خواطر رمضانية....7
آذنت الشمس للمغيب....
حان الآن أذان المغرب.....
اللـــــــــــــــــه أكبر....الله أكبر...
هرع الجميع نحو غرفة الطعام....
التفت العائلة حول المائدة العامرة بأصناف وأصناف من الطعام الشهي...
العصائر.....المقبلات...اللحوم .....الخضار......الحلويات..... وغيرها....
الجميع يأكلون باستمتاع ونهم،ينتقلون من صنف إلى صنف،ويتذوقون من هذا وذاك،فلا يتوقفون إلا وقد أتخمت البطون ونسوا حتى أن يدعوا ثلثاً لنَفَسهم!!!
وعلى الطرف الآخر من المدينة.....
وفي بيت آخر من بيوت المسلمين....
جلست عائلة أخرى على بساط رث على الأرض....
تجمعوا حول صحن من الفول ،وصحن آخر من الحمص،وفي يد كل واحد منهم نصف رغيف أعطته إياه الأم ولن يقدر أن يحصل على غيره فقد قسمت الخبز بينهم بالعدل ولم يعد هناك المزيد!!!
صورتان واقعيتان...تتكرران في الكثير من البيوت في كل يوم من أيام رمضان الكريم!!
الأغنياء المترفون يأكلون مايزيد عن حاجتهم بأضعاف مضاعفة بينما لايجد الكثير من الفقراء مايشبع جوعهم بعد نهار صوم طويل...
قد يقول قائل: إن الله قد قسم الأرزاق بين العباد ...وهذا كلام لا خلاف عليه ولكن الله تعالى أمر الغني بأن يحتوي الفقير ،بأن يعطيه من مال الله الذي أعطاه فهذا حقه عليه .....
أخي الكريم
هل فكرت يوماًفي الخروج إلى أحد الأحياء الفقيرة قبل إذان المغرب وقد حمّلت سيارتك
بأصناف الطعام الشهي الساخن ،والفاكهة اللذيذة والعصائر المنعشة،لتوزعها على البيوت والأسر المعدمة؟؟؟؟!!!
هل تخيلت الكم الهائل من السرور والبهجة الذي ستدخله إلى قلوب العشرات من المساكين وقد فوجئوا بأصناف مما لذ وطاب تدخل عليهم قبيل الإفطار بينما كانوا ينتظرون تناول الخبز الجاف؟؟؟!!!
هل تخيلت الدعوات التي ستلهج بها ألسنتهم لك ولأولادك؟؟؟؟
إنها والله لذة مابعدها لذة،فليحاول من لم يتذوقها بعد أن يفعل!!
ولاتنسوا إخوتي ما أعده الله تعالى من أجر عظيم لمن فطّر صائماً ...
واذكروا دوماً حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (من فطّر صائماً،كان له مثل أجره،غير أنه لاينقص من أجر الصائم شيء)
أتمنى أن تجعلوا لي من دعائكم نصيباً
ياسمينة دمشق
|