أختي الفاضلة سحر علي
أشكر لك تواجدك وحضورك وحياك الله
(فاقد الشىء لا يعطيه)
لطالما سمعت هذه العبارة وترددت في قبولها!!!
لأننا لو طبقنا ....
هل فاقد الحنان ... لا يمكن ان يعطي الحنان ؟
هل فاقد الامان ....لا يستطيع ان يعطي الامان ؟
هل فاقد الثقة بالنفس ...لا يمكن ان يعطي هذه الثقة لشخص آخر ؟
هل فاقد الرحمة ...لا يمكن ان يرحم غيره ؟
وغيرهم .....
هل من المعقول ان يقبل كل هؤلاء ان يستخدموا سياطا مع غيرهم ،،، جلدوا بها من قبل ؟
حينما يتربى احدهم بين يدي اب قاسي ، الا يمكن ان يعطي العطف الى اولاده ؟؟؟
ستفاجئنا الاستثناءات الكثيرة التي تقول : ان فاقد الشيء يعطيه بقوة وبكثرة !
كم من الاشخاص الذين عانوا من حرقة العوز والحاجة ، وعندما انعم عليهم الله كانوا اكثر الناس بذلا وعطاءا ؟؟؟
كم من فتاة فقدت حنان الام و أصبحت من اكثر الامهات رعاية وحنانا لأبنائها ؟؟
كم من الاشخاص عانوا حياة التشرد ومنحوا كل الطمأنينة والامن لأبنائهم ؟؟؟
ان هناك حقيقة ، هي ان ...
معظم فاقدي الاشياء يسعون الى تعويضها وتعويض غيرهم بها .
ومعظم من يفقدون الاشياء يعانون من الم لا يمكنهم تحميله لغيرهم .
ولا يمنع هذا العكس .. وانه فعلا احيانا ، فاقد الشيء لا يعطيه أبدا ،، !
ربما تلعب الضغوطات والمعاناة حسب حجمها دورا كبيرا في فقدان الانسان توازنه بحيث يصبح فاقد الشيء لا يعطيه حقا، ويصبح الالم الذي اعتصره سوطا حوّله الى جلاد !!
ولا يمنعنا ايضا هذا من النظر الى هذه المقولة من ناحية اخرى :
فالشخص المفتقد الى المصداقية ..لا يعطي في اغلب الاحوال الا زيفا
والشخص المفتقد الى الامانة ..لا يمكن ان يعطي الا غشا وتزويرا
والشخص المنافق ..لا يمكن ان يعطي الا تملقا !
بنظري ، هذه مسألة فردية ، تختلف باختلاف انواع البشر ، ولا يمكن تطبيقها بشكل تعميمي والا فإننا نجرد معظم البشر الذين يفتقدون الى اشياء كثيرة من معظم الاحاسيس !!!
ولكن القاعدة المتوازنة .....
ان الانسان السوي يستفيد من تجاربه وما احتوتها من آلام ،ويحاول ان يطوّر حياته للاحسن
ولا يسعني الا ان اذكر اجمل مثال على هذا الموضوع من خلال ابيات شعر قرأتها واعجبتني ...
وقف الزمان مع الأصم تأملا...
متسائلا كيف السبيل إلى الحوار ؟
قال الأصم: ألا ترى يا صاحبي ...
أنّ العيون اشارتى فيما يثار؟
نظري حوار والأصابع حرفتي ....
والوجه يعلن والشفاه لها قرار
لا شيء يعجزنا وإنا بينكم .......
كالنحل يعمل بالإرادة في انبهار
مدو الايادى نحونا بمحبة ...
لا تهملوا لغة التواصل والحوار
أن التواصل بيننا أنشودة ...
تحيى بداخلنا حرارة الانتصار