عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30-03-2008, 07:25 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي

جزاك لله خيرا اخي القسّام على هذا الموضوع الجميل

ومن الضروري ان نعلم ان الاعتذار نوعين :

النوع الاول - عند القيام بخطأ ما في حق احدهم ، احيانا يكون مقصود وقد يكون مبني على سوء فهم ، وهنا يراجع الانسان ذاته ويبادر الى الاعتذار. واما غير مقصود ، وهنا يغيب عن الانسان الاحتراز من بعض التصرفات او العبارات التي من شأنها ان تجرح الغير دون قصد منه ، وعندما يتنبه لهذا لا بد ان يعتذر.ويتطلب هذا القوة للاعتراف بالخطأ.. ثم الشعور بالندم على تسبيب الأذى للآخر ..
واستعدادنا لتحمل مسؤولية أفعالنا من دون خلق أعذار أو لوم الآخرين

النوع الثاني - قد لا يكون الانسان مخطئا في موقف ما ولكنه يبادر الى الاعتذار ، وهذا يشبه الى حد بعيد المبادرة الى القاء السلام والتحية عندما يختصم شخصان ، او ان يعتذر الشخص عن طول غياب عن اصدقائه ومعارفه بسبب ظرف ما .
وذا من اخلاقنا الاسلامية الحميدة التي تهدف الى ابقاء مياه الود جارية لا تشوبها شائبة
والتي تؤكد ضرورة ان يبقى الانسان على وصل مع معارفه ويسأل عنهم ويطمئن عليهم.

وفي كل الاحوال ....الاعتذار يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها
هو التزام لأنه يحثنا على العمل على تحسين العلاقة وعلى تطوير ذاتنا
ويساعدنا على التغلب على تأنيب الضمير والشعور بتسبيب الاذى للآخرين ويعيد اليهم احترامهم ويشفي جراحنا وجراحهم



أما التسامح ....
فهو تخطي مشاعر الغضب الناتجة عن أذى تعرضنا له ، ولا يعني النسيان ، وانما نجاح محاولة التجاوز عن هفوات واخطاء الآخرين، وقد لا يعني استئناف العلاقات مع المذنب ،
و أحيانا التسامح لا يتطلب اعتراف المذنب بذنبه لنتسامح عنه ، وهذا اعلى درجات التسامح .


وان كان الاعتذار خلق وواجب ...الا ان التسامح فضيلة ، لا يتقنها الا من كانت مغروسة في داخله ، ولا يمكن فرضها بطبيعة الحال بل هي فضيلة خاصة يناقشها الانسان مع نفسه.


اما...... لماذا لا نتمكن من الاعتذار ؟؟؟؟
ولماذا لم تتمكن منا فضيلة التسامح !!!

فهذا لأننا افتقدنا أشياء كثيرة ...
افتقدنا مجرد اللطافة...افتقدنا أسلوب التصرف ....افتقدنا مشاعر التعاطف مع الآخرين.
وتملكتنا روح الانتقام ... ذلك الشعور الذي يشوّه الذات الانسانية ويحيلها خرابا .
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.55%)]