عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 12-05-2008, 09:36 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي

جامع قرطبة في الأندلس من أعظم الآثار الإسلامية القائمة، يعد ثالث المساجد الكبرى مساحة بعد مسجدي سامراء وأبي دلف اللذين اندثرا. ويرجع بناء جامع قرطبة إلى الأمير عبدالرحمن الداخل عام 170هـ (786م). وقد شهد جامع قرطبة عدة توسعات، كان أهمها في عهد الخليفة عبدالرحمن الناصر سنة 340هـ، 951م، وفي عهد الحكم المستنصر بالله 351هـ، 961م، وأخيرًا في عهد المنصور بن أبي عامر 377هـ، 987م. وأعظم ما يميز جامع قرطبة محرابه الفريد وقبابه الرائعة المشيدة من شبكة من الضلوع الحجرية. أما في مدينة إشبيليا فيوجد جامع القصبة الموحدي الذي لم يبق منه إلا صومعته المعروفة بالخيرالدة التي شيدها الخليفة يعقوب المنصور الموحدي عام 591هـ.

ومن أشهر المساجد في إيران المسجد الجامع بأصفهان، وهو يمثل عدة مراحل معمارية، يعود أولها إلى العصر العباسي في القرن الثالث الهجري. ثم أجريت تعديلات مهمة في تخطيط الجامع في العهد السلجوقي، تتمثل في التخطيط الإيواني والقبة الكبيرة بإيوان القبلة.

أما في الهند فمازالت المساجد التي شيدت في ظل وجود الدولة الإسلامية هناك باقية إلى اليوم. ومن أشهر تلك المساجد مسجد قوة الإسلام في دلهي. وهو مشهور بمئذنته المعروفة بقطب منار نسبة إلى الأمير قطب الدين أيبك أول سلاطين مماليك الهند في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي). ومن أشهر مساجد الهند أيضًا التي تعود إلى العهد المغولي جامع فاتح بور ـ سيكري ويقع جنوبي مدينة دلهي، ومسجد أكرا الجامع الذي شيده السلطان أكبر وأتمه ابنه جاهنجير الذي ينسب إليه أيضًا بناء المسجد الجامع . وتتميز مساجد الهند بفخامة مبانيها واستخدام القباب والإيوانات والعقود الفارسية المنكسرة والمداخل الضخمة والصحون الواسعة والمآذن المتعددة.

وفي تركيا توجد أعظم المساجد الأثرية التي تمتاز بعظم مساحتها وقبابها الضخمة ومآذنها الرشيقة المتعددة. ومن أشهرها جامع السلطان أحمد بإسطنبول الذي يتألف من قاعة للصلاة مغطاة بقبة عظيمة ترتكز على أربعة عقود تتكيء على أربعة أكتاف ضخمة. ويحف بالقبة المركزية أربعة أنصاف قباب، وشيد محراب المسجد ومنبره من المرمر. أما صحن المسجد فهو فناء كبير تحيط به أروقة أربعة تسقفها عشرات القباب الصغيرة، ويطلق على هذا الجزء اسم حرم المسجد.

جامع سامراء في العراق شيد عام 234هـ، 848م في عهد الخليفة المتوكل، ويتميز بمئذنته الفريدة المعروفة باسم ملوية سامراء ، وهو يشبه مسجدًا آخر يعرف باسم جامع أبي دلف الذي شيده الخليفة المتوكل عام 245هـ (860م) في وسط مدينته الجديدة المعروفة باسم الجعفرية .


المدارس الإسلامية. ظهرت في شرق العالم الإسلامي في القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي. وقد ازدهرت حركة تأسيس المدارس في عصر السلاجقة وبخاصة على يد الوزير نظام الملك، وبدأت في خراسان وأخذت تمتد غربًا حتى وصلت بلاد الشام ومصر واليمن والمغرب.

ارتبط بنشأة المدارس في العالم الإسلامي ظهور طراز خاص في العمارة الإسلامية يعرف بالطراز الإيواني. وهو صحن أوسط مكشوف يحيط بأضلاعه أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة. وقد كانت كل المدارس التي شيدت في العالم الإسلامي مساجد، بينما لم تكن كل المساجد مدارس. ومن المحتمل أن تكون عمارة المدارس قد تأثرت بالإيوانات الساسانية، حيث نلاحظ هذا التأثُر في تخطيطات المدارس العراقية والشامية والمصرية الباقية.

