لعب الشعر دورا بارزا في نشر رسالة الإسلام عبر التاريخ،
وقام شعراء الإسلام بواجبهم في دعم مسيرة الدعوة الإسلامية
وتصدوا بشجاعة لهؤلاء الذين وظفوا مواهبهم الشعرية للنيل
من الإسلام والتشكيك في رسالته، والترويج للقيم الهابطة
التي تستهدف نشر الرذيلة بين المسلمين،
وكان لشعراء الحق والفضيلة الذين حملوا رسالة الإسلام الكلمة العليا
بما أوتوا من فصاحة وقدرات بيانية ولغوية، وبما استقر في نفوسهم وقلوبهم من أضواء اليقين وإشراقات الإيمان.
فلقد قدم القرآن للشاعر العربي التزاما جديدا
يتضمن الإيمان والعمل الصالح والتوحيد،
ومحاربة الظلم، والدفاع عن العقيدة والموت في سبيلها.
يقول الدكتور صبري عبد الدايم أستاذ الأدب الإسلامي بجامعة الأزهر:
لقد كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مواقف مضيئة من شعراء الحق والفضيلة الذين حملوا رسالة الإسلام،
وقد دفعت بهم هذه المواقف إلى شحذ ملكاتهم وصقل مواهبهم،
والوقوف في وجه أعداء الإسلام بالكلمة المؤمنة المشحون
ة بكل طاقات الانفعال الإيمانية التي تزلزل الجبال وتهز الرواسي،
فقد روي أن نابغة بني جعدة أنشد النبي صلى الله عليه وسلم هذا البيت:
بلغنا السما مجدا وجودا وسؤددا
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال النبي صلى الله عيه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟
فقال: إلى الجنة بك يا رسول الله.
قال: إن شاء الله.
فلما أنشده:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا فض الله فاك،
لقد استمع النبي صلى الله عليه وسلم للشعر وتأثر به،
ومنه قصيدة كعب بن زهير الشهيرة “بانت سعاد” وفيها من الغزل ما هو معروف، وقصيدة النابغة الجعدي، ودعا له، ووظف صلى الله عليه وسلم الشعر في خدمة الدعوة والدفاع عنها، كما صنع مع حسان،
واستشهد بالشعر كما في قوله
صلى الله عليه وسلم: “أصدق كلمة قالها شاعر: كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل”.
وإلى جانب سماع الرسول للشعر والثناء على قائله إذا ما التزم
بقيم الحق والعدل والصدق كان صلى الله عليه وسلم يثيب عليه ويجازي عند الاقتضاء، فقد روى الإمام مسلم انه صلى الله عليه وسلم لما قسم الغنائم يوم حنين، ولم يعط العباس بن مرداس مثل
ما أعطى أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وعيينة
بن حصن قال شعرا يمدح به نفسه ويبين استحقاقه كغيره،
أتم له الرسول مائة من الإبل.
وكما اعتنى الرسول صلوات الله وسلامه عليه بالشعر فعل صحابته الكرام، فقد استشهد أصحابه بالشعر وفسروا به معاني القرآن،
بل منهم من قاله وأجاد فيه، كما يروى عن علي بن أبي طالب،
كرم الله وجهه، وهناك عدد كبير من الصحابة كانوا شعراء وكثير
من أئمة الإسلام الكبار ودعاته المتميزين كانوا شعراء يوظفون هذا الفن الراقي لخدمة الحق والعدل والفضيلة.
نسائم الحرية
جزاك الله خيرا اخيتي على نقلك الطيب
والذي يوضح اهمية الشعر وتغيره منذ بدء الدعوة الاسلامية
وفقك الله ورعاك