عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18-05-2008, 06:17 PM
الصورة الرمزية الفراشة المتألقة
الفراشة المتألقة الفراشة المتألقة غير متصل
مراقبة قسم العلوم الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: في جنة الفردوس ولن أرضى بالدون .. سأواصل لأصل هنااك بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 6,542
افتراضي

كانت هذه نهاية قصة كفاح إمرأة عظيمة

سكنت أعماق فؤادي


رحم الله د. خديجة

رحم الله د. بنت الرسالة الداعية عبر الانترنت

رحم الله الزوجة خديجة

رحم الله أمي الحنون

رحمها الله .. وأسكنها أعالي جناته ..

بكى على فراقها القريب والبعيد

من عرفها على أرض الواقع أو في بحر الانترنت


ففي الواقع :

امتلأ بيتنا بالمعزيات امتلاءاً عجيبا لم يشهده منزلنا قط
هذا
قبل أن تحضر الملكة الى بيتها
قبل أن يحضروا امي من المشفى الى البيت لنغسها

فور مجيئها .. أدخلنا العروس سراً .. غسلناها وشرّعناها وبعدها أخرجناها ليراها من أراد

يحف العروس ورد المدينة الوردي ، والفل والريحان والياسمين

ابتسامة هادئة تعلو محياها

كانت ليلة .. لا تساويها ليلة
بعض طالبات ماما الذين كانوا في مناطق غير جدة تركوا ديارهم فور سماعهم الخبر وأتوا ليودعوها
رغم تأخر الوقت

فقد أحضروا أمي الى البيت قرابة العاشرة مساءاً

أي زوج يوافق أن يسافر من مدينة الى أخرى سفر مفاجئ وفي منتصف الليل ؟؟!!!

ولكن في تلك اللحظة فعل الجميع المستحيل

عند اقتراب موعد صلاة الفجر .. أتى الرجال ليحملوها
أتوا .. ليزفوا العروس ويقدموها لخالقها

كنت أتمنى ألا يذهب عبد الرحمن ذو العشر سنوات مع الرجال لدفن أمي

فطفل صغير مثله يعلق كل شيء بذاكرته

عند عودته أخذته لحضني وحكيت معه

عبودي شو عملت لما رحت ؟!!
شو شفت هناك ؟!!
احكيلي .. أنا ما كنت موجودة هناك معاكم

فأجاب وبراءة الطفولة تسبق كلماته
حطوا ماما في حفرة .. وشفتهم يرموا عليها التراب .. جلست أرمي التراب معهم

بس هم ليش عملوا هيك ؟؟!!!

ضممته لحضني ، فلم أجد جوابا شافيا أرد به على براءة الطفولة هذه سوى الدموع

وبعدها أخبرته : ماما تريد الذهاب الى الله .. ومن يريد الذهاب الى الله هكذا يفعلون معه

فقال ودموعه على خده .. أنا أبغا أروح مع ماما عند الله

مسحتُ دموعه وأخبرته أننا جميعا سنذهب الى الله

ولكن واحد واحد

ابتسم وقال زي طابور المدرسة يعني .. واحد واحد

اكتفيت بابتسامة .. وقام الصغير ليلعب بالكرة

وكل أيام العزاء الثلاثة أبي والمعزين له في جهة .. وأخي هو وفريقه من أطفال المعزين يلعبون الكرة

ما أجملها براءة الطفولة


أما في بحر الانترنت

فور أن علم طالبات ماما خبر وفاتها نشروه في كل مكان يعرفون أن أمي ترداده .. وطلبوا لها الدعاء بالثبات عند السؤال من الجميع



رحمك الله يا حبيبة فؤادي

علمتنا الكثير في حياتك ، وعلمتنا في مماتك ، وعلمتنا بعد مماتك



فرحمةُ الله عليك

يا أمي الغالية



أحـــــــــــــــــ أمي ـــــــــــــــبــــــــــــــ أمي ــــــــــــــــك
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام
ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.56 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]