عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-06-2008, 07:02 PM
الصورة الرمزية سامي
سامي سامي غير متصل
مشرف الملتقى الإسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسـطيــن
الجنس :
المشاركات: 9,499
الدولة : Palestine
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
"ضميري هو سفينتي غير المرئية"
في تلك الليلة المظلمة التي لم يكن فيها ضوء لقمر عندما كان الاهل والاحباب مجتمعين في انتظار ذلك النور الذي يبدد ظلام تلك الليلة، ويكون بداية المشوار لضيف جديد حل على تلك العائلة

نعم، فقد جاءهم الابن الاول فكان كالضياء الذي دخل الى تلك الدار جماله يضاهي القمر ونقاء قلبه لا تشوبه اي شائبة ومن تلك الليلة بدأت قصة طموح في الحفاظ على بياض ذلك الوجه ونقاء ذلك القلب الصغير

هكذا هي البداية لكل انسان بداية على الفطرة فيجتمع في كل منّا نقاء وصفاء ،لا وجود لأي تعكير ، ويبدأ الانسان مشوار حياة لا يعرف متى واين نهايته ، ولانها سنة الله في خلقه ان يكون منهم الصالح والطاح ان ينتشر بينهم الخير والشر ، وعند وصول الانسان لمرحلة الرشد تبدأ المعركة بينه وبين نفسه ، بين ان يكبح شهواته ويقيدها برباط الدين الوثيق وان يترك لها العنان ولتصل به الى طريق مسدود ،يتيه في حياة هو لم يعرف الهدف منها .

هنا، وفي وسط هذا الصراع ، يتدخل من كل جانب عنصر كفيل بان ينهي الصراع لصالحه ، فيتدخل من جانب الشر تلك الشهوات والرغبات التي وجدت في كل انسان عاقل وتسعى وبتحفيز من شياطين الانس والجن للوصول بالانسان الى حالة من العمى العقائدي ، فيصبح الانسان عبدا لشهواته ورغباته وعندها صعب ان يفرَّق بينه وبين الانعام
" اؤلئك كالانعام بل هم اضل " .

ولكن وبالغرم من قوة هذا العدو الذي حذرنا منه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله " اخوف ما اخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى " الا انه وفي الجانب الاخر جانب الخير طرف يدافع ايمّا دفاع عن تلك النفس البشرية الغالية ، الا وهو الضمير الحي .

ضمير كل انسان فينا يتدخل ليضع حدا لتلك الشهوات والرغبات ، ضمير يستمد قوته من عظمة الخالق سبحانه وتعالى ، فيسعى بهذا القوة الى الابحار بعيدا عن سبل الغي والفسوق في سعي حثيث ليصل بالنفس البشرية الى الصراط المستقيم .

هنا لا بد من وقفة بقفها كلّ منّا مع نفسه ، للبحث عن هذا الضمير الذي قد يكون مفقودا عند كثير منّا بسبب انشغالنا بهذه الدنيا الفانية وزينتها .

لا بدّ من هذه الوقفة ليبدأ كل شخص فينا تربية نفسه على اتباع ضميره الذي ستمد قوته من الخالق جلّ في علاه فيصحح وجهته ويضع على عنقه طوق النجاة الكفيل باخراجه من دوامة تلك الشهوات والرغبات المهلكة .

انت وحدك من يستطيع ان يحيي ضميرا عاف عليهالزمن لتنزلق النفس في وديان الغي ، فتسعى بما انك مخير ولست مسير في كثير من الامور ، تسعى لتعيد لنفسك قارب النجاة المفقود ، وتسلك به الصراط المستقيم ويكون شراع هذا القارب
.
.

"لا شهوة تغريني ، ولا مال ينسيني ديني"

وصلى الله على الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه اجمعين
والحمد لله رب العالمين
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.28 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (3.81%)]