عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 15-05-2008, 12:43 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي

بارك الله فيك اختي الفاضلة فجر الدين....
فقد نبهتني الى نقطة عظيمة الاهمية بمشاركتك اعلاه جزاك الله خيرا
وينبغي تركيز الاضواء عليها بشكل مختصر ، وتتناول الملاحظة التي طرحتها الاخت فجر الدين مشكورة ، بعض ملامح الطبيعة الانثوية العربية ، وسنتحدث بتخصص قليلا عن بعض الآثار المترتبة على تربية المرأة العربية منذ طفوبتها على مألوفات سلبية ومنا وما نتج ...عدم قدرتها على الحوار او ادارة آلية الحوار.


ان بعض آثار التربية الخاطئة على الطفلة الأنثى وكيف تساهم أخطاء التربية في المجتمعات التقليدية في رسم ملامح شخصية مشوهة لمن يفترض أن تكون في المستقبل زوجة وأما ومعلمة وطبيبة وخطيبة وباحثة وأستاذة جامعة و.. و...

في بعض البيئات تمنع الفتاة من التعبير عن أبسط رغباتها, بحجة أن الحياء في الأنثى يعني أن تلتزم الصمت تجاه كل ما يعرض في حياتها من مواقف, رغم أن الحياء المحمود شيء والخجل المذموم شيء آخر, فالحياء لا يمنع من التواصل مع الآخرين ضمن آداب الشرع الحنيف, وديننا دين التعارف ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )؛

كما أن الفتاة التي ربيت على الصمت في صغرها تكون عاجزة عن المطالبة بحقوقها في كبرها, ونراها عند البلوغ تتابع انسحابيتها وانعزاليتها في شكل مراهقة مكبوتة ليس فيها من المراهقة إلا أحلام اليقظة, هذا إذا سمحت لنفسها بهذه الأحلام ضمن منظومة المحرمات والمعيبات الكبيرة التي تُلقَّن لها؛

عدا أن الطفلة التي لم تتشبع بالحنان والحب في طفولتها ولم تُعطَ ثقتها بنفسها هي عرضة للإغواء والانحرافات بشكل يفوق بكثير مثيلتها التي نشأت وهي تشعر بمكانتها في أسرتها وأنها ليست أقل من إخوتها الذكور؛ والعدل بين الذكر والأنثى مطلوب في العائلة حتى بالقبلة, فمما رواه أنس رضي الله عنه أن رجلا في مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام جاء ابن له فقبّله وأجلسه على فخذه, وجاءت ابنة له فأجلسها بين يديه, فقال عليه الصلاة والسلام للرجل ألا سويت بينهما؟).

قد يبدو للوهلة الأولى أن في الكلام مبالغة, لكني في الحقيقة لا أكتب إلا من وحي ما مر علينا جميع من خبرات وتجارب , ومما رأيناه من مآس ومشاكل ,

فمن المشاكل كثيرة الحدوث هو الفشل في الحياة الزوجية نتيجة افتقاد الرجل والمرأة لغة الحوار, فالمرأة لم تألف فن الحديث بحكم تربيتها, وبذلك تغيب الرؤيا الحقيقية عن أذهان الاثنين.

ان تغليب الجانب الأنثوي على البعد الإنساني في المرأة يجعلها تخضع لمعايير الأنوثة في ذهن الرجل دون النظر لما تتمتع به من صفات إنسانية هامة مثل قوة الشخصية والقدرة على الاستيعاب وملكات التطور وهلم جرا- علما بأن هذه الأمور موجودة لدى كلٍّ منا ولكنها كنوز مدفونة غالبا وتحتاج جهدا وخبرة ووقتا لاستخراجها- فهناك حوار الثقافة والشعور بالآخر والاشتراك بالمعاناة ومقاسمة الهم, وكل هذا يدخل ضمن معاني المودة والرحمة والسكن التي جعلها الله في كتابه آية من آياته يجدر التفكر بها ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)؛
وفقدان هذه العناصر الثلاثة: المودة والرحمة والسكن هو في الحقيقة من أكثر أسباب التنافر بين الزوجين,

وبسبب الرؤية المعتمة لا المستنيرة التي فرضتها عليها طريقة التربية .يؤثر هذا على علاقات المرأة الاجتماعبة يكل من حولها وفقدانها للغة الحوار الثقافي والاجتماعي والمعرفي .

هذا النوع الانسحابي من الفتيات متكرر في بيئاتنا المحافظة التي تحث الفتاة على التقوقع ضمن القالب السلبي فكرا وسلوكا اللهم إلا تنفيذ الأوامر على مبدأ "نفذ ثم اعترض",

ودمت بخير اختي الفاضلة
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.17%)]