المدرسة المستنصرية ببغداد من أشهر مدارس العالم الإسلامي. أمر بإنشائها الخليفة العباسي المستنصر سنة 625هـ (1227م) ويتكون التخطيط المعماري للمدسة من فناء أوسط فسيح ذي تخطيط مستطيل الشكل، تحيط به الإيوانات والقاعات وحجرات الطلاب، وهي تتكون من طابقين. وبالمدرسة أربعة إيوانات لتدريس المذاهب الأربعة، ويتضح مما تبقى من زخارف المدرسة أنها كانت تزدان بمستوى عال من الزخرفة. وبين الإيوانات توجد حجرات وقاعات التدريس والسكن. وبقي من هذه القاعات اثنتا عشرة قاعة كبيرة. وكان بالمدرسة ميضأة ضخمة، كما ألحق الخليفة المستنصر بمدرسته حمامًا خاصًا للفقهاء، وبيمارستانًا لعلاج المرضى، وخزانة للكتب. ومن عجائب هذه المدرسة الساعة المائية. كما تشتمل المدرسة على عدد كبير من النصوص الكتابية التذكارية نقش معظمها على الآجُرّ.

مدرسة السلطان حسن بن قلاوون في مصر شيدها السلطان حسن بن قلاوون في عام 757هـ، 1356م، واستمر العمل في بنائها ثلاث سنوات بلا انقطاع. ويتكون التخطيط المعماري للمدرسة من صحن أوسط يتعامد على أضلاعه أربعة إيوانات بينها بيوت لسكنى الطلاب والمدرسين. وقد خصصت الإيوانات لتدريس المذاهب السنية الأربعة. ويحتوي إيوان القبلة على منبر ومحراب شيد من الرخام، وهي تعدّ أعظم المدارس الإسلامية من حيث فخامة البناء وكثرة الزخارف وتناسق التخطيط. ومن أشهر مدارس القاهرة أيضًا في العصر المملوكي الشركسي مدرسة السلطان قايتباي الواقعة بجبانة صحراء المماليك. وتمتاز مدرسة قايتباي بالتناسق الواضح بين عناصرها المعمارية، ويتكون تخطيطها المعماري من قاعة وسطى مغطاة بسقف خشبي وأربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يضم المحراب ومنبرًا للخطبة، كما تضم عمارة المدرسة ضريحًا دفن فيه السلطان قايتباي، وسبيلاً وحوض دواب وطبقات لإقامة الصوفية. وكذلك مدرسة السلطان الغوري وهي تشبه مدرسة السلطان قايتباي من حيث التخطيط ولكن تتفوق عليها من حيث جمال الموقع والثراء الزخرفي.

مدرسة ابن يوسف بمراكش من أشهر مدارس المغرب الأقصى وهي تحفة معمارية، شيدها السلطان أبو الحسن المريني عام 747هـ ،1346م. وهي تمتاز بتناسق عمارتها وروعة زخرفتها. تتكون من الداخل من صحن أوسط مكشوف يحفه من الجانب الجنوبي إيوان القبلة. ومن جوانبه الثلاثة الشرقية والغربية والشمالية ثلاث ظلات تحمل جميعها حجرات وسكن الطلاب، وقد جددت عمارة المدرسة في عصر السعديين، دون أن تغير شيئًا من عناصرها القديمة.

المدرسة البوعنانية من أشهر المدارس المغربية أيضًا، في مدينة فاس، شيدها السلطان أبو عنان فارس بن أبي الحسن المريني عام 751هـ (1350م). وتقع المدرسة بفاس القديمة على مقربة من جامع القرويين. وهي تعد آخر مدارس المغرب العظيمة من حيث تخطيطها الفريد ومساحتها الضخمة وفخامة مبانيها وروعة زخارفها. ويتكون تخطيطها المعماري من الداخل من صحن أوسط مكشوف على جانبيه قاعتان للتدريس. وفي الجهة الجنوبية من الصحن يوجد المسجد، الذي يضم محرابًا ومنبرًا للخطبة. وللمدرسة صومعة شيدت على غرار صوامع المساجد المغربية. وتتميز مساجد المغرب بأنها لم تشتمل على أضرحة.

المدرسة النورية في دمشق شيدها الملك العادل نور الدين أبو القاسم محمود بن زنكي عام 563هـ (1167م)؛ وتعد المدرسة من أهم آثار الزنكيين في دمشق. وهي لا تزل بحالة معمارية جيدة، ويتكون تخطيطها المعماري من صحن أوسط مكشوف تتوسطه بركة ماء وتحف به ثلاثة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يقع في الضلع الجنوبي من الصحن. وتضم المدرسة ملاحق فيها القبة الضريحية التي دفن فيها السلطان نور الدين.

مدرسة أنجه منار في قونية أشهر المدارس في تركيا شيدها الوزير صاحب أتا عام 659هـ (1260م). ويتكون تخطيطها المعماري من قاعة مركزية غطيت بقبة كبيرة، يتقدمها من الجانب الشمالي إيوان القبلة، وتضم المدرسة قاعات للتدريس وحجرات للطلاب، تقع على جانبي القاعة المركزية.

المدرسة الأشرفية الكبرى أنشأها السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن الملك الأفضل الرسولي في مدينة تعز اليمنية عام 800هـ، 1397م، وتضم المدرسة منشآت عدة وملاحق كثيرة منها خانقاه للصوفية ومكتب لتعليم الأيتام ومدفن وبركة وميضأة. وتكوّن التخطيط المعماري للمدرسة الأشرفية من الداخل من صحن أوسط مربع يحف به من الجهة الجنوبية مسجد كبير غطي سقفه بمجموعة من القباب الصغيرة تلتف حول قبة كبيرة مركزية تعلو المحراب، كما يحف بصحن المدرسة من الجانبين قاعات للتدريس.


