عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-05-2008, 03:45 PM
azza kamal2 azza kamal2 غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 111
الدولة : Egypt
افتراضي من "ثمار التقوى"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله جميعاً و عمر أوقاتكم بذكر الرحمن




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
"يا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" (آل عمران:102).

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"(النساء: 1).
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" (الأحزاب: 70).

من "ثمار التقوى"

أ) الثمار الدنيوية

فمن كان متصفاً بصفات المتقين فهنيئاً له هنيئاً، فإن الله عز وجل قد جعل لمن اتقاه جوائز عظيمة وحوافز جليلة وثمار جزيلة فهنيئاً له نيل الجوائز واقتطاف الثمرات، وإليك ذكر لبعض ثمار التقوى:






قبول الاعمال

(من ثمار التقوى قبول الأعمال قال تعالى " إنما يتقبل الله من المتقين ") (المائدة:27) .
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة : وأحسن ما قيل في تفسير هذه الآية أنه إنما يتقبل الله عمل من اتقاه في ذلك العمل وتقواه فيه أن يكون على موافقة أمره. قال أبو ذر رضي الله عنه ( الذرة من صاحب تقوى أفضل من أمثال الجبال عبادة من المغترين ـ أي بأعمالهم ) وهذا من جواهر الكلام وأدله على فقه الصحابة وتقدمهم على من بعدهم في كل خير .
وقال فضالة بن عبيد ( لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة أحب إلي من الدنيا وما فيها لأنه تعالى يقول " إنما يتقل الله من المتقين " )

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : ( ولهذا كانت هذه الايه يشتد منها خوف السلف على نفوسهم ، فخافوا أن لا يكونوا من المتقين )

التمييز بين الحق والباطل

ومن ثمار التقوى التمييز بين الحق والباطل قال تعالى " يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الأنفال:29).
قال محمد بن إسحاق رحمه الله (أي فصلاً بين الحق والباطل وبين الضار والنافع).
قال بن كثير
(فأما من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره وفق لمعرفة الحق من الباطل).
فكذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيامة وتكفير ذنوبه وهو محوها ، وغفرها سترها عن الناس وسبباً لنيل ثواب الله الجزيل)
قال العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى : (قوله تعالى " يجعل لكم فرقاناً" أي يجعل لكم ما تفرقون بين الحق والباطل والضار والنافع وهذا يدخل فيه العلم بحيث يفتح الله على الإنسان من العلوم ما لا يفتحها لغيره .

ومن ثمار التقوى محبته عز وجل لعبادة المتقين

قال تعالى : "بلى من أوفى واتقى فإن الله يحب المتقين" (آل عمران: 76).
قال الامام الطبري: ({ فإن الله يحب المتقين } يعني : فإن الله يحب الذين يتقونه فيخافون عقابه ويحذرون عذابه فيجتنبون ما نهاهم عنه وحرمه عليهم ويطيعونه فيما أمرهم به)
وقال تعالى : "إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين" (التوبة: 4).
وروى الإمام مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي).
فيا لها من فائدة عظيمة وثمرة جزيلة كيف لا وصاحبها قد نال محبة من بيده الخير كله .
ففي الحديث القدسي الذي رواه البخاري عن أبي هريرة وفيه "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه"
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله العبد دعا جبريل فقال إني أحب فلاناً ، فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء ، فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء . ثم يوضع له القبول في الأرض)

معية الله الخاصة

ومن ثمار التقوى معية الله الخاصة لعبادة المتقين .
قال تعالى : "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين " (التوبة:36).

قال الامام الاشوكاني : ({ واعلموا أن الله مع المتقين }

أي ينصرهم ويثبتهم ومن كان الله معه فهو الغالب وله العاقبة والغلبة)
وقال تعالى : "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" (النحل: 128).

قال ابن كثير رحمة الله (أي معهم بتأييده ونصره ومعونته وسعيه وهذه معية خاصة)

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : (فهذه المعية الخاصة خير وأنفع في دنياه وآخرته ممن قضى وطره ونال شهوته على التمام من أول عمره إلى آخره )

تحصيل العلم النافع

ومن ثمار التقوى تحصيل العلم النافع ونيل الفراسة
قال تعالى : "واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم" (البقرة: 282).

قال بن كثير رحمه الله تعالى :"واتقوا الله" أي خافوه وراقبوه واتبعوا أمره واتركوا زواجره : "ويعلمكم الله" مثل قوله "يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً"

قال الامام الشوكاني ({ واتقوا الله } في فعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه { ويعلمكم الله } ما تحتاجون إليه من العلم وفيه الوعد لمن اتقاه أن يعلمه ومنه قوله تعالى : { إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا }
قال بن عثيمين رحمه الله : (فإن التقوى يحصل بها زيادة الهدى وزيادة العلم وزيادة الحفظ ولهذا يذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
وقال أعلم بأن العلم نور
فأرشدني إلى ترك المعاصي
ونور الله لا يؤتاه عاصي

ولا شك أن الإنسان كلما ازداد علماً ازداد معرفة وفرقاناً بين الحق والباطل والضار والنافع.
وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم ، لأن التقوى سبب لقوة الفهم ، وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم فإنك ترى الرجلين يحفظان آية من كتاب الله يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام ، ويستطيع الآخر أن يستخرج أكثر من هذا بحسب ما أتاه الله من الفهم.

اللهم إنّا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

تابعوا ان شاء الله

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير

__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.78 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]