عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 05-09-2008, 01:59 AM
الصورة الرمزية فكرى دياب
فكرى دياب فكرى دياب غير متصل
مراقب قسم الصدفية والامراض الجلدية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 4,407
الدولة : Egypt
افتراضي

الدم ... وفرق الإنقاذ :
وحيث أن لكل إنسان ( محيطه الذاتي) اضطر إلى الاهتمام بتنظيم فرقة خدمات طوارئ للإنقاذ من الحوادث في حالة حدوث (تلف) في شواطئه.فإذا حدث وأصيبت السفن بثقب فإن طاقمها يجتهد في سد الفجوة المتكونة بأية مواد موجودة . فالدم يحتوى على كميات كبيرة من رقع تسمى " الصفائح الدموية " " Thrombocytes " وهى عبارة عن خلايا خاصة ذات شكل مغزلى متناهية في الصغر 2-4 ميكرون فقط . لذلك فإن سد أي ثغرة كبيرة نسبياً بمثل هذه السدادة الصغيرة يكون مستحيلاً إذا لم يكن ( للثرمبوسيتس Thrombocytes) القدرة على الالتحام ببعضها تحت تأثير إنزيم يسمى (الثرمبوكينيز Thrombokinase) . وتحتوى الأنسجة المحيطة بالأوعية الدموية والجلد والأعضاء الأخرى على كميات كثيرة منها خاصة في الأماكن التى تتعرض للجروح .

وعند حدوث أقل جرح بالأنسجة يفرز أنزيم ( الثرمبوكينيز ) للخارج ويلامس الدم فتبدأ ( الثرمبوسيتس ) في الالتحام مباشرة مكونة خثرة (Thrombus) يحمل إليها الدم مواد بناء جديدة باستمرار . ويحتوى الملليمتر المكعب من الدم على 150-400 ألف صفيحة دموية . وأمام هذه الصفائح مهمة واحدة وهى الالتحام وقت الخطر .

ومن الواضح تماما أهمية وجود ( فرقة للطوارئ) بالدم مجهزة جيداً لإحداث التجلط ولكنها تهدد الجسم بخطر رهيب .

ماذا يحدث لو أن هذه الفرقة بدأت لسبب ما للعمل في الوقت غير المناسب ؟ مثل هذه الأفعال العشوائية تؤدى إلى وقوع حوادث خطيرة ، فقد يتجلط الدم داخل الأوعية الدموية ويسدها

لذلك فإن الدم به ( فرقة إنقاذ أخرى ) - جهاز مضاد للتجلط - وهذا الجهاز يحافظ على أن لا يكون بالدم ( ثرومبين ) Thrombin .

وهو عبارة عن الأنزيم الذي يتفاعل مع مادة ( الفيبر ينوجين Fibrinogen ) ويؤدى إلى ترسب ( الفيبرين Fibrin) . فبمجرد أن يظهر (الثرومبين Thrombin ) يقوم الجهاز المضاد للتجلط بإبطال نشاطه فوراً وتعمل ( فرقة الإنقاذ الثانية ) بنشاط كبير تحت تأثير المخ ولا تعمل بدون أوامره ... أما الأولى فتعمل تلقائياً ... سبحان الله .

فرقة الإصلاح الشامل :
علاوة على فرق الإنقاذ التى ذكرت أعلاها ، يحتوى الدم على فرقة أخرى ( للإصلاح الشامل ) . فعندما يحدث تلف بالدورة الدموية فليس مهماً تكوين سريع للجلطة فحسب ، بل من الضرورى أيضاً استبعادها في الوقت المناسب . وطالما أن الوعاء الدموى مسدود بالجلطة فهى تمنع التئام الجرح ... وتذيب فرقة الإصلاح هذه الجلطة تدريجياً وتمتصها أثناء قيامها بتجديد الأنسجة المقطوعة .

q وهكذا رأيت معي - عزيزي القارئ - كيف أن هذه الفرق العديدة تقوم بخدمات الحراسة والتحكم والإنقاذ لدولة ( محيطنا الداخلى ) - الدم - من جميع ما هو متوقع وتحقق ضماناً لحركة أمواجه وعدم تغير تركيبه والإبقاء عليه ثابتاً .

وكما تتنوع الأسلحة في الحروب كذلك تتنوع خطوط الدفاع .

فإذا وخزتك إبرة فإن الأعصاب تحمل الألم إلى مركز الرئاسة في المخ فيحدد نوع الاعتداء ويحدد السلاح الذي يدافع به فيصدر الأوامر للعضو بالابتعاد أو الصبر إن كانت حقنة من الطبيب، وقد تدخل الشوكة في إصبعك فتؤلمك فتصدر الإشارة إلى كرات الدم البيضاء وهى المخصصة للدفاع في مثل تلك الحالة فتتزاحم حول الشوكة مكونة الاحتقان فينتفخ الجزء الذي حولها ويمتلئ بالصديد ... وما الصديد إلا خلايا بيضاء تساقطت صرعى في المعركة وبعد فترة يزول الألم ويهبط الانتفاخ وتبرز الشوكة خارجة من الجسم ... حاصرتها الكرات البيضاء فأوقفتها عند حدها ثم رفضها الجسم فلفظها .

