عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 27-10-2008, 08:34 PM
الصورة الرمزية أبو سلمان عبد الغني
أبو سلمان عبد الغني أبو سلمان عبد الغني غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة : Algeria
افتراضي

الحمد لله الذي كتب الهداية والتوفيق للراشدين
وكتب الضلال على المبعدين الضالين
وصلاة ربي وسلامه على من فضله الله على العالمين
وجعله تعالى سيد ولد أدم أجمعين
نبينا وحبيبنا ومعلمنا وقرة أعيننا المصطفى الأمين
وعلى الأل والصحابة والتابعين
ومن سار على نهجهم واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ثم أما بعد
حياة بلا عنوان

حياة ليست بحياة هذه التي فقدