عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-08-2008, 02:40 AM
الصورة الرمزية عمي جلال
عمي جلال عمي جلال غير متصل
مشرف الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: عابر سبيل
الجنس :
المشاركات: 8,753
043 ميت اشترى دارا من ميت



*****************


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
***********************************************


جاء رجل إلى الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه و قال له يا إمام لقد اشتريت دارا و أريد أن تكتب لى عقد الشراء بيديك ،نظر الإمام على وجه الرجل فوجد الدنيا قد حجبته عن نور الله وقد تربعت على سويداء قلبه ، فجعلت بينه وبين نور الله حجابا مستورا و أراد الإمام أن يلقنه درسا يذكره فيه بالله فأمسك الإمام بالقلم و كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين

أما بعد:
فقد أشترى ميت من ميت دارا فى بلد المذنبين و سكة الغافلين لها أربعة حدود الأول ينتهى إلى الموت و الحد الثانى ينتهى إلى القبر
و الحد الثالث ينتهى إلى الاخرة و الحد الرابع إما إلى الجنة و إما إلى النار وعندما قرأ الرجل عقد شراء البيت الذى كتبه الامام ،بكى وقال له يا أمير المؤمنين : جئتك لتكتب لى عقد شراء بيت فكتبت لى عقد شراء مقبرة ،أشهد الله وأشهدك أنني تصدقت بداري لله عز وجل.

فقال له الامام

النفس تبكى على الدنيا و قد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها

********

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التى كان قبل الموت يبنيها

********

فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها

********

أين الملوك التى كانت مسلطنة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

********

أمولنا لذوى الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها

********

كم من مدائن فى الافاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموت أهليها

********

إن المكارم أخلاق مطهرة الدين أولها والعقل ثانيها

********

و العلم ثالثها و الحلم رابعها و الجود خامسها و الفضل سادسها

********

و البر سابعها و الشكر ثامنها و الصبر تاسعها و اللين باقيها

********

لا تركنن إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها

********


إعمل لدار غد رضوان خازنها و الجار أحمد و الرحمن ناشيها

********

قصورها ذهب والمسك طينتها و الزعفران حشيش نابت فيها.



لاتنسوني من دعائكم يرحمكم الله
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ:
الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى،
وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ،
وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ،
وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》
زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.80%)]