عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-11-2007, 03:12 AM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
58 58


138- الله يبتلي بالخير وبالشر : والصبرُ على الابتلاء بالخير أصعبُ من الصبرِ على الابتلاء بالشر . والصابرون من الفقراء أكثرُ بكثير من الشاكرين من الأغنياء , أي أن الصابرين من الفقراء على فقرهم أكثرُ بكثير من الأغنياء الذين يحرصون على أن يكتسبوا المالَ دوما من حلال وعلى أن يؤدوا دوما حقوقَ اللهِ ثم الناسِ عليهم فيه , وكذا على أن ينفقوا هذا المالَ فقط في الطاعات والمباحات. ولا علاقة لما يُـعطى الإنسانُ من الدنيا أو ما يُحرمُ منها بإكرام الله له أو إهانته له , ذلك لأن ( الدنيا يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب , أما الآخرة فلا يعطيها الله إلا لمن يحب ) كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومنه فقط يكونُ الشخصُ قليلَ المالِ أحيانا وهو من المقربين إلى الله , وقد يكون آخرُ من أعظمِ الأغنياء – كقارون- وهو من أسقطِ الناس عند الله تعالى .
139- تحايلُ الناسِِ على الدينِ: تعاملُ الناس مع الدين فيه في كثير من الأحيان من التقصير والإهمال والكذب والتحايل وما فيه . ومن هنا تجد أن بعضَ الناس يسألون عن حكمِ الإسلام ما دام الحكمُ المتوقع موافقا للهوى والنفس والشيطان , أما في الحالة الأخرى فإنك تجد أن الشخصَ يتهربُ في الكثير من الأحيان من حكم الدين !!!. وكمثال على ذلك القصةُ الرمزية المنسوبة إلى " جحا " : أعار جحا أواني لجاره من أجل استعمالها في عرس , ومنها قِـدرٌ . ولما انتهى العرسُ طلبَ جحا من جاره إرجاعَ الأمانة إليه , فأرجع له الجارُ الأمانةَ وفيها قِـدرُهُ الكبير ومعه قدور" صغيرة " لم يُعرهُ إياها . قال له جحا " ولكنني لم أُعِـركَ هذه القدور الصغيرة ؟!" فأجابه الجارُ " القِدرُ الكبيرُ وَلَـدَ القدورَ الصغيرةَ , إذن هي لكَ !!!" , فأمسك جحا القدورَ الصغيرة مع أنها ليست له في حقيقةِ الأمرِ , وسكتَ ولم يعترضْ على مقولةِ جارِه .
ذهبت أيامٌ وجاءت أيام , وفي يوم من الأيامِ طلبَ الجارُ مرة أخرى أواني من جحا ليستعملَـها في عرس آخر , فأعاره جحا أواني ومعها قدرُهُ الكبير . ولما انتهى العرسُ طالب جحا جارَهُ بإرجاعِ الأواني إليهِ فأرجعَ لهُ كلَّ الأواني إلا القدرَ الكبير. سألَ جحا جارَهُ " وأين القدرُ الكبيرُ ؟!" , قال الجارُ " ماتَ القدرُ الكبيرُ " , قال له جحا " أنتَ تستهزأُ بي أم ماذا ؟!. وهل القِدرُ يموتُ !؟" , فأجابه الجارُ في النهاية " غريبٌ أمرُك يا جحا , تَـقبلُ أن يلدَ القِدرُ , ثم لا تقبلُ أن يموتَ القدرُ مع أن كلَّ حكاية من الحكايتين كاذبةٌ !!!".
140- من أسباب التقدم المادي في الغرب : أن الفتى إذا بلغ وأصبح قادرا على الشغل أصبح لا حق له على أبيه وهذا الذي يقول به الإسلام على الأقل نظريا . هذا نظريا أما واقع المسلمين فهو شيء آخر لأن العادة جرت عندنا أن الأب يفكر في أن يبحث عن شغل لابنه وعن دار وزوجة وعن ... وهذا كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله سبب أساسي في اضمحلال الشباب وفي التدهور الاقتصادي عند المسلمين اليوم . ثم يستدرك الشيخُ منبها إلى أن غلطةَ الغرب الكبيرة في هذه المسألة أنه سوَّى بين الولد والبنت , وهذا لا يجوز عندنا في الإسلام . إن واجبَ الرجل عندنا في الإسلام اتجاه المرأة – دائمٌ : الأب أولا ثم الأخ ثانيا ( في غياب الأب أو عجزه ) ثم الزوج ثالثا ثم الإبن رابعا وأخيرا . هذا مع ملاحظة أن الإبنَ يسألُ أباه إذا بلغ عن ماله : ( من أين أتى به ؟ ) , أما البنتُ فليست مسؤولة شرعا عن مالِ الأبِ : من أين أتى به ؟ ) .
يتبع :...
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.02 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.05%)]