عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-07-2008, 09:29 AM
نور نور غير متصل
ادارية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,572
الدولة : Lebanon
Angry مواقف في الذاكرة صعبٌ أن تنسَ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كثيرة هي المواقف التي تمر معنا أو نسمع عنها أو يمر بها غيرنا
نتأثر بها كثيراً و تبقى في ذاكرتنا لفترة من الوقت

و نتعايش في هذه المواقف أكانت شخصية أم لأناس عزيزون علينا أم لأناس قد لا نعرفهم و لكن عرفنا قصتهم

من هذه القصص ، قصة أنا عن نفسي تأثرت بها كثيراً و لا تفارقني يومياً منذ حصلت

وفاة أمٌ شابة في حضن طفلها الذي لم يتجاوز العشر سنوات بقليل

منذ فترة قليلة ، توفيت أبنة خالي ( خال والدتي ) و هي إمرأة صغيرة في بداية الثلاثينات ، و هي شابة رائعة لمن يراها من بعيد ، و لكن .. هذه الأم كانت تعاني من فشل كلوي في كليتيها و عندها غسيل كلى بشكل متواصل

و منذ سنوات قليلة إشتدت معها الحالة و أصبحت خطرة إن لم يتبرع أحداً لها بكلية ، فقامت أختها الكبرى بالتبرع بكلية منها لأختها الصغيرة و الحمدلله نجحت العملية و عادت الأم المريضة لفترة تمارس حياتها الطبيعية نوعاً ما

و الحمدلله بعد العملية أكرمها الله عز و جل بطفلة صغيرة رائعة ما شاءالله
و الأخت التي تبرعت بكليتها لم تنجب بعد التبرع ( سبحان الله )

المهم ، عادت الحالة للأم المريضة ، و عادت لغسل الكلى من جديد

و منذ أيام ، و بعد أن أنهت تحضير الطعام لعائلتها ، طلبت من خادمتها أن تحضر لها صحن لتأكل مما طبخت لعائلتها...

و ما أن بدأت بالأكل حتى جاءتها نوبة عنيفة ، و كان طفلها بجانبها ، فطلبت منه أن يكون جانبها فسارع الطفل إلى الإتصال بوالده ، و طلب منه والده أن يبقَ يحدثه على الهاتف حتى يصل و هو في طريقه

فإحتضن الطفل أمه ، و تنفست أنفاسها الأخيرة و هي بين ذراعي أبنها

رحمك الله عز و جل و أسكنك فسيح جنانه
و نسأل الله الصبر لعائلتها و أهلها وخاصة والدتها الكريمة

الموضوع هنا الذي أثر بي كثيراً ، وفاة الأم و هي بحضن طفلها
موقف مؤثؤ جداً ، طبعاً سيترك أثره على الطفل لسنوات طويلة و قد يلازمه دوماً

الموقف الآخر من الموضوع ، عندما جلسنا إلى والدة الأم ، و هي تبكي إبنتها و هي الأصغر بين أولادها ، كان الموقف أيضا أكثر تأثيراً

و هي تقول ذهبت صغيرتي الجميلة ، و بقيت أنا ... تبكيها بحرقة قلب الأم ...
تنتظر رؤية أطفالها لتشمهم و تشعر بإبنتها ...
هذا هو قضاء الله و قدره
أصغر أبنائها توفوا و الأم ترثيها

و هذا هو قضاء الله و قدره
أن يتوفاها الله و تلفظ أنفاسها الأخيرة و هي في حضن صغيرها

موقف مؤثر لمن رآه أو يتعايشاه
هو موقف من المواقف الصعبة التي قد لن ننساها بسهولة

و كثيرا ما تمر معنا مواقف لا ننساها

ربما تكون هذه الصفحة لمواقف مؤثرة تبقى في الذاكرة

رحم الله جميع أموات المسلمين و رحمنا أحياءَ و أمواتاَ

و الحمدلله رب العاالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد خاتم المرسلين

و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله
__________________




و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ
ضاقت .. فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت .. و كنت أظنها لا تُفرجُ






.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.82%)]