إلى شيخ الشهداء
رَجَّ البُحُورَ وَهَيَّجَ الأَوْزَاناَ
خَبَرٌ مَعَ الْفَجْرِ الْمَهِيبِ أَتَاناَ
وَأَضَاءَ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ كَشَمْسِهَا
فَسَمَا عَلَيْهَا، بَصَّرَ الْعُمْيَاناَ
يَاسِينُ يَا نَبْضَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
يَا آيَةً نَزَلَتْ عَلَيْنَا الآناَ
يَا رَحْمَةَ الرَّحْمَانِ فِينَا أَشْرَقَتْ
لَمَّا تَمَاهَتْ بَيْنَنَا قُرْآناَ
لَمَّا رَأَيْتُكَ فِي السَّمَاءِ مُعَرِّجًا
وَسَمِعْتُ قَلْبَكَ يَعْزِفُ الإِيمَاناَ
ثَارَ الْيَقِينُ عَلَى الظُّنُونِ بِمُهْجَتِي
وَأَزَالَ ضَوْءُ صَفَائِهِ الأَحْزَاناَ
وَتَزَاحَمَتْ فِي أَبْحُرِي أَوْجَاعَهَا
فَتَفَجَّرَتْ فِي أَدْمُعِي أَلْحَاناَ
لَمْ يَقْتُلُوكَ فَأَنْتَ رُوحٌ بَيْنَنَا
وَهِيَ الشَّهَادَةُ تَبْعَثُ الإِنْسَاناَ
اِصْعَدْ سَحَابًا وَانْهَمِرْ مِثْلَ النَّدَى
مِنْ فَوْقِ زَرْعٍ شَرَّفَ الأَوْطَاناَ
الْلَوْنُ لَوْنُكَ فِي النَّبَاتِ وَزَهْرِهِ
صَبَغَ الْبُيُوتَ وَزَيَّنَ الْبُسْتَاناَ
اصْعَدْ فَرَبُّكَ قَدْ حَبَاكَ مَحَبَةً
وَمَكَانَةً وَوَسِيلَةً بُرْهَاناَ
م ن ق و ل