السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بالنظر إلى أنواع الأسماك ...
فعالم البحار مليء بأنواع مختلفة ، و عالم البحار هو عالم قائم بحد ذاته
فيه كل ما نراه في عالمنا من توافق و صراعات و إيجاد لقمة العيش ، و الطموح و التخاذل و التواصل و و و ..
نعم أن السمك متنوع مثل البشر كما قال هذا الشيخ الجليل
*****
1- سمك يعيش في القاع يتمتع بالماء الهادئ و الغذاء الوفير ..
نعم هذا النوع من الناس في حياتنا ، هم نموذج سلبي في عالمنا الإسلامي ،
فلا يجب أن نكون متكلين على وفرة الطعام بدون عناء العمل و المثابرة على النجاح ،
يجب أن نكون طموحين للتقدم للأفضل
لا أن نبقَ راكنين في الأسفل لما يغدقه علينا غيرنا ،
و هذا سيفقدنا إحساسنا بمسؤوليتنا و مهاراتنا و التفوق ،
و هذا النوع غير محمود من الناس...
*****
2- و سمك يعيش في الماء الجاري و يسبح مع التيار..
نعم صحيح أن لقمة العيش و السعي ورائها مهماً جداً في حياتنا ،
و لكن على أن يترافق ذلك ، مع كل مبادئ حياتنا الإسلامية و الإجتماعية
فالحياة ليست كلها للعمل و الحصول على المال من أجل الطعام ،
علينا أن نأخذ من الحياة كل ما يفيدنا و يفيد أولادنا ،
و نزرع بأنفسنا حب العطاء و التآلف في جميع أمور الحياة اليومية التي تعترضنا.
*****
3- و سمك يعاكس التيار .. مثل سمك السلمون إنه قوي البنية شديد البأس ..
هذا النوع من الناس جيد ، عنده طموح ،
و لكن يجب أن يترافق جيداً مع حب الدين
و التعامل في أمور حياته حسب التعاليم الإسلامية الصحيحة ،
و إلا فإن الطموح في هذه الحالة قد يأخذنا إلى عواقب أكبر من أن نتحملها ،
تعرضنا لخسارة أمر في حياتنا ،
ممكن أن يكون مادياً و ممكن أن يكون إجتماعياً ،
علينا أن نقف في النصف ، فنحن أمة وسطاً إن شاءالله
*****
4- و سمك إكتشف عالماً يختلف عن عالمه المائي مثل الحوت..
هذا النوع يفتقد الإحساس بالمسؤولية ،
يقتنع بما عنده دون أن يحاول أن يجد ما يمكنه أن يفعله أكثر ،
و كأنه يقوقع نفسه في زاوية يعتقد أن الخروج منها صعباً ،
في مقابل أنه لو حاول و آمن بما عنده من قدرة على التصرف ،
فإنه سيكون سعيداً أكثر ،
فأمور كثيرة في أنفسنا نجهلها تكون هي حافزاً لنجاحنا و تفوقنا في حياتنا..
*****
5- و سمك لم يكتف بالتنفس من العالم الآخر.. بل أرادأن يغوص فيه مثل ما يفعل الدلفين ..
ربما هذا النوع من الأسماك ، هم أكثر معنى لعالم البحار المتنوع ،
ربما فطرته و تركيبة جسده ، جعلته أكثر مرونة في التعامل و التصرف في أمور حياته ،
و لكن يجب أن يكون على حذر ،
لأن عالمه الأساس معروف ،
و مهما تجول في عالم غيره ، فإنه إن لم يحافظ على أساسيات التواجد ،
فقد يفقد إنتمائه بين العالمين ، و يبدأ برحلة بحث إلى من ينتمي بالضبط
أعجبني هذا النوع
و لكن دائماً أن يكون مرافقاً لأساسيات الأدب و الأخلاق و التعاليم الإسلامية الصحيحة ،
حتى لا نتوه في أي مجتمع ننتقل إليه بحكم تواجدنا ،
ففي أي مكان يمكننا أن نكون الإنسان الحق
الذي لن يتغير إلا للأحسن بما أنهملتزم بتعاليم الإسلام ،
و أنه دائماً يريد أن يكون الصورة الحسنة للإسلام ,
بالتالي في أي مجتمع كان ،
سيكون عنوان أنه ينتمي إلى أمة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم..
***********
في النهاية ، أنا لا أريد أن أكون حكراً من نوع واحد من أنواع الناس ( الأسماك ) المختلفة ،
لأني أريد أن أكون مزيجاً من الخير و العطاء و احترام نفسي و أن أرضى لغيري ما أرضاه لنفسي ،
( مع أن غيري لا يرضَ لنفسه ما يرضاه لي للأسف
)
و طبعاً عليذ أن أعرف أنه مهما تغير العالم الخارجي ،
يجب أن يكون مواكباً لما تربيت عليه من التعاليم الإسلامية و الأدب و الإحترام ،
فإن إحترمت نفسي فإن شاءالله أكون من النوع الذي يحبه جميعاً لنفسه و لغيره...
*****
عذرا عن الإطالة و لكن أردت أن أتحدث مع كل نوع على حدى ،
لأجد نفسي لأي نوع أنتمي ،
فوجدت أني أريد أن أكون مسلمة من أمة النبي محمد صلى الله عليه و سلم
شيخ فكرة بنظرة عميقة لداخل النفس البشرية
التي من الصعب أن نعرفها لدى البعض و إن قضينا معهم سنوات طوال
و يتبين في النهاية ، أنهم بخلاف كل ما كان جميل منهم
و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة السلام على رسول الله