تكملة الموضوع
متعلمين، يعني خلصوا جامعة ولا خلصوا تعليمهم من هنا ويهاجروا إلى الغرب، لو أخذنا التكلفة المتوسطة ما تنفقه بلادهم عليهم في المتوسط عشرة ألاف دولار لتعليم كل شخص، فمن اثنين مليون إحنا نتكلم عن عشرين مليار دولار يخسرها العالم العربي سنويا في هجرة هذه العقول إلى الغرب، إحنا صرفنا عليهم وعلمناهم وتركونا وراحوا للغرب، أنا سألت الشباب لو رحت هترجع، إحصائية هي كالتالي 54% من الشباب الذين يذهبون للدراسة لا يعودون، ما يذهب مش ذاهب مهاجر، مش ذاهب لأنه في وضع اقتصادي سيء، ذاهب يدرس ويمكن محصل منحه من بلده، 54% منهم لا يعودون، خلينا نتكلم عن نوعيات، 50% من الأطباء لا يعودون، 29% من المهندسين لا يعودون، لو أخذنا الآن اليوم الأطباء في بريطانيا اللي هي تعتبر في الطب مستواها عالي جدا 34% من أطباء بريطانيا الآن عرب، طبعا هاجروا عاشوا هناك، لو أخذنا كل المهاجرين إلى أمريكا سنجد 75% من الطبقة اللي تعتبر من العلماء، في مهاجرين عمالة دنيا، لو أخذنا العمالة مش العمالة العلماء منهم 75% من طبقة العلماء الذين يهاجرون إلى أمريكا 75% منهم عرب، مقارنة مع كل الدول الأخرى، نأخذ شوية مقارنة بسيطة مع الواقع العربي والغرب، نحن كعالم عربي ننفق ما معدله دولار واحد سنويا على البحث العلمي، أمريكا تنفق سنويا مقابل كل شخص إحنا بنتكلم، دولار مقابل كل شخص، أمريكا تنفق سنويا سبعمائة دولار مقابل كل شخص، إحنا ننفق دولار واحد، يقول الدكتور زويل أحد المهاجرين الكبار الذين فقدتهم الأمة، وكان له دور معروف وأخذ جائزة نوبل يقول: مصر التي غادرتها قبل ثلاثين سنة كانت أكثر تقدما, وتمتلك قاعدة علمية أفضل مما تملكه اليوم، طبعا هذه شهادة خطيرة جدا، يا سادتي الكرام سمعتم الشباب، سمعتم تصويتهم، سمعتم أرائهم الصريحة، وسمعتم هذه الإحصاءات الخطيرة، خلينا نبدأ معك أستاذنا دكتور عبد الله الأشعل (أنت أستاذ في القانون الدولي وفي السياسة العلوم السياسية، أنت كنت مساعد وزير الخارجية) وطبعا مطلع على هذا الواقع الأليم بحكم احتكاكك سواء كأستاذ جامعي أو كدبلوماسي وسياسي، تعليقك على ما سمعت من إحصاءات ومن تعليقات الشباب.
د. عبد الله الأشعل: طبعا وضع مزري لا شك في هذا ومؤسف، وبعدين الإحصائيات تنطق بربما يكون هناك انطباع عام، لكن الإحصائيات فعلا مخيفة، يعني 75% من علماء أمريكا من العرب، والعالم العربي يزداد تخلفا وانحطاطا، أنا أعتقد أنه الصورة ديه محتاجة إلى مراجعة شديدة، يعني على سبيل المثال الحكومات العربية لابد إنه يكون فيه إخلاص المرة دي في طريقة معالجة الموضوع، واضح إن هناك فرق بين إغراءات الغرب، وبين صعوبات العالم العربي، صعوبات العالم العربي بدأت واستمرت بحيث أن المهاجر إلى الولايات المتحدة أو أوربا يجد أنه لا يستطيع مطلقا أن يعود؛ لأنه حتى اللي كان خارج من أجله أو يعني في اللحظة اللي خرج منها لم تعد قائمة، زي الدكتور زويل ما قال، وبالتالي فإن الانهيار المستمر في وضع العالم العربي وعدم الاهتمام مطلقا بالجانب العلمي ثم تراجع مفهوم العلم ومكانة العلماء في الواقع هيخلي الناس دي كلها...
د. طارق: إحنا هندخل في التفاصيل والأسباب، دكتور تعتبر أن السبب الأول اقتصادي ولا علمي؟
د. عبد الله الأشعل: لا.. لا أزمة حضارية مش.. .