[ أما إذا غزت الميكروبات الجسم فتزداد حرارة الجسم من أثر الحرب القائمة بين وسائل الدفاع وبين الجسم الغازي وتشتد الحرارة كلما حمى وطيس المعركة وذلك من أثر السموم المتخلفة من القتلى من الجانبين ، فإذا غلبت كرات الدم البيضاء انتهت المعركة وأبلى المريض بلاءً حسناً وشفي . أما إذا غلبت الميكروبات وانهزمت الكرات البيضاء استلزم الأمر الاستعانة بمساعدات خارجة عن الجسم.
[ يحس الجسم بالحر فيصدر الأمر إلى مسام الجلد أن تتفتح لإخراج المختزن في الجسم من الحرارة ويصدر الأمر إلى غدد العرق أن تفرز العرق فوق الجلد فيرطبه فتخف الحرارة .
[ وإذا أحس الجسم بالبرودة فتصدر الأوامر إلى المسام أن تنغلق حتى لا تتسرب الحرارة المختزنة فيحتفظ بالحرارة داخله .
[ وإذا أرهق الجسم لأي سبب وفقد طاقته فتصدر الأوامر إلى جميع الأجهزة بأن تبطئ من حركتها حتى توفر الطاقة لحفظ الحياة فيكون الإغماء حيث تبطؤ الحركة فتشبه الحياة بالموت .

هذه الأجهزة تعمل بتناسق تام لهدف واحد هو الحفاظ على سلامة الجسم التى إن دلت على شيء فإنما تدل على قدرة فائقة تفوق قدرات البشر وذات غاية وقصد . فتقوم مستغنية بإرادتك وتعمل بغير توجيهك بل بدون علمك ، تحمل عنك عبء إداراتها لتتفرع لما خلقت من أجله .

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ([7])
صدق الله العظيم خلقنا في أحسن صورة وصورنا في أجمل هيئة نمشى بقوام معتدل وجسم مكتمل يتحرك في ديناميكية يسبح فيها الخيال ويحار فيها العقل .

فإذا نظرنا إلى الإنسان من ناحية أبعاده أو شكله أو تركيبه الداخلى أو تركيب أعضائه الداخلية نجده حقاً كما قال المبدع الخالق في
أحسن تقويم .

ولننظر سوياً إلى تركيبنا الداخلى ... ماذا نجد ؟

نجد أن القلب والرئتين داخل قفص عظمى يتكون من العمود الفقرى وضلوع الصدر . في حين نجد الأعضاء الرقيقة كالمخ والنخاع تحتويها صناديق عظمية مبطنة بأغشية ومواد سائلة لزجة .

وإذا دققنا النظر نجد أن الأعضاء الزوجية تقع على بعد متساو تماماً سواء أكانت هذه الأعضاء ظاهرة أم باطنة ومن منتصف الجسم .

فالكليتان والمبيضان والخصيتان من الداخل والحاجبان وفتحتا العينين والأنف والأذنين والثديين والرجلين واليدين كل واحدة منها على بعد متساو من منتصف الجسم .

فإذا مر خط وهمي رأسي من منتصف الرأس ليقسم الإنسان إلى قسمين نرى أن كل عين على مسافة متساوية من هذا الخط مع العين الأخرى وكذلك الأنف والأذن وغير ذلك .

أما الأعضاء الفردية فنرى أن الفم مثلاً يقع في منتصف هذا الخط ... وفي التركيب الداخلي نجد أن القلب في ناحية يقابله في الأخرى الكبد والطحال .

وإذا ما نظرنا إلى وضع أعضاء الجسم نرى أن هذا الوضع يحقق أحسن تقويم للإنسان فالأذنان بوضعهما يسمع الإنسان بهما أي صوت سواء أكان الصوت من اليمين أو اليسار ... ولو كانت فتحتا الأنف كالأذنين مثلاً ... لما استطاع الإنسان أن يشم أي رائحة إذ تختلط رائحة من الشمال مع أخرى من اليمين فلا يمكن الحكم عليها ... وكذلك لا يكون الشم بنفس الدقة إذا ما قورنت بوضع الأنف الطبيعى .
ترى لو كانت العين مثلاً في أسفل الجسم ... فهل يمكن أن يرى الإنسان ما قد يصيب رأسه ؟ وهل كانت العيون ستسلم من الأذى وقد اقتربت من الأرض حيث التراب والأوساخ ؟ . ولو كانت العينان في فتحة واحدة فكيف يكون الضرر إذا ما أصاب العين عطب ؟

إن الإنسان يستطيع أن يعمل إذا ما أصيبت عينه فلديه أخرى وكذلك بالنسبة لليد والقدم الخ .

كذلك فمن حسن تقويم الإنسان أن لعينه جفناً يحميها من الأذى ... وكذلك للجفن شعر يعكس الشمس عنها ... وللعين ماء تفرزه غدد يجعلها لا تجف ويحميها من الإصابة بالأمراض المختلفة وذلك لأن الله تعالى أودع في هذا الماء مواد كيميائية تحمى العين من غزو الميكروبات لها. وفي الأنف شعيرات تحجز الأتربة وتدفئ الهواء .
,, يتبع ,,
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.81 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]