عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-11-2007, 08:55 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي

في ظـلال آية ... لحـظـات إيمانية
في ظـلال آية ...إلتفاتة إلى كتاب الله
في ظـلال آية ... تفكـرفي كلام الله

في ظلال آية ... لتطمئن القلوب الحائرة بذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ... وترسو النفوس الحائرة على شواطيء الإيمان الآمنة.
في ظـلال آية ... جرعة إيمانية يومية (أو شبه يومية) نتناول فيها آية من كتاب الله نتفيأ ظلالها الوارفة ونستنير بهديها المنير ونسير على صراطها القويم ونتفكر في معانيها السامية ومضاميتها الإيمانية... نقرأ كلام المفسرين حولها لنفهم مراد الله منها فليس كمثل كلام كلام وليس بعد بيانه بيان.
الآية من كتاب الله الكريم والتفسير من كتب التفسير المعتبرة ...


بارك الله فيكِ مشرفتنا لهذا التفاعل وان شاءالله نرى التفاعل من الجميع
ام الان نبحر فى ظلال هذه الايه
قال تعـالى .. آيــة الكرسي ..
....

﴿اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾[البقرة:255].

فضل الآية
- هذه الآية أعظم آية في كتاب الله كما سأل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أبيَّ بن كعب، وقال: (أي آية أعظم في كتاب الله؟) قال: آية الكرسي؛ فضرب على صدره، وقال: (ليهنك العلم يا أبا المنذر) [مسلم].
- ولهذا من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح..
- وعن أبي أمامة في فضل قراءتها بعد الصلاة المكتوبة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) [رواه النسائي وصححه الألباني].

تفسيرها

وهي مشتملة على عشر جمل كل جملة لها معنى عظيم..

قوله تعالى ﴿اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ:
الاسم الكريم مبتدأ، وجملة ﴿لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو: خبر، وما بعده: إما أخبار ثانية، وإما معطوفة.
و﴿إِلَهَ بمعنى مألوه، والمألوه بمعنى: المعبود حبًّا وتعظيمًا، ولا أحد يستحق هذا الوصف إلا الله سبحانه وتعالى.
والآلهة المعبودة في الأرض، أو المعبودة وهي في السماء كالملائكة؛ كلها لا تستحق العبادة، وهي تسمى آلهة، لكنها لا تستحق ذلك، بل الذي يستحقه رب العالمين، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 21].
وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج: 62].

و﴿إِلَهَ: اسم لا، و﴿لاَ هنا: نافية للجنس، ولا النافية للجنس تدل على النفي المطلق العام لجميع أفراده، وهي نص في العموم، فـ ﴿لاَ إِلَهَ نفي عام محض شامل لجميع أفراده.

وقوله تعالى ﴿إِلاَّ هُو: بدل من خبر ﴿لاَالمحذوف، لأن التقدير: لا إله حق إلا هو، والبدل في الحقيقة هو المقصود بالحكم، كما قال ابن مالك:


التابع المقصود بالحكم *** بلا واسطة هو المسمى بدلا

وهذه الجملة العظيمة تدل على نفي الألوهيةِ الحق نفيًا عامًّا قاطعًا إلا عن الله تعالى وحده.

وقوله تعالى ﴿اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾:
هذان اسمان من أسمائه تعالى، وهما جامعان لكمال الأوصاف والأفعال، فكمال الأوصاف في ﴿الْحَيُّ، وكمال الأفعال في ﴿الْقَيُّومُ، لأن معنى ﴿الْحَيُّ ذو الحياة الكاملة، ويدل على ذلك (ال) المفيدة للاستغراق، وكمال حياته تعالى من حيث:
- الوجود والعدم.
- ومن حيث الكمال والنقص.

فحياته من حيث الوجود، والعدم: أزلية أبدية، لم يزل ولا يزال حيًّا.
ومن حيث الكمال والنقص: كاملة من جميع أوصاف الكمال، فعلمه كامل، وقدرته كاملة، وسمعه، وبصره، وسائر صفاته كاملة.

و ﴿الْقَيُّومُ: أصلها من القيام، ووزن (قيوم): فيعول، وهي صيغة مبالغة، فهو القائم على نفسه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه، والقائم على غيره فكل أحد مُحتاج إليه.

قوله تعالى ﴿لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ﴾:
أي: لا يعتريه نعاس، ولا نوم، فالنوم معروف، والنعاس مقدمته.

قوله تعالى في الجملة الثالثة﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾:
أي: له وحده، ففي الجملة حصر لتقديم الخبر على المبتدأ.
و ﴿السَّمَاوَاتِ جمعت، و ﴿الأَرْضِ أفردت، لكنها بمعنى الجمع، لأن المراد بها الجنس.



قوله تعالى في الجملة الرابعة ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه
﴿مَن: اسم استفهام مبتدأ و﴿ذَا: ملغاة إعرابًا، ويأتي بها العرب في مثل هذا لتحسين اللفظ.
و ﴿الَّذِي: اسم موصول خبر ﴿مَن، والمراد بالاستفهام هنا النفي بدليل الإثبات بعده، حيث قال تعالى: ﴿إِلاَّ بِإِذْنِه.

