السلام عليكم ورحمة الله /
أستغرب وأتعجب وأشعر بالأسف الشديد بسبب فهم البعض لمسأله التدين والالتزام بالشرع على إنها حرية شخصية ، لا أعرف من أطيع هل أطيع دعاة الحداثة والتجديد وعصرنة الدين من دعاة القرن الواحد والعشرين ، هل أطيع هؤلاء وأعصى ربي وربهم ورسولي ورسولهم . يقول الله تعالى فى كتابه الكريم { يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } والقائل في أية أخرى محذرا رسوله الكريم من مغبة طاعة أحدا غيره جل جلاله ( وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ).
إذا فى المقام الاول والاخير الطاعة هي لله وللرسول وما عدا ذلك طاعته تكون فى الحلال ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق . وإن أطعنا أحد وعصينا من هو أولى بالطاعة فحالنا ورد فى القران الكريم ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) أي من سلك طريقا سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه ( وهو في الآخرة من الخاسرين ) كما قال صلى الله عليه وسلم ( ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) انتهى نقطة وسطر جديد.
الشيئ العجيب هو إن البعض يفهم أمر التدين والالتزام بالشرع مقصور على الذكور دون الأناث ، بعبارة أخرى يعنى أنت أيها الرجل عليك الالتزام وعليك التدين وعليك إتباع الشرع أما أنت أيتها الاخت ويا أيتها الانثى فأنت حرة فى أمرك ولا ريب عليك ، نقول الالتزام بالدين وبالشرع مفروض على كل مسلمة ومسلم وكل من بلغ سن التكليف والرشد وجب عليه الالتزام بالشرع . وقد اشترك الرجل والمرأة معاً في اول تكليف الهي وجه لآدم وحواء على السواء، كما ان النصوص القرآنية موجهة للجنسين معاً دون فرق، امثال: (يا أيها الناس...) أو (يا آيها الذين آمنوا...). وهناك احكام قليلة تختص بالنساء واحكام قليلة تختص بالرجال ولكن في الاصل احكام التكليف يتساوى فيها الرجل والمرأة. نقطة وسطر جديد .
والان وبعدما إتفقنا على إن التكليف وضرورة الالتزام مفروضة على الذكر والانثى أقف مع الاخت الكريمة لتوضيح الامثلة التى ذكرتها فى الموضوع : قالت الاخت
" لن يدعني أذهب إلى السوق "
" سيجعلني قابعة في البيت "
" سيمنعني من إكمال دراستي و العمل "
" لن أذهب لزيارة أصدقائي و أهلي "
"لن يجعلني ألبس ما يحلو لي "
" لا يحسن التعامل "
" أنه متشدد "
" لن نسافر "
" الموضة ممنوعة "
وهذه كلها شبهات يرددها دعاة التحرر والمجون والسفور وكلها لها نفس الحكم ونفس الرد.
الشرع يا أيتها الاخت الفاضلة لا يمنعك من الخروج للسوق ولكن وضع لك ضوابط لهذا الخروج إن إلتزمتي بهذه الضوابط والشروط فأخرجي رافقتك السلامة ولكن إن أخللتى بتلك الضوابط الشرعية والتى من المفترض أن تكوني منضبطة وملتزمة بها إن أحدثت المرأة عدم إنضباط فى الضوابط فلن تخرجي الى السوق ليس من منطلق تشدد وتزمت بل من منطلق شرع . على الاخت المسلمى التى تريد الخروج الى السوق أن تلتزم بالحجاب الشرعي، ومن شروط الحجاب الشرعي: ألا يكون زينة في نفسه، وأن يكون صفيقا غير شفاف، فضفاضا غير ضيق، وأن يكون غير مبخر ولا مطيب، وألا يشبه لباس الرجال ولا لباس الكافرات، وألا يكون لباس شهرة. وأن لا يحدث فى خروجها إختلاط بالرجال وأن يكون الخروج بإذن الزوج وأن لا يكون هذا الخروج مضيع لحقوق أولى منه .
إن خرجتي بهذه الكيفية فلا أثم عليك رافقتك السلامة فى الذهاب والاياب وتقبل الله منك صالح الاعمال .
ما أوجزه لك إنه يستحيل عمل ذلك ، ما تطلب الامر منك الخروج والاقرار والمكوث فى البيت أفضل فإن دعت الحاجة للخروج فأخرجي بإذن زوجك وعلمي إن منعك هو من الخروج فأنت عليك الطاعة إن شاء الله وإحتساب الاجر والثواب عند الله ، هو إن منعك حقك فى الخروج فهو أثم ومرتكب ذنب يسأل عنه يوم القيامة .
فلك أن تلبسي ما تشائين فى بيتك بعيدا عن عيون الاجانب ، تلبسين تخلعين أنت حرة فى بيتك والشرع يجيز لك هذا .
أعلمي يا أمة الله إن حاول زوجك أن يمنعك حق شرعيا لك منطلقا من تزمت وتشدد فالدين فعليك يا أختاه أن تذكريه بقول الله وحكم الشرع فى ما منعه عليك .
إعلمي أن طاعة الزوج مقدَّمة على طاعة الوالدين، طالما أن الزوجة باقية ولايتها في ذمة.
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾
إن منع الزوج زوجته حقا شرعيا من منطلق إن القوامة له والطاعة مفروضة على زوجته ، إن كان هذا المنع ليس قائم على حق وشرع ، فهو غلو فى دين الله وظلم كبير
فالاسلام منهج وسط فى كل الامور هذا المنهج وهذاالمنهج هوالذي سماه الله الصراط المستقيم وهومنهج متميزعن طرق أصحاب الديانات والفلسفات الأخرىمن المغضوب عليهم ومن الضالين الذين لاتخلومناهجهم من غلوأوتفريط.
والوسطيةإحدىالخصائص العامة للإسلام،وهي إحدى المعالم الأساسية التيميزالله بها أمته عن غيرها(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )(البقرة: من الآية143) ،فهي أمةالعدل والاعتدال،التي تشهد في الدنياوالآخرةعلىكل انحراف يميناً أوشمالاً عن خط الوسط المستقيم.
يتبع