنسان أن فلاناً يسب الله ولا يُحرّك ساكناً.. سواء كان في هيئة الأمر بالمعروف أم مجرد رجل شارع عادي.. اللهم عافنا مما ابتليت به عبادك.

و لكن في ظل الظروف الراهنة ، و عدم الإتفاق الداخلي بين الفصائل الفلسطينية ، فإن عملية خروج مثل تلك الجماعات ما هي إلا مقدّمة لما سيحدث مستقبلاً من عدم توافق وجهت نظر.

عندي قناعة صلبة بأن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يجب أن يبدأ في النفس أولاً ثم الزوجة و الاولاد و الجيران و الحي و هكذا ، و أن أردنا لذلك الامر النجاح ، يجب أن ننتبه الى نقطة هامة و هي الحياد في ما يخص الامور السياسية ، على الأقل في المرحلة الحالية ، لأنه ببساطة لو تبين أن الجماعة تتبع فصيل ما فإن الهدف سيضمحل و تنقلب الأمور عكسية بالتأكيد ، و نحن الآن في موقع هدنة و تهدئة و لا نريد العودة لأيام زمان.

لنتخيل معاً (مثلاً) ، مع أن الجماعة قالت بأنها لا تتبع أي فصيل ، إتضح لاحقاً بأنها تتبع كتائب القسام ، ليخرج علينا بعد ذلك كتائب شهداء الأقصى ليعلنوا عن تشكيل جماعة أخرى تتبع لهم مناهضة للجماعة الأولى ، و لكم ان تتخيلوا ما سيحدث بعدها.

أرجو أن لا يُفهم من كلامي أنني ضد الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر معاذ الله.. بالعكس ، و لكن يجب علينا أن نتحلى بالحكمة في ما يخص هذا الأمر و النظر الى معطيات المرحلة الدقيقة التي يمر بها أهلنا في فلسطين و من ثم تنظيم هيئة معترف بها من الجميع مثل تلك التي في المملكة العربية السعودية ، و موافقة أهدافها لخدمة الدين أولاً و أخيراً.

دمتم بخير.