عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2006, 05:39 AM
hm112233 hm112233 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: al-ain
الجنس :
المشاركات: 23
افتراضي دع القلق و ابدأ الحياة جديدا

توكلنا

بسم الله

اليوم هو غد الأمس , وامس الغد ,, فتدبر امر يومك , لان لكل يوم حلاوته و مره , وكل أمر يعالج في حينه .

في ربيع 1871 قرأ احد طلاب كلية الطب في جامعة مونريال في كندا كلمات كانت السبب في نجاحه و انهت رحلة القلق في حياته .

هذه الكلمات كانت لتوماس كاريل و هي تقول : " لا تنظر الى ما يوجد بعيدا في الكلام , بل وجه اهتمامك الى ما خو قريب ووضاح "

هذه الكلمة ساعدت الطالب وليم اوسلر ليصبح مديرت لمعهد " جون هوبكنز " للطب واستاذا ملكيا في كلية الطب في جامعة اوكسفورد البريطانية و ليحصل على لقب " السير " من ملك بريطانيا .

وبعد وفاته كتبت سيرته في مجلدين ضخمين .

بعد اعوام طويله من قراءته لهذه الكلمات و عمله بمضمونها , وقف وليم اوسلر ليخاطب طلابه في جامعة " ييل " الامريكية قائلا : قد تتصورون ان انسانا مثلي , يعمل استاذا للطب في اربع جامعات هامة , و قد الف كتبا طبية لابد ان يكون فذا و خارق الذكاء , لكن ذلك غير صحيح , فأنا شخص متوسط الذكاء . منذ اشهر قليلة عبرت المحيط الأطلسي على ظهر باخرة ضخمة وكان قائدها يقف على جسر يراقب كل حركة صغيرة وكبيرة فيها .

ان كل واحد منا هو اعظم من تلك الباخرة الضخمة , ورحلتنا في الحياة اطول من رحلتها عبر المحيط , وكما كان القائد يتحكم بدقائق وتفاصيل باخرته , علينا ان نسيطر على دقائق وتفاصيل حياتنا اليومية .

""" الماضي قد انقضى وذهب الى غير رجعة و مهما اضنينا انفسنا بالتفكير فيه والقلق بشأنه فإنه لن يرجع , ولن نستطيع تغيير لحظة واحدة فيه """

""" والمستقبل لم يات بعد , وقلقنا بشأنه لن يجعله أفضل او أسوأ , و إذا كنا نريد الإعداد له , فعلينا اليوم ان نقوم بذلك """

ان تحمل هموم الماضي , الحاضر , المستقبل , الامس , اليوم و الغد معا سيضيع طاقاتنا ويهددها فيها لا طائل تحته , ويقود خطانا الى الانهيار العصبي , والقلق المزمن والآلام التي لن تنتهي , فكل يوم غد آتٍ , واليوم هو غد الأمس . إذن "" فلنبدأ اليوم "" , ولنهتم لليوم و لنعش دقائق و تفاصيل حياتنا في هذا اليوم , عندما أتي يوم آخر يصبح هو اليوم و أصبح يومنا هذا يدعى الامس و لا سبيل لاسترجاعه , فلماذا نخسر كل أيامنا في سبيل غد لن يأتي أبدا ,, المستقبل هو اليوم ,, و هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان المستقبل .

ثم علم الأستاذ اوسلر طلابه تلاوة صلاة معينة يقولونها كل يوم و نحن نقول كما علمنا نبينا الكريم عليه الصلاة و السلام , ندعو الله كل صباح قائلين " اللهم افتح لنا ابواب رحمتك و رزقك " و نتذكر حديثه الشريف : " من كان آمنا في سربه , عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " .

تذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم " قوت يومه " فهو لم يقول قوت غده , ولا قوت الشهر القادم ,, ولا العام التالي .

انك ان قعدت تفكر بأمر غد , و ما قد يتعرض له من ترك العمل مثلا و ارتفاع الاسعار , و اعلان الحرب .. الخ .. فستشل حركتك , و تعجز عن القيام بأي عمل .

"" إن الغد نعمة آتيه , والذي سيهبنا الحياة ,, سبحانه ,, في الغد سيعطينا القدرة على معالجة هموم ومشاكل الغد ""

فكر بالغد ,, خطط للغد ,, نعم ,, ولكن بخطوات تبدأ اليوم , وكل يوم تنجز فيه ما يجب ان ينجز فيه , انك ان حاولت ان نتجز اليوم ما سيكون عليك انجازه غدا او بعد غد فلن تنجز شيئا و تخسر يومك هباءُ .