والشفاعة في اللغة: جعل الوتر شفعًا، وفي الاصطلاح: التوسط للغير لجلب منفعة، أو دفع مضرة.
فشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم بعدما يلحقهم من الهمّ، والغمّ ما لا يطيقون: شفاعة لدفع مضرة، وشفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة: شفاعة في جلب منفعة.

وقوله تعالى ﴿إِلاَّ بِإِذْنِه: أي الكوني، يعني: إلا إذا أذن في هذه الشفاعة، حتى أعظم الناس جاهًا عند الله لا يشفع إلا بإذن الله، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة –وهو أعظم الناس جاهًا عند الله ومع ذلك- لا يشفع إلا بإذن الله لكمال سلطانه جلّ وعلا وهيبته، وكلما كمل السلطان صار أهيب للملِك، وأعظم، حتى إن الناس لا يتكلمون في مجلسه إلا إذا تكلم، وانظر وصف رسولِ قريشٍ النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه، حيث وصفهم بأنه إذا تكلم سكتوا، كل ذلك من باب التعظيم.

الجملة السادسة قوله تعالى ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ:
العلم عند الأصوليين: إدراك الشيء إدراكًا جازمًا مطابقًا.
فعدم الإدراك: جهل.
والإدراك على وجه لا جزم فيه: شك.
والإدراك على وجه جازم غير مطابق: جهل مركب.
والله -عز وجل- يعلم الأشياء علمًا تامًا شاملا لها جملة وتفصيلا، وعلمه ليس كعلم العباد؛ ولذلك قال تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْأي المستقبل، ﴿وَمَا خَلْفَهُمْ أي الماضي، وقد قيل بعكس هذا القول، ولكنه بعيد؛ فاللفظ لا يساعد عليه.
و ﴿مَا: من صيغ العموم، فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقًا أم جليلا، وسواء كان من أفعال الله أم من أفعال العباد.

قوله تعالى ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ:
لها معنيان:
- المعنى الأول: لا يحيطون بشيء من علم نفسه، أي لا يعلمون عن الله -سبحانه وتعالى- من أسمائه، وصفاته، وأفعاله، إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه.
- المعنى الثاني: ولا يحيطون بشيء من معلومه، أي مما يعلمه في السموات، والأرض إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه.

وقوله تعالى: ﴿إِلاَّ بِمَا شَاءَ: استثناء بدل من قوله ﴿ بِشَيْءٍ، لكنه بإعادة العامل، وهي الباء، و ﴿ِمَايحتمل أن تكون مصدرية، أي: إلا بمشيئته؛ ويحتمل أن تكون موصولة، أي: إلا بالذي شاء، وعلى التقدير الثاني يكون العائد محذوفًا، والتقدير: إلا بما شاءه.

قوله تعالى: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ:
أي شمل وأحاط، كما يقول القائل: وسعني المكان، أي شملني وأحاط بي، و الكرسي: هو موضع قدمي الله -عز وجل-، وهو بين يدي العرش كالمقدمة له،
وقد صح ذلك عن ابن عباس موقوفًا، ومثل هذا له حكم الرفع، لأنه لا مجال للاجتهاد فيه، وما قيل من أن ابن عباس -رضي الله عنهما- يأخذ عن بني إسرائيل فلا صحة له، بل الذي صح عنه في البخاري أنه كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل، فأهل السنّة والجماعة عامتهم على أن الكرسي موضع قدمي الله -عز وجل- وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أهل العلم وأئمة التحقيق.
وقد قيل: إن الكرسي هو العرش، ولكن ليس بصحيح، فإن العرش أعظم وأوسع وأبلغ إحاطة من الكرسي، وروي عن ابن عباس أن ﴿كُرْسِيُّهُبمعنى : علمه، ولكن هذه الرواية أظنها لا تصح عن ابن عباس لأنه لا يعرف هذا المعنى لهذه الكلمة في اللغة العربية، ولا في الحقيقة الشرعية، فهو بعيد جدًا من أن يصح عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، فالكرسي موضع القدمين، وقد جاء الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما السموات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة) [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة]، وهذا يدل على سعة هذه المخلوقات العظيمة التي هي بالنسبة لنا من عالم الغيب، ولهذا يقول الله عز وجل: ﴿أفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ[ق:6]، ولم يقل: أفلم ينظروا إلى الكرسي، أو إلى العرش، لأن ذلك ليس مرئيًا لنا، ولولا أن الله أخبرنا به ما علمنا به.

قوله تعالى﴿وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾:
﴿يَؤُودُهُ: لا يثقله، ويشق عليه
﴿حِفْظُهُمَا: أي حفظ السموات والأرض، وهذه الصفة صفة منفية.

قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ:
مثل هذه الجملة التي طرفاها معرفتان تفيد الحصر، فهو وحده العلي، أي: ذو العلو المطلق، وهو الارتفاع فوق كل شيء.
و ﴿الْعَظِيمُ: أي ذو العظمة في ذاته، وسلطانه، وصفاته.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.13 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.21%)]