أخي عبـد الله.. حفظك الله
السلام عليـكم ورحمـة الله وبركـاته
من أين أبدأ؟ ومـاذا أقول؟
فحبـي وخوفي أضَـاعا مني الحـروف
لكن اعلم أني أكتب كلماتي بدمِ قلبي لا بمـداد قلمي
وكُلي أمل بـرحابة صدرك قبــــول هديتي
أخي عبد الله.. يعجبني فيك إيمـانك وحسن أخلاقك، وتعلم أنَّ المؤمن مِرآة لأخيه
فسأفصح لك عن مكنون الفؤاد حتى يتضح المراد..
أخي كلما رأيت وجهك يتفطر قلبـي
لأنك أذهبت من جماله بنفسك..
ليس فقط أذهبت منه الجمال! بل الكرامة، والهَيبة، والوقار
وذلك بحلق ما ينير وجه الرجـال (اللحيـة)!!!
فيؤلمني قلبي كلما رأيتك قادمًـا من صالون الحلاقة وكأن أمرًا لم يكن!
أطـابت نفسك أن تجلس لـتُحلق كرامتك، ومن ثم تداس بالأقدام،وتوضع مـع القُـمام!
هل تأملت وأنت على هذا الكرسي وماكينة الحلاقة تُمَرَّرُ على وجهك يمنة ويسرة:
عظمة العـزيز الجبار، وسـاعة الرحيل إلى دار الـجزاء..
أنت عبدٌ لله وتدَّعي محبته فهل المُحب
يكون لمن يحبَّ عصيـًا؟!
أغرَّك الشيطان بخطواته فأوَّلها قال:
احلقها لتخرج بانتظــام وتَبعهـا:
مازلت صغيرًا فحـُفَّها حتى لا يقـال عنك مثل الشيبـة الكبار!!
أنت ذو عقل ودين فدع عنـك التسويف،
وتزييـن كل شيطان إنسٍ وجـان..
واجعل أمام ناظريك:
قول الرسول المصطفى بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه: (خالفوا المشركين وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب).
فقد اتفق جماهير العلماء على حرمة حـلقها عملا بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وفعله.. ولا يخفى عليك أنَّ إعفاءها من الفطرة.. فهل ترضى بعد ذلك انتكاس فطرتك
ومجاهرة بمعصيتك؟! .
وإعفاؤها من هدي الأنبيـاء قَبل خاتم المرسلين قال الله تعالى:
عن هارون لموسى: ﴿..يا ابن أم لا تأخذ بلحـيتي ولا برأسي..﴾
أخي.. أتوسـم فيك الصلاح فتأمل كلماتي المحبة، الوجيزة، واركب ركاب من أراد الله بهم الخير
فأشرقت لِـحاهم على مُحيَّـاهم.. واصدق مـع الله يصْـدُقك.
أسـأل الله الكـريم الذي وعد بالإجـابة لمن دعـاه
أن يرزقك التوبة النصوح في هذه الساعة التي تقرأ فيها الرسـالة
وصلى الله وسـلم على نبينا محمـد