الخانقاوات. ومفردها خانقاه. وهي منشآت كانت تخصص لإيواء الصوفية والمنقطعين للعبادة، وكانت تسمى في الدولة العثمانية التكايا، ومفردها تكية. وقد انتشرت هذه الخانقاوات في الأقطار الإسلامية المختلفة، وبخاصة في إيران ومصر والشام واليمن وآسيا الصغرى (تركيا) أما في المغرب الإسلامي، فتعرف الخانقاوات هناك باسم الزوايا. وتجمع عمارة الخانقاه بين عدة وظائف منها المدرسة والضريح والمسجد والسبيل وغيرها. وكانت الخانقاوات تخطط على غرار المدارس، أي أنها كانت تتكون من صحن أوسط يحف به إيوانات وحجرات لسكن الصوفية تتكون من عدة طوابق، وقد أسهمت الخانقاوات في النواحي التربوية والدينية والاجتماعية.

وقد عرفت مصر الخانقاوات منذ العصر الأيوبي، وانتشرت انتشارًا واسعًا في العصر المملوكي. ومن أهمها الخانقاه البندقدارية بالقاهرة نسبة إلى مشيدها السلطان بيبرس البندقداري، في العصر المملوكي البحري. وكذلك خانقاه بيبرس الجاشنكير 706هـ، 1306م وتتكون من صحن أوسط مكشوف مستطيل الشكل يحيط به من الجانب الشمالي والجنوبي إيوانات، خصص الجنوبي منها للصلاة. وعلى الجانبين الشرقي والغربي للصحن حجرات سكنية لإقامة الصوفية تعرف باسم الخلاوي، وهي متعددة الطوابق، ويقع المدخل الرئيسي في الواجهة الرئيسية. وخانقاه سيلار وسنجر الجاولي، وخانقاه الأمير شيخو الناصري الواقعة بشارع الصليبية بجوار مسجد أحمد بن طولون. وأشهر خانقاوات مدينة القاهرة في العصر المملوكي الشركسي خانقاه السلطان الناصر فرج بن برقوق الواقعة بجبانة صحراء المماليك.

أما في اليمن فتعود أشهر الخانقاوات إلى عهد الدولة الرسولية. ومن أهم أمثلتها الخانقاه الأشرفية التي شيدها الملك الأشرف الرسول عام 800هـ. أما في سورية فترجع أشهر الخانقاوات هناك إلى العصر المملوكي. ومن أهمها الخانقاه اليونسية، التي تعرف اليوم باسم جامع الطاووسية، وتحتفظ الخانقاه باسم مؤسسها الأمير يونس الدودار عام 784هـ، 1383م.


الأربطة. أماكن كان يرابط فيها الجنود المحاربون استعدادًا للجهاد. وقد اشتق اسم الأربطة من الآية القرآنية الكريمة في قوله تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل﴾ الأنفال: 60. وفي قوله تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون﴾ آل عمران : 200.

وبتطور العصور الإسلامية صار الرباط مأوى ينقطع فيه العباد للتعبد بعيدًا عن زخرف الحياة. وكانت الأربطة تشاد في الثغور أي على الحدود، سواء أكانت في الصحراء أم على شواطئ البحار. وأقدم الأربطة الإسلامية تقع في بلاد المغرب العربي، حيث شيد بمدينة إفريقية (تونس الحالية) في القرنين الثاني والثالث الهجريين رباط المنستير ورباط سوسة. وكان التخطيط المعماري للأربطة يتكون من صحن أوسط يحفه من الجانب القبلي كتلة المسجد، ومن الجوانب الثلاثة الباقية حجرات إقامة المرابطين. شيَّد رباط المنستير في تونس هرثمة بن أعين عام 180هـ، 796م ويتكون تخطيط الرباط المعماري من مساحة مربعة يحيط بها من الخارج سور كبير شيد من الحجر، في زواياه أبراج دائرية للمراقبة. ويضم الرباط منارة أسطوانية الشكل، ويتوسط عمارة الرباط من الداخل صحن مربع على جوانبه حجرات مكونة من طابقين. ويضم الرباط أيضًا ملاحق عديدة، أهمها الإسطبلات المعدة للخيل وصهاريج للمياه. ومن أشهر الأربطة التونسية أيضًا رباط سوسة الذي شيده زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب سنة 206هـ، 821م. ويتكون تخطيطه من بناء مربع يبلغ طول ضلعه 39م تقريبًا، وشيدت جدرانه من الحجر، ودعمت بأبراج دائرية الشكل، تستخدم للمراقبة، ووزعت أبراج الرباط على امتداد أسواره وزواياه الخارجية.


يتبــــــــــــــــــــــــــــع
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.75 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]