د. طارق: أزمة حضارية.
د. عبد الله الأشعل: حضارية، أزمة حضارية؛ لأن الاقتصاد جزء من الحضارة، ففي منظومة كاملة تتساقط.
د. طارق: بس معظم الناس لما يتركوا بلادهم ويهاجروا سبب مش مادي؟
د. عبد الله الأشعل: لا.. لا بعضهم بس مادي، هو دلوقتي يمكن مادي أكتر، لكن مثلا في جيلي أنا كان بيهاجر عشان يتعلم بياخد تعليم أفضل.
د. طارق: حنرجع إحنا للأسباب ونفصل فيها، بس إحنا نرى الرأي المبدئي الآن وسندخل في التفاصيل، دكتور أحمد بن راشد بن سعيد أنت من السعودية من الرياض وفي جامعة الملك سعود وشاعر وزميل دراسة لما كنا في أمريكا، لا مش زميل أنت كنت شاب صغير (يضحك).
د. أحمد: أنت كنت طلعت في نفس اليوم اللي وصلت فيه أنا (مازحا).
د. طارق: هو وصل وأنا كنت تركت أمريكا يعني في نفس اليوم تقريبا، فسعيد بوجودك معنا دكتور أحمد، الدكتور أحمد له مؤلفات كثيرة، وله إسهامات كبيرة في جوانب كثيرة منها الأدبية، ومنها السياسية والفكرية، سعيدين بوجودك، أنت عشت في الغرب كم سنة عشتها أحمد؟
د. أحمد: عشت 8 سنوات.
د. طارق: 8 سنوات فشفت حال الطلبة، وشفت حال المهاجرين، عشت في مكان واحد ولا تنقلت؟
د. أحمد: في أمريكا وبريطانيا.
د. طارق: نعم فعشت في أمريكا, وعشت في بريطانيا, وداخل أمريكا عشت في أكثر من مكان؟
د. أحمد: عشت في واشنطن، عشت في إلينوي.
د. طارق: فانتقلت في أكثر من مكان، طيب فأنت مطلع، مطلع بشكل مباشر على هذه الأزمة، ومطلع على حال الشباب بشكل عام الذين شفتهم في أمريكا، تعليقك أول شيء على ما سمعت من إحصاءات، ومن تعليقات الشباب.
د. أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم، فيما يتعلق بالإحصاءات أتوقع لو كانت الإحصائيات هذه قبل الحادي عشر من سبتمبر يمكن اختلفت، يعني في.. .
د. طارق: لا هذه إحصائيات جديدة.
د. أحمد: لا أنا قصدي.. .
د. طارق: آه الشباب.
د. أحمد: أنا أقصد التصويت.
د. طارق: تحت تصويت الشباب نعم.
د. أحمد: التصويت ربما الحادي عشر من سبتمبر شكل نقطة تحول أو مرحلة فاصلة فالآن يمكن في خوف من الهجرة؛ لأنه يخشى المهاجر أن يواجه بما قلته في مقدمة البرنامج.. .
د. طارق: أحمد تعتقد إنه لو كان التصويت قبل الحادي عشر من سبتمبر.
د. أحمد: ربما تكون هناك نسبة الراغبين في الهجرة أكبر.
د. طارق: لأن التردد أكثر أنت تتوقع.
د. أحمد: هناك خوف في الحقيقة الآن حتى يعني على جانب في كثير من الدول العربية, وليس في مصر وحدها؛ لأنهم مثلا السفر إلى أمريكا ممكن يكون مشكلة، يعني مثلا هناك مثلا طلاب سعوديون الآن مثلا وخليجيون بدئوا يتجهون إلى بدائل عن الولايات المتحدة الأمريكية، مثلا أستراليا، حتى إلى ماليزيا إلى بعض الدول الأسيوية، ليش؟ يبحثون عن فرص للتعلم، يخشون من المضايقات.
د: طارق: هل السبب الخشية من المضايقات، ولا السبب إن أمريكا بدأت تضيق في الفيز أصلا؟
د. أحمد: لا هو كده فيه عدة الحقيقة هي منظومة متكاملة، هي في تضييق على التأشيرات وفي أيضا في معاملة يعني صعبة كثيرا في أمريكا.
د. طارق: تفتيش وتحقيقات ومداهمات.
د: أحمد. ممكن طالب سعودي أو خليجي يمسك، تحديدا السعودية طبعا.
د. طارق: لأن أنتو خطيرين شوية (يضحك).
