الموضوع: سلسلة البلاء
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 20-05-2008, 09:25 AM
الصورة الرمزية ابو عبدالرحمن المص
ابو عبدالرحمن المص ابو عبدالرحمن المص غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: May 2008
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 55
افتراضي أول أنواع البلاء

بسم الله الرحمن الرحيم

فالبلاء كما ذكرنا ينقسم الى نوعين

النوع الأول: بلاء الشَّرِّ والشِّدَّةِ: وهذا النوع من البلاء ينقسم إلى قسمين: بلاء قدري كوني؛ كأن يُقدِّر الله Uعلى عبدٍ من عباده الفقر، أو الجوع، أو الخوف، أو المرض، ونحوه فقدان الأصحاب والأحبة، ودليل هذا النوع من البلاء قوله تعالى:)وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (البقرة:155. وكذلك قوله تعالى:)وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (الفجر:16. وقوله تعالى:)لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ
ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (آل عمران:186.
وقوله تعالى:)أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (العنكبوت:2-3.
وقال تعالى عن بني إسرائيل وما نالهم من طغيان وظلم فرعون:)وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (البقرة:49. وقال تعالى:)وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (إبراهيم:6.
وبلاء شرعي تكليفي؛ كالجهاد في سبيل الله وما يترتب عليه من مشقة وجراح وآلام، والهجرة وما يترتب عليها من مفارقة الأهل والأوطان والديار، والعمل بما تقتضيه عقيدة الولاء والبراء في الإسلام، وكذلك الصلاة في أوقاتها، والزكاة، والحج، والصيام .. وغيرها من العبادات التكليفية الشرعية التي تستلزم بذل الجهد، وحمل النفس على خلاف المألوف وما اعتادته من دعة ورفاهية ورخاء.
ومن البلاء الشرعي التكليفي، كذلك الإمساك عن المنهيات والمحظورات التي نهى الشارع عنها، وحمل النفس على مخالفة الهوى .. وما أقل من يقدر على ذلك!
والدليل على هذا النوع من البلاء قوله تعالى:)وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (النازعات:40-41. وقوله تعالى:)وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُم (محمد:31.
وفي قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن الجهاد في غزوة تبوك، وما عانوه من بلاء وشدة من جهة مقاطعة الأحبة لهم في الله بأمرٍ من النبي r .. يقول كعب بن مالك ـ وهو من الثلاثة الذين تخلفوا ـ:" فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام، ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدلُّ على كعب بن مالك؟ قال: فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتاباً من ملك غسان، وكنت كاتباً فقرأته، فإذا فيه : أما بعد، فإنه قد بلغنا أنَّ صاحبكَ قد جَفاَك، ولم يجعلكَ الله بدار هوانٍ ولا مضيعةٍ، فالحقْ بنا نواسِك، قال : فقلت حين قرأتها: وهذه أيضاً منالبلاء فتيممت بها التنور فسجَّرتها بها ..".
حقاً إنه من البلاء .. فقد اجتمع عليه بلاء الشدة والرخاء معاً؛ فبينما هو يُجافى من المجتمع
الإسلامي برمته، فلا يتكلم معه أحد، بما في ذلك زوجه وأهله .. تُعرض عليه دنيا الكافرين وزينتها وسعتها ورخائها .. فيأباها .. ولو قبلها في حينها لربما أخرجته من دائرة الإسلام، ولكن الله يعصم من عباده من يشاء.


يتبع ان شاء الله

أسأل الله ان ينفعنا بما كتبنا وبما قرأنا وأن يجعله زادا لنا في حُسن المسير إليه وعتاداً ليظثمن القدوم عليه

إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]