في شهر نيسان عام 1945 , اي خلال الحرب العاملية الثانية, دخل تيد بنغرينو الى المستوصف العسكري و هو يعاني من آلام مبرحه في الأمعاء الغليظة , سببها تشنجات عصبية خطرة .

كان على حافة الانهيارالعصبي الشامل .

تيد كان يعمل في مركز لتسجيل الوفيات لأحدى المجموعات العسكرية الامريكية , وكان عليه الاهتمام باعداد سجلات العسكريين الذين يموتو خلال المعارك , و المفقودين والأسرى والمصابين , ودفن جثث القتلى من الفريقين المتقاتلين الذين يسقطون في مناطق القوة التي هو جزء منها , و ان يجمع ما تبقى من حاجياتهم ليرسلها الى ذويهم , لذا كان يعيش الخوف من ارتكاب اي خطأ , كأن يرسل حاجات جندي الى اقرباء جندي حي و ما يتلو ذلك من مشاكل او ان يدفن جثة شخص باسم شخص اخر ,, الخ .. و كان يخشى ان يموت قبل ان تنقضي الحرب فلا يرى طفله الذي تركه خلفه وهو في الشهر السادس من عمره .

قال تيد : التقيت في المستوصف باحد الأطباء , وبعد ان اطلع على حالتي , عرف ان منشأها القلق , و ان مرض امعائي نفسي و ليس جسديا , فأحضر ساعة رملية وضعها أمامي , وقال لي : انظر هناك آلاف الذرات الرملية في القسم الأعلى و يجب ان تنزل جميعها الى القسم الأسفل لكن العنف الضيق في وسط الساعة لا يسمح الا لذرة واحد بالعبور , واذا اردنا انزال كل الرمل الموجود في الأعلى الى الأسفل دفعة واحدة كان علينا كسر الساعه فتصبح بالتالي بلا فائدة , اما اذا اردنا المحافظة على الساعة فعلينا الانتظار حتى تمر الذرات ذرة ذرة وكل واحده في وقتها المناسب لها , وحياتنا هكذا , فإذا اردنا حل كل المشاكل دفعة واحدة فسندمرانفسنا ولا ننجز شيئا أما ان اعتبرنا مئات المهمات التي علينا اتمامها كذرات الرمل في هذه الساعه , و انجازها واحدة بعد الأخرى , دون قلق او عصبيه فسننجزها جميعا كما يجب و نحافظ على انفسنا في الوقت عينه .

بعد ايام عاد تيد الى عمله , وبعد الحرب صارمدير العلاقات العامه والاعلان في شركة ادكر افترز للطابعة , و عندما يجد المشكلة بدأت تتفاقم يتذكر فلسفة الساعة و حبات الرمال , وبدل ان يغرق في القلق الذي يسبب الأمراض ينجز مهام عمله , واحدة بعد الأخرى .

السيدة أي . ك . شيلدز من ساغينو- ميشيغان , فقدت زوجها وعاشت بعد فترة حزن و قلق كادت تودي بها الى الانتحار , خصوصا بعد ان انفقت ما كان قد بقي معها من مال قليل وصارت مفلسة تماما .

أخيرا قررت العودة الى العمل , كانت قد باعت سيارتها اثناء مرض زوجها , فعملت لدى شركة روتش لبيع الأزهار , و عندما ادخرت بعض المال , اشترت سيارة قديمة مستعملة و قررت العودة لعملها القديم قبل الزواج ألا و هو بيع الكتب للمدارس الريفية .

ظنت ان تنقلها بين المناطق وسفرها اليومي سيريحها ويهدئ من أعصابها المتعبة , لكن وجودها بمفرها بشكل دائم زاد من حال التوتر والقلق عندها , إضافة الى فشلها في تسويق الكتب في بعض المناطق , ورسوم السيارة المستحقة و أقساطها الواجبة الأداء .

كانت تخاف من كل صباح جديد يطلع عليها لأنه سيحملها اعباء جديدة لا تقدر على أدائها , قسط السيارة , اجرة الغرفة , ثمت الطعام .. الخ .

لكنها قرأت مقالة ذات صباح , كان فيها جملة تحمل الدواء الشافي لقلقها و همومها ,, هذه الجملة كانت : "" كل يوم جديد هو حياة جديدة للانسان العاقل ""

كتبت هذه الجملة على ورقة والصقتها على زجاج سيارتها لتكون قبالتها كل يوم وكل اليوم و صارت تقول لنفسها : " اليوم تبدأ حياة جديدة "

بعد ان تغلبت على القلق استطاعت ان تنجح في عملها و تزيد دخلها و هي الأن سعيدة ناجحة ولا تخشى من المستقبل .