د. أحمد: طبعا لحد ما (يضحك) ممكن السعودي يمسك مثلا؛ لأنه مثلا تجاوز السرعة النظامية.. لكن ربما يؤخذ بسبب هذه المشكلة الهامشية فيبحث في ملفه كاملا ثم يعني.. .
د. طارق: يدبر له تهمة.
د. أحمد: ثم تلفق له تهمة ما، مثلا تزييف معلومات، تقديم معلومات خاطئة، الكذب في التأشيرة، أشياء من هذا القبيل.
د. طارق: هل تعتقد أن المشكلة.. يعني الآن أقل من المشكلة سابقا؟ مشكلة الهجرة، خفت الآن.
د. أحمد: أنا أعتقد أنه الحقيقة في.. .
د. طارق: خلاصة كلامك اللي فهمته أنه بعد 11 سبتمبر الهجرة إلى الغرب خفت.
د. أحمد: أنا لا أستطيع أنا ما عندي أرقام وإحصاءات، لكن أعتقد أن هناك إحجام عن الذهاب إلى الغرب، خصوصا من منطقة الخليج، لكن أنا لما كنت في أمريكا، الولايات المتحدة الأمريكية رأيت إن الشباب، إن الهجرة لها كثير من الفوائد والإيجابيات بحيث أنها تنقل الشاب إلى مرحلة مختلفة جدا.
د. طارق: سنتكلم عن الإيجابيات والسلبيات، بس أنت رأيك أنه الآن بسرعة بس واقع الناس المهاجرين بشكل عام في أمريكا ولا أوربا ولا اللي شفتها، سيء ولا جيد بشكل عام؟
د. أحمد: الحقيقة أنا لا أستطيع الحكم الآن؛ لأنني.. .
د. طارق: خلينا من الآن الفترة اللي كنت أنت عايش فيها.
د. أحمد: الفترة اللي أنا كنت عايش فيها كان الحقيقة كثير من العطاء, والإنتاج, والإبداع الذي ربما، وأنا متأكد لن يجدوه في بلدانهم وقتها، لم يجدوه في بلدانهم وقتها, وأنا متأكد لن يجدوه الآن لو عادوا إلى بلدانهم.
د. طارق: ففي عندهم فرص ممتازة أكثر من الآن؟
د. أحمد: بالتأكيد.
د. طارق: طيب.. سنرجع لهذا, ونرجع لأسبابها لكن دعونا نأخذ الرأي السريع لأساتذتنا، دكتور على ليلة (أنت أستاذ في علم الاجتماع) وهذه ظاهرة اجتماعية رئيسية وأكيد أنتم بتدرسوها وتدرسوها، وسمعت آراء الشباب، سمعت الإحصائيات تعليقاتك لو سمحت.
د. علي: أنا بتصور إن إحنا بنعيش مرحلة دلوقتي، أولا: هذه الظاهرة تفسرها عوامل كتيرة وليس عامل واحد، العامل الأول: أنا أتصور دلوقتي بسبب ارتفاع معدلات البطالة، وفي العالم العربي عدد السكان تحت خط الفقر وصل إلى 50% تقريبا في بعض البلاد، ده بقى عامل طارد للمهاجرين لشبابه الذين لا يجدون فرص عمل في الداخل فبيتمنى طبعا السفر إلى الخارج بصورة أساسية.
البعد الثاني: للمهاجرين اللي هما يعني.. .
د. طارق: كفاءات عليا.
د. علي: كفاءات عليا المؤسسات العلمية هنا أصبحت فعلا زي ما قال الدكتور زويل تخلفت عشر سنوات أو يعني أنا سفرت فترة ورجعت لقتها تخلفت لما هو أكثر بشكل ما.
د. طارق: أنت شعرت نفس الشعور؟
د. علي: آه نفس الشعور في العملية التعليمية.
د. طارق: دكتور العفو أنت سافرت وين؟
د. علي: أنا كنت سافرت فترة السعودية، ورجعت.
د. طارق: وخلال غيابك هذا وجدت الوضع أسوأ؟
د. علي: رجعت حتى الكلام اللي كنت بدرسه قبل ما أسافر أصبح غير مفهوم بعد ما رجعت؛ لأن مستوى نظام التعليم بكامله.
د. طارق: مخرجات التعليم العام التي تصل إلى الجامعة ضعيفة.
د. علي: ضعيفة للغاية، فهنا النظام التعليمي بيتراجع بشكل أساسي.
د. طارق: نعم فهذه ظاهرة العفو، هذه الظاهرة ليست مصرية فقط، هي ظاهرة بشكل عام.
