[غريبة في الوطن]

أمي الحبيبة

أمي الحبيبة .. نعم إنها تلك المرأة العظيمة الرااائعة التي تحملتني على مدى عشرين عاماً..
لا تقولوا لي كل الامهات عظيمات ... لالالالا
أمي تختلف ... بسمتها الراائعة تختلف .. حضنها يختلف .. نظرتها تختلف
حتى حبها لي ....
يختلف
لن أنسى أبداً تلك اللحظات التي كانت على فراش المستشفى ... تتغذى على الاجهزة .. كانت مستلقية كأنها طفل صغير .. ابتسامتها تدخل قلبي فتذرف عيني الدموع من حزني وألمي ..
لن أنسى صوتها الدافئ وهي تكلمني .. ياااااه ما أروع صوتك يا أمي .. صوتك هو أول ما وعت عليه أذني .. عيناك .. اول ما رأت عيني ...
عندما شعرت بالوحدة ولم أجد أحداً يحبني .. وجدتك انت من تبكي لحزني وألمي .. علمت حينها أنك أنت من تحبني حقاً وتخاف علي ..
أنت في المستشفى وأنا في غرفتي .. أذرف دموع الخوف والحزن عليك .. دعوت الله بإخلاص أن يشفيك .. لم استطع ان اتخيل ولو للحظة واحدة الحياة من غيرك وبدونك .. لاااا لا يمكنني ذلك .. انت اجمل نعمة انعمها الله علي ..
يا إلهي ... كيف سمحت لنفسي من قبل أن أتجاهل صوتك وانت تناديني؟؟؟ وكيف جرؤت أن أتركك وأذهب لأقابل صديقاتي؟؟؟ كيف سمحت لنفسي ان تغضبي مني ولو للحظة ..
حينها دعوت الله ان تعودي لي سالمة وكنت مستعدة لتقبيل قدميك .. ولكن عووودي يا أمي .. فراشك اصبح بارداً وانت بعيدة .. وبيتنا لا روح فيييه .. كنت اهرب منه حتى لا اعود لأجد أنك غير موجودة فيه ...
أمي الحبيبة ... أسأل الله أن يحميك ويحرسك ويطيل عمرك .. فأنا بعد الله مالي أحد في الدنيا سواك ..

هدية إلى أمي الحبيبة