ونقول:
ان الله سبحانه وتعالى أرسل سيدنا محمد رحمة للعالمين ومن مظاهر هذه الرحمة
أن تعم جميع الخلائق ؛؛ لهذا كانت له صلى الله عليه وسلم شفاعة عامة لكل خلق الله يوم القيامة ؛ وله شفاعة لأمته خاصة ..
السؤال الثانى :
هو عن رؤية الله سبحانه وتعالى ..
يقول الحق تبارك وتعالى :
" لا تدركه الأبصر وهو يدرك الأبصر وهو اللطيف الخبير" ( الأية 103 سورة الأنعام )..
نقول ان الله سبحانه لا تدركه الأبصار لا تحيط به فى الدنيا والأخرة .. لا تدركه الأبصار فى الدنيا لأنه جل جلاله خلقنا من طين لا يتحمل نور ملكوت الله سبحانه وتعالى .. ولذلك عندما قال موسى رسول الله وكليمه ..
" رب أرنى أنى أنظر اليك "
( من الأية 143 من سورة الأعراف ) ..
كان موسى عليه السلام وهو فى بشريته يريد ان يرى الله سبحانه وتعالى بعد أن كلمه الله فماذا قال الله جل جلاله له :
" قال لن ترانى ولكن انظر الى الجبل فانم استقر مكانه فسوف ترنى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا " ( من الأية 143 سورة الأعراف )..
وهذه الأية ترينا ان موسى ببشريته لا يتحمل نور ملكوت الله سبحانه ولذلك صعق من قوة نور ملكوت الله وكذلك كل البشر بهيئتهم البشرية لا يمكن أن يروا الله سبحانه وتعالى .. لأنهم لا يتحملون نور ملكوت الله ..
ومن هنا
ندرك أننا فى الحياة الدنيا لا يمكننا أن نرى الله ..
ولكن فى الأخرة سنكون خلقا آخر فى طبيعة التكوين ..
فنحن فى الدنيا نعيش ونموت ولكننا فى الأخرة سنكون خلقا آخر
لا يدركه الموت بل يحيا حياة أبدية ..
ونحن فى الدنيا تقاس حياتنا بالزمن ولكن فى الأخرة لا زمن بل
يبقى كل واحد منا فى شباب دائم ..
ومعنى هذا ان طبيعة التكوين ستكون متغيرة بحيث يكون فينا اشياء ليست موجودة فى تكويننا الدنيوى ..
وهذا التغيير الذى سيحدث فى طبيعة تكويننا سيقوم به الله سبحانه
وتعالى حتى نحتمل رؤية الله جل جلاله ولكن دون الأحاطة به ؛ أى ان الرؤية لا تكون رؤية أحاطة ..
" وجوه يمئذ ناضرة الى ربها ناظرة " ( الأيتان 22 ؛ 23 من سورة القيامة )
ومن هنا يتضح اننا بعد تغيير تكويننا فى الأخرة
سنرى من ملكوت الله ما لا نراه فى الدنيا ..
ولقد قال أناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
يارسول الله :
هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
فقال عليه افضل الصلوات والسلام
هل تضارون فى الشمس ليس دونها سحاب ؟؟
فقالوا : لا يارسول الله ..
قال : فأنكم ترون ربكم يوم القيامة كذلك ..
بقى بعد السؤال الأخير فى هذا الحديث الشريف ..
كيف يحيط كل انسان بمشاهد يوم القيامة بالأولين والأخرين فى صعيد واحد ..
نبصرهم ونسمعهم .. هذا الكم الهائل من الخلق كيف يمكن ان نراه وان نسمعه ؟؟؟
نقول
أن التقدم العلمى قد قرب الينا هذه الصورة
أننا الأن وبعد استخدام الأقمار الصناعية .. يجلس الواحد منا فى بيته فيرى ما يحدث فى الدنيا كلها وهو لم يتحرك من مكانه ..!
الم يحدث عندما نزل اول انسان على سطح القمر ان شهدته الدنيا كلها وبصورة واضحة ؟؟
وهذا هو علمنا نحن البشر فى الدنيا
فما بالكم بعلم الله !
والى لقاء آخر