قالت السيدة شيلدز : " نجحت بواسطة هذه الجملة في التغلب على خوف الوحدة والحاجة , و انا أحيا بسعادة و عملي ناجح و أحس أني مليئة بالحماس وحب الحياة " .

ما أغرب استهلاك الانسان للحياة فهو دائما يقول : " حين اكبر سأفعل الأمر او ذاك , منذ طفولته و إلى ان يبلغ سن الشيخوخة فيقول عندها : اللهم حسن الختام

كتب ستيفن ليكوك يقول : الطفل يقول حين أصبح صبيا , والصبي ينتظر ان يصبح فتى , والفتى يحلم ان يكون شابا ليحقق احلامه , والشاب يقول : حين انهي تعليمي , وبعد ان ينهي تعليمه او يتركه يقول : حين اتزوج , وعندما يتزوج : متى انجبت اطفالا , ثم حين يكبر الأولاد اخيرا يقول : حين اتقاعد , و عندما يتقاعد يبدأ بالتأسف على العمر الذي مضى دون ان يعيشه كما كان يحلم ويرغب .

امامك اليوم , عشه بكل تفاصيله و نحن كمسلمين لدينا كلمة خالدة تحوي كل هذا المعنى, و أتم منه : " إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا , و اعمل آخرتك كأنك تموت غدا " .

كان ادوارد ايفنز يموت همّاً كل يوم بسبب فقره المدقع , لكنه تعلم أن الحياة هي كل دقيقة من دقائق اليوم فانطلق من بائع صحف حتى صار صاحب مؤسسة ذات دخل مرموق , و عندما انهكته الديون لأسباب خاصة و مرض , تذكر هذه الحكمة فعاود الانطلاق من جديد خلال سنوات قليلة صار رئيسا لشركة : " ايفنز للمنتجات الصناعية " , وفي غرينلند مطار يحمل اسمه .

قال الشاعر الكبير دانتي : " اعلم ان هذا اليوم لن يأتي مرة ثانية أبدا "

و هذه هي فلسفة لويل توماس و قد زرته في مزرعته فوجدته قد كتب العبارة الآتية في غطار وجعلها امامه في الاستوديو حين يراها دائما :
"ان الله قد وهبنا هذا اليوم البديع و علينا ان نفرح و نبتهج بهبة الله "

جون راسكين وضع على مكتبه قطعة حجرية نقش عليه كلمة واحدة "" اليوم "" .

وليم اوسلر يحتفظ بقصيدة للممثل الهندي " كاليداسا " معناها يمكن اختصاره بهذه الكلمات : الأمس حلم مضى ولن يعود , و الغد أمل و رؤى لم تأت بعد , اما اليوم فهو الحياة و علينا ان نحياها وننعم بها .



,, ,, ,, ,,


خلاصة الفصل الاول :

** اغلق ابواب الماضي وشبابيك المستقبل و عش يومك بتفاصيله الدقيقة **.


,, ,, ,, ,,


هل انت قادر على ذلك ؟

إسأل نفسك هذه الأسئلة و أجب عنها , و انظر هل تتوافق إجاباتك مع خلاصة درس هذا الفصل .

1 - هل أؤجل حياتي اليوم بسبب القلق على الغد او بسبب حلم وردي أراه خلف الأفق ؟

2 - هل افسد حياتي اليوم و أملأها بالمرارة بسبب الأمس الذي مضى ؟

3 - هل استيقظ صباح اليوم و كلي تصميم على الاستفادة من اليوم الطالع وبكل دقيقة فيه ؟

4 - هل ستتحسن حالي و أستفيد إذا عشت كل دقائق هذا اليوم ؟

5 - متى سأبدا بذلك ؟ الشهر القادم ؟ ×

الاسبوع القادم ؟ ×

في الغد ؟ ×

ام اني سأبدأ اليوم بذلك ؟ /، <- علامة صح

نأمل أن تكون إجاباتك على السؤال الأخير كما وضعناها , لأنك ان لم تبدأ اليوم فمعنى ذلك أنك تفضل الألم و الحلم على الحياة الحقيقية .


انتهى


ما حبيت اطول الموضوع تري بعض الشباب اول يشوفون ان موضوع كبير بيخلون! مهم تكملة موضوع في ها موقع
http://miss1980.com/vb/printthread.php?t=14463&pp=40

التعديل الأخير تم بواسطة hm112233 ; 08-04-2006 الساعة 05:44 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 57.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.57 كيلو بايت... تم توفير 0.65 كيلو بايت...بمعدل (1.13%)]