فكرة جميلة ومشكورة عليها
الأبتسامة البادية على وجوه أفراد الأسرة رغم حالة الفقرالمضقع التي هم عليها،لايصح لها في نظري عنوان غير قولة الشاعر:
هي القناعة فالزمها تعش ملكا.....لولم يكن منها الارحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها....هل راح منها بغير القطن واكفن
وهذه الصورة رسالة قوية على أن السعادة هي من نصيب الفقير والغني بمعنى أن ليس المال أو الغنى هو مصدر السعادة.
كثير من أمور الدنيا لايمكن تحقيقها إلا بالمال ولكن السعادة يكفيها القناعة والرضى بما قسمه الله عز وجل.
وتذكرت حديث جميل وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم كله جمال،والحديث الشريف في رأيي أقوى درس في القناعة التي نحن في أشد الحاجة لها، يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) [الترمذي وابن ماجه].
والله يأختي - وألوم نفسي أولا حين أتذكر الحديث - لو كل واحد منا وضع نصب عينيه هذا الحديث وفهمه جملة وتفصيلا لما فارقتنا السعادة ولو عظمت الهموم لأن المؤمن أمره كله خير كما بشرنا طبيب القلوب صلى الله عليه وسلم :عند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال : عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن .
وتكفينا سيرة الصحابة الأخيار عليهم السلام بلال وخباب وصهيب عاشوا فقراء لكنهم أسعد الناس في الدنيا و الآخرة وفيهم نزل قول الله عز وجل مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم في سورة الكهف {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ..}
وأستسمحك أختي على إطالتي للعنوان وجزاك الله خيرا