د. علي: في الدول العربية بشكل عام، المسألة الثالثة إن المؤسسات العلمية بتاعتنا تحتاج إلى إدارة علمية، إحنا أحيانا بندير المؤسسات العلمية في العالم العربي إدارة أمنية بشكل أساسي، وأخر ما ينظر إليه إن هذا الأستاذ يكون منتجا أو غير منتجا، فهذا الأستاذ اللي يمتلك قدرات عالية جدا، لما بيسافر للخارج بيبقى هو نفس الخامة، نفس الخامة العربية، لكن هناك بيصبح عالم عالمي ليه؟ لأن هما بيدركوا، بيبقى فيه في اللي بيفتش في قدراته وبيشوف يوظفوا في أحسن مكان.
د. طارق: إحنا سندخل في التفاصيل بالنسبة للأسباب، هل هي علمية, ولا اقتصادية, ولا سياسية أكثر؟ لكن أنت تؤكد أن الظاهرة موجودة وأنها ظاهرة خطيرة، سعيدين بوجودك أستاذ مجد مكي أنت من سوريا الحبيبة, وتعيش في مكة المكرمة وجدة، وأنت باحث وأستاذ في العلوم الشرعية سعيدين بوجودك معنا، وأنت بنعتبرك سعودي سوري (يضحك). حياك الله وأنت مهاجر هاجرت من سوريا إلى السعودية، طيب خلينا نتكلم شوية عن الهجرة الداخلية أيضا بين البلاد العربية لكن تعليقك أولا على هذه الظاهرة دكتور.
د. مجد: يعني تعليقي على ظاهرة الهجرة إلى ديار الغرب، الأصل في الهجرة يعني لها أسباب كثيرة ومنها لطلب الرزق, وجانب الرزق هو الذي يركز عليه والله عز وجل يقول: { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ} فهذا ابتغاء من فضل الله عز وجل ولا يمكن أن أحجر على إنسان أن يطلب رزقه.. لكن لابد من موازنات لابد من أولويات، يعني طلب الرزق له مجالات كثيرة وتأمين سبل المعيشة الطيبة له.. يعني فرص متعددة فيما أحسب، ولذلك إيثار ديار الغرب أمر لا يخلو من مخاطر كثيرة، فأن أؤمن مورد عيش ورزق كريم مقابل أن أخسر ديني، أو أن أخسر...
د. طارق: سنتكلم عن الآثار إحنا، بالنسبة للظاهرة أنت ترى أنها ظاهرة موجودة.
د. مجد: ظاهرة موجودة ولا يمكن أن أحجر على من يريد أن يطلب الرزق أن يخرج، لكن لابد من أولويات يعني قضية أن أجد فرصة عمل في ديار الغرب، فتجدها وإن كانت في بلدي أقل أنا أرى أن أؤثر البقاء في البلد مقابل الهجرة من أجل طلب الرزق، لكن أنا في مجالات أخرى أوسع بكثير وأنا أرى من أهم أسباب الهجرة الآن إلى ديار الغرب.. يعني ما تعنيه الكثير من البلاد من الاستبداد السياسي، والذي يدفع..
د. طارق: فأنت ترى أن المشكلة سياسية أكثر منها من أي سبب، إذا كان التركيز حتى الآن على الجانب الاقتصادي والعلمي.
د. مجد: نعم فالجانب السياسي جانب مهم، وأرى الكثير من هذه الكفاءات العلمية لم تترك بلدها إلا بسبب الظروف التي تحيط في البلد التي هي فيه، ولهذا يعني خرجت لتجد جو من الحرية، جو من أن تستطيع أن تبدع, ودون أن يكون هناك من يحاسب أنفاسها, ويراقبها في حركاتها, وفي سائر..
د. طارق: فجانب سياسي وأمني بشكل كبير، أستاذ مجد من الناحية الشرعية أنا كنت أقرأ في الفترة الماضية بعض الفتاوى التي خرجت من السعودية بالذات تحرم الهجرة للغرب، حرام وأي واحد يذهب آثم ومادام هناك جالس فهو آثم، ايش رأيك؟
د. مجد: لا هذه الفتوى بإطلاق لا أوافق عليها.
د. أحمد: هي لم تأتي هكذا يا دكتور طارق هي إلا في حالة الضرورة كان في استثناءات لا أذكرها أنا، أنهم حطوا حالة الضرورة، هما لم يحرموها بإطلاق.
د. طارق: طيب ضرورة يعني بالنسبة لهم يعني...
د. أحمد: يعني زي الدراسة مثلا.
د. طارق: الدراسة ضرورة، لا هذه العفو هو يتكلم عن الهجرة مش الذهاب للغرب، نتكلم عن الهجرة إلى الغرب، الذهاب السفر بعض العلماء أيضا حرم حتى السفر نفسه للبلاد الغربية يعني، وقالوا: الاستثناءات الدراسة، أنا ما أتكلم عن السفر، كلامي عن الهجرة هما حرموها إطلاقا.
د. مجد: لا يمكن يعني أن تطلق مثل هذه الفتوى بإطلاق لها ظروفها بالنسبة للشخص بالنسبة للظرف، بالنسبة للأوضاع.
د. طارق: الشباب اللي قالوا: أنا عاوز أهاجر؛ لأنه في ضيق في الرزق في بلادي, وأريد أن أبحث عن رزق.
د. مجد: نعم بالنسبة وأؤكد على مسألة الفتوى التي تقال.
د. طارق: نعم من ناحية في هذه الحالة يجوز له أن يسافر؟ ولا حرام؟
د. مجد: نعم.. لا ممكن لطلب الرزق له أن يسافر لكن على كما قلت الأولوية في بلده، الأولوية في بلاد يستطيع أن يحفظ يحافظ فيها على دينه، أن لا يذوب في هذا المجتمع، أما إن ذهب ليطلب الرزق فله ذلك، لا يمكن يعني أن أحجر واسعا، وأن أخرج فتوى أحجر عليه بالحرمة الأمور تختلف بظروف الشخص، وبظروف..
د. طارق: أستاذ مجد هو سؤال بسيط جدا، واحد عاوز تحسين وضعه الاقتصادي بس هذا هدفه حرام حلال؟
د. مجد: ما في مانع، لا أرى مانعا، لكن لابد من ملابسات هذا المهاجر، يعني أن يذهب مثلا وهو شاب في مقتبل عمره، دون أن يكون له يعني رفقة صالحة فهذا عني مقابل هذا الرزق سيقع فيما هو أخطر، فلابد من يعني ملاحظة الأولويات وملاحظة جانب المفاسد, وجانب المصالح، فإذا كان يذهب من أجل الرزق مقابل أن يتيه في ذلك المجتمع, وإنما تأكل الذئب من الغنم القاسية فعند ذلك أقول..
د. طارق: فيجوز الذهاب بشرط أن يحافظ على دينه.
د. مجد: طبعا.
د. طارق: باختصار.
د. مجد: ما في خلاف.
د. طارق: لا مهو في خلاف، في خلاف، في ناس يقولوا حرام حتى لو معك أي سبب.
د. مجد: هم يستدلون يعني بالحديث الصحيح "أنا بريء ممن يقيم بين ظهراني المشركين لا ترتأى ناراهما" يعني هذا الحديث.. يعني يحدد المشركين بالنسبة للعصر الذي كان فيه النبي عليه الصلاة والسلام، والمراد بهم الذين كانوا يعني في محاربة للنبي عليه الصلاة والسلام.
د. طارق: يقاتلون المسلمين، ويمنعونهم من دينهم.
د. مجد: في بلد يقيم فيها يعني موادعة وعهود ليس الأمر كذلك، ثم المراد بالمشركين يعني أولئك المحاربين الذين كانت الحرب قائمة بينهم، وإلا يعني جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه عاش في الحبشة فترة طويلة، ثم عاد في السنة السابعة مع قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، فلم يكن بقاؤه هناك في بيئة نصرانية.
د. طارق: ولم يكن لضرورة.
د. مجد: نعم.
د. أحمد: لكن في نقطة فيما يتعلق بالنظام بالمشكلة الاقتصادية.
د. طارق: إحنا عاوزين بس نخلص الجانب الشرعي أول شيء عشان مش هنرجع له مرة ثانية، دكتور أحمد أنت سمعت هذه الفتاوى التي تحرم الهجرة إلى الغرب؟
د. أحمد: ما سمعت فتوى بتحرم بإطلاق، ما عندي ما أستطيع أن أعلق عليها؛ لأنني لم أطلع عليها إطلاعا يعني دقيقا.. لكن أريد أن أعلق على الكلمة التي قلتها أن يذهب فقط لأجل جانب المال الاقتصادي بحت، أنا لا أعتقد أن في أحد يذهب يعني قليل الحقيقة اللي يذهبون لفقط لمجرد العامل الاقتصادي، هو يذهب؛ لأنه سئم من أي فرصة لتحسن الوضع.
د. طارق: طيب هذا هو الاقتصادي.
د. أحمد: أنا أقصد هي لها ارتباط بالنظام السياسي.
د. طارق: لا.. لا هو كلامهم مش ناحية سياسية، هو مشكلتهم أنه ما في فرص عمل، ما في فرص رزق.
د. أحمد: هو فاقد الثقة حتى في المستقبل السياسي، والمستقبل اللي ممكن ينتج أي تحسن في الأوضاع الاقتصادية، هو عنده مشكلة أنه عنده نوع من الملل، ونوع من القرف، ونوع من.. .
د. طارق: فأنت تربطها بأنه ما في أمل تحسن سياسي؟
د. أحمد: أيوة.. أيوة؛ لأنه ما عنده انفصال بين الواقع السياسي، صار ما عندهم ولاء أصلا للمؤسسة السياسية التي في بلده، وبالتالي فهو يشعر بأنه يعني يفضل أن يخرج من هذا النظام كله بشقيه السياسي والاقتصادي، هناك من يذهب مدفوعا بهذا الشعور، شعور أنه يعني فقد الثقة بالمستقبل وبالنظام وبكل.. يعني حتى لو تجد الآن مثلا نحن نعيش عصر انحطاط.. يعني هي القضية السياسية جزء من الأزمة الحضارية مثل ما قال الدكتور عبد الله.
د. طارق: شكرا دكتور سامحني يعني، بس عشان الوقت عايزين ناخد محور أخر تفضل كلمة أخيرة.
د. عبد الله الأشعل: أنا شايف أنه بالنسبة للهجرة الاقتصادية يجب أن نفرق بين دول الخليج، وبين مصر والمنطقة العربية الأخرى؛ لأن دول المنطقة العربية تذهب إلى دول الخليج طلبا للرزق، ولكن بالنسبة لمثلا مصر في الفترة الأخيرة الشباب كانوا يريدون فعلا مستوى اقتصادي ومادي فقط، لكن الجانب السياسي مكنش مختلط معاهم، طبعا زي ما بيقول دكتور أحمد إنه الجانب الاقتصادي مرتبط بالجانب السياسي في التحقيق الأخير، لكن الشباب والذين ذهبوا وحاولوا أن يصلوا للجنة الأوربية وغرقوا في البحر المتوسط فلم يروا كذا هروبا من هذا الجحيم كان لأسباب اقتصادية بحتة.
د. طارق: بحتة صحيح.. طيب سامحوني أنا سأرجع إليكم.. لكن سامحونا؛ لأنّا مضطرين نأخذ محور أخر، فدعونا نأخذ محور أخر، وأحب أن أذكر إخواني المشاهدين الذين يشاهدون قناة الرسالة نحن نتحدث عن الهجرة إلى الغرب أمل أم ألم، أحب أن أذكركم أنكم تستطيعوا المساهمة معنا بالتصويت على سؤال هذه الحلقة بإرسال رسائل sms وتصويتكم نتائجه ستظهر على الشاشة فورا في الحلقة الأصلية أو حتى في الإعادات، سؤالنا لكم، تعتبر الهجرة إلى البلاد الغربية المتقدمة، وعندكم ثلاث اختيارات:
الاختيار الأول: نعتبرها ضارة للأمة وللمهاجر.
الاختيار الثاني: أنها ضارة للأمة لكن بالنسبة للمهاجر هي مفيدة.
الاختيار الثالث: قد يرى بعض الناس أنها لا، نافعة للأمة ونافعة للمهاجر.
فثلاث اختيارات أمامكم ترسلوا رسائلكم وستظهر النتائج كما ذكرت على الشاشة، تستطيعوا جمهورنا الكريم أن تتابعوا قناة الرسالة الآن في البث المباشر من خلال الانترنت في أي مكان في العالم، كما تستطيعون مشاهدة الحلقات السابقة من الوسطية وغيرها من أرشيف الرسالة الموجود على موقعنا Alresala.net" " وكذلك تستطيعوا أن تقرئوا النصوص التي كتبت تفريغا للحديث الذي تكلم فيه السادة العلماء في هذه الحلقة أو غيرها أيضا على Alresala.net" "، أريد أن أخذ تصويت منكم يا شباب مرة أخرى وبعدين ننتقل إلى فاصل, ونعلق على تصويتكم بناءاً على كل ما سمعتموه، بناءاً على معرفتكم بمن حولكم السؤال هجرة الكفاءات العربية أمامكم اختيارين:
الاختيار الأول: بناءاً على ما سمعتم كبيرة وخطيرة.
الاختيار الثاني: أم تعتبروها بناءاً على كل ما سمعتم محدودة, ومبالغ فيها كأعداد, وكنتائج.
صوتوا وسنأخذ تصويتكم, ونتائجه, وتعليقاتكم، وتعليقات ضيوفنا بعد الفاصل إن شاء الله.
فاصل
-----------------------------------------------------------------------------
د. طارق: أهلا بكم ومرحبا مع برنامجكم الوسطية، ونحن نناقش في هذه الحلقة الهجرة إلى الغرب ألم أم أمل، أذكر جمهورنا المشاهدين بالتصويت الذي يظهر عندكم على الشريط تستطيعوا أن تساهموا بالتصويت من خلال إرسال رسائل sms والسؤال يظهر عندكم والإجابات ستظهر على الشاشة، سألت الشباب الذين معي في الأستوديو قبل الفاصل عن سؤال وصوتم عليه أن هل الهجرة إلى الغرب تعتبر كبيرة وخطيرة أم محدودة ومبالغ فيها، والنتائج هي كالتالي:
(1).. الذين يرون بعد كل ما سمعتم أنها كبيرة وخطيرة 84%.
(2).. الذين قالوا أن لا هي مبالغ فيها ومحدودة 16%.
نسمع بعض الذين قالوا: أنها محدودة في حد قال محدودة، تفضل يا ابني.
كريم: بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا كريم محمد، أنا شايف إن هي محدودة.. يعني كل يوم لما يسافر ناس أكتر لأماكن بعيدة, ويكتسبوا خبرات وييجوا يفيدوا الأمة.
د. طارق: ثم المشكلة يا كريم مش قاعد يرجع ويفيد الأمة أنا ذكرت لك إن 54% منهم يروحوا ما يرجعوش.
كريم: برضه أنا شايف إنهما لما يسافروا هيلاقوا هيفيدونا أكيد وخصوصا لما يقولوا في بلاد بره مثلا الراجل ده مصري أو عربي فده برضه هيرجع لهم، هيرجع لينا إحنا.
د. طارق: هيفيد الأمة بشكل من الأشكال، طيب شكرا يا كريم، في حد تاني يحب يعلق على هذا، على السؤال، في حد قال: إنها كبيرة وخطيرة في حد يرى إن هذا، تفضل يا ابني.
محمد: محمد، الحقيقة أكيد طبعا كبيرة وخطيرة لأن الإحصائيات اللي حضرتك قلتها فتدل على أنها كبيرة وخطيرة طبعا يعني، حاجة التانية.
د. طارق: بس العفو خلينا نفكر بالإحصائيات شوية يا محمد ثلاثمائة مليون لما يسافر اثنين مليون، اثنين مليون من ثلاثمائة مليون نتكلم عن أقل من 1%.
محمد: طيب ما هو اللي سافر هما القادة، اللي سافر هما اللي عندهم فكر، لكن اللي قعد مين؟ اللي قعد العمالة، اللي قعد اللي بيفكر يبقى تابع لكن اللي سافر هما اللي عندهم فكر فلما الناس كلها بتدور على أصحاب الفكر يعني هما عشان الغرب عايز بيدور على دول بيجيب لهم فرص أحسن، بيجيب لهم عرض مادي مغري أحسن، لكن لو سافر أي حد أي عامل مش مشكلة، لكن صاحب الفكر لما يسافر هي دي المشكلة.
د. طارق: فإذن أنت قاعد تفكر في القضية مش بالأعداد، وإنما بنوعية المهاجرين وأثر هذه النوعية على الأمة، كلام جميل يا ابني، في حد يحب يعلق أيضا من اللي قالوا كبيرة وخطيرة، تفضل يا ابني، إذا حد من بناتنا تحب تتكلم.
إبراهيم حمدي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمي إبراهيم حمدي كان بس يا دكتور أرى إن الموضوع ليه شقين، طبعا هي كبيرة وخطيرة بلا شك، حتى وإن كان اتنين مليون قصدي تلتميت مليون؛ لأن زي ما صديقي قال: إن الموضوع هنا إن أهل الفكر هما اللي بيسافروا الموضوع أرى أنه له شقين في أنه كبيرة, وخطيرة..
الشق الأول: إن في مسئولية سياسية على كل الدول العربية، إن إحنا فعلا حقيقة صرنا بلاد لا تحترم العلماء، صرنا بلاد لا نعظم العلماء, ولا بنعطيهم قدرهم، أذكر إن سيدنا عثمان بن عفان كان بيقول للعالم علينا, وأعتقد ده في كل المجالات للعالم علينا أربع حقوق بيت يأويه، ودابة تحمله، وخادم يعينه، ومال يكفيه، إحنا دلوقتي مبنديش الأربعة دول لأي عالم في كل المجالات.
د. طارق: بناخد منهم ضرايب (يضحك).
إبراهيم حمدي: بالضبط (يضحك)، وأحيانا بنشكك في نواياهم.
الشق الثاني: واقع على العالم نفسه إن العالم عليه مسئولية إن هو أي نعم أخذ العلم وجاي له فرصة ممكن لو جاءت لي أنا كشب صغير، ممكن أسافر ممكن عاوز مال، ممكن عاوز شيء، لكن العالم يبقى إن في مسئولية على المجتمع ومسئولية لأمته إن هو يرجع لها تاني ويبقى بين أحضانها يعني والله أعلم.
د. طارق: طيب من لما كنت أدرس في أمريكا، كان أحد أساتذتي باكستاني، اسمه الدكتور فاروق علي، والدكتور فاروق علي يعتبر رقم واحد في العالم في أبحاث النفط الثقيل، أنا كنت أدرس هندسة البترول في ذلك الوقت، رقم واحد في العالم كله في النفط الثقيل هو مرجع العالم في النفط الثقيل، الدكتور فاروق مسلم ملتزم، ويعني محافظ على الصلاة في المسجد ومربي أولاده على الارتباط بالدين، قرر أن يرجع إلى العالم العربي، واختارته إحدى دول الخليج فقدمت له عرض ليكون أستاذ في الجامعة، فجاء بدون ما نسمي، فجاء إلى هذه الدولة والعرض كان يعطوه ما يعادل حوالي ثلاث آلاف دولار شهريا، هو الاستشارات اللي كان يعملها خمسمائة دولار في الساعة، هما هيعطوه ثلاث آلاف بالشهر، مع ذلك وافق، ابننا يقول: لازم العالم يضحي ضحَّى وافق مستعد، بس طلب.. طلب قال: أنا محتاج ميزانية للأبحاث، هذا راتب أعيش فيه بس أنا محتاج ميزانية عشان أبحاثي عشان الأجهزة والأبحاث، فطلب ميزانية هو كان يعطوه ميزانية طبعا بالملايين، قال: أنا أحتاج مائة ألف دولار بس شهريا أشتغل فيها، ما أقدر أشتغل بأقل من هذا، ولا ما أقدر أنمي نفسي وأنمي العلم، فرفضوا أن يعطوه أي ميزانية للبحث العلمي، صفر تستعمل المختبرات الموجودة وبس، قال: طيب أجي أسوي إيش؟ أني ما أني سياسي، أنا لست تاجرا أنا عالم، أنا شغلي العلم حياتي العلم هو نشر أكثر من 120 بحث علمي، بناءاً على الأبحاث، فلما جاء وما هيعطوه قال: أنا مستعد أضحي براتب، بس مش مستعد أضحي بالعلم اللي أنا عايش من أجله، فقرر أن يرجع، دكتور فاروق علي لما كان أستاذي كان جنسيته مازالت باكستانية، بعد مرور شهر على هذه الحادثة دخلت عليه في المكتب وإذ الكرافتة اللي لابسها عليها العلم الأمريكي، فسألته دكتور فاروق إيش القصة؟ قال: أنا قررت أقبل الجنسية الأمريكية اللي صار لهم فترة يعرضوها علي، عدة مرات عرضوا عليه الجنسية وهو اللي كان رافض، يقول: أنا وافقت لهم إني أخذ على الجنسية فعملوا احتفال كبير، وأهدوني إحدى الهدايا هذه الكرافتة اللي عليها العلم الأمريكي وصار أمريكي، هذه قصة حقيقية أنا شهدتها، العالم لازم يضحي، بس هل يضحي بعلمه أيضا، ولا يضحي فقط بالنواحي المالية، إحنا نتكلم عن هذا المستوى يا ابني من التضحيات، طيب سمعتم هذا.. خلونا نرجع الآن نأخذ محورنا الرئيسي الثاني، آثار هذه الهجرة، سأبدأ بك أخي مجد أنت في البداية تكلمت, وسامحني أنا قاطعتك كنا بس بنبلور المسألة.. هل تعتقد أن هناك آثار سلبية على هوية المهاجر
|