سلام كله مسك يحمل بين طياته موضوعا يكاد يفتقر إليه المجتمع في زمننا الحالي والذي أتمنى أن ينال إعجابكم الذي يتضمن أحد القيم الروحية المتمثلة في –الصدق- الذي هو مرآة النفس النزيهة فالصادق يكشف عن نزاهة نفسه فليس فيه أي التواء أو اعوجاج بل يكون كالمصباح المتلألئ. ويعتبر من أشرف الصفات المرضية ورئيس الفضائل النفسية وما ورد في مدحه و عظيم فائدته ومقامه من الآيات والأحاديث مما لا يمكن إحصاؤه.
قد كان الصدق ملازما لجميع الأنبياء كما كان أصدقهم الرسول صلى الله عليه وسلم حيث لقب بالصادق الأمين .لكن نجد العكس في زمننا هذا فقد قل الصدق لدرجة أنه يوشك على الإنقراض ، وهذا راجع إلى ضعف الإيمان فلو كان الكذب ينجيه من الإنسان خوفا منه أو احتراما له أو خجلا منه .فإن الصدق سينجيه في الآخرة ويرفعه درجات أمام الله.كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا و إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى البر وإن الرجل ليكذب حتى يكذب عند الله كذابا )) .
فحين تصدق وتقول الحقيقة رغم كل عواقب هذا الاعتراف يجد الانسان نفسه مطمئنا ومرتاحا مع الله و نفسه ويحدث العكس عندما يكذب رغم أنه سينقذه من العقاب إلا أنه سيعيش في ريبة و خوف قال الرسول صلى الله عليه و سلم " إن الصدق طمأنينة و الكذب ريبة " وقد احتل الصادقون أعلى المراتب بعد النبيئين .قال الله تعالى في سورة النساء الآية 69 "ومن يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصدقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا"و لهذا إخواني أخواتي لكي تكون صادقا مع الله لا يجب أن تكون باللسان فقط بل أن تصدق بالنية و باللسان وبالعمل.
اللهم اجعلنا من الصادقين و الصادقات وثبتنا على هذا الدين الصادق