عرب لايعرفهم العرب
بالرغم من الهزائم المتتالية التي حلت ببلادنا العربيةالواحدة تلو الأخرى والتي أوصلتنا إلى مؤخرة الأمم ,
إلا أن هناك وجوه مشرقة قد سمت في جنبات الدنيا فأضاءت لهاالطريق وأصبحت دليلا على أن العقل العربي لازال قادرا على العطاء والإبداع إذا سنحتله الفرصة بذلك .
ولكن بكل أسف هذهالوجوه المشرقة في سماء العرب المظلمة نجهل حتى سيرتها ولا نسمع عنها إلا إذا عرفنابها غيرنا وذلك بعد أن يكونوا قد حصلوا على عصارة فكرهم و كل ما ينفعهم من تلكالعقول المستنيرة . فنفاجأ بأحدهم يكرم في محفل دولي وآخر يحصل على جائزة تقديرية , هذا في مجال الطب وذاك في الكيمياء .
ونحمد الله أن حكوماتنا لم تنتبه لهؤلاء العباقرة حتى أثبتووجودهم فلو انتبهوا لهم لقتلوهم . ولذلك فقد فروا بعلمهم إلى من يقدره ويعرف قيمته . وعليه فقد أدرك الغرب قيمتهم فهيئوا لهم بيئة تعينهم على الإبداع فأبدعوا .
أردت فقط أن اعرف نفسي وإخواني ببعض تلك الشخصيات التي أفادت الدنيا كلها إلا نحن . بالطبع هذا ليس عيب فيهم أو فيمن استفاد منهم ولكنه غباء منا .
يحيى المشد
عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي, درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية فشهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية.
بعد حرب يونيه 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري، مما أدى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، و أصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب 1973 حيث تم تحويل الطاقات المصرية إلى اتجاهات أخرى.
فى العراق.
ودَّع يحيى المشد وراءه حلماً غالياً في مصر، وجده في الجامعةالتكنولوجيا في العراق. في المختبرات التي جمَّعها آلة بآلة كان يجد مع تلاميذهقليلاً من العزاء. لكن مصر في تلك الأثناء كانت تتجه في طريق آخر.
كان لتوقيع صدام حسين في 18 نوفمبر1975 اتفاقية التعاون النووي مع فرنسا أثره في جذب العلماء المصرين إلى العراق حيث أنتقل للعمل هنالك. قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية حيث إعتبرها مخالفة للمواصفات، أصرت بعدها فرنسا على حضوره شخصيا إلى فرنسا لتنسيق استلام اليورانيوم.
اغتياله
أغتيل في الثالث 13 يونيو عام 1980م ،في حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس. و ذلك بتهشيم جمجمته، قيدت السلطات الفرنسية القضية ضد مجهول. يدعي الكثير من زملائه أن الموساد كان وراء عملية الاغتيال. وكان تقرير الطبيب الشرعي أنه "قتل بآلة حادة" لماذا؟ لكي يتم الإيحاء أو الإيهام بأن القاتل ليس محترفاً، ولا ينتمي إلى أي تنظيم أو جهاز سري، إنما القصة أرادوا أن يحصروا القصة في علاقة دكتور مع امرأة. بشكل عام تجاهلت معظم وسائل الإعلام العربية الرسمية نبأ مقتله و بعضها ذكرته بصورة سريعة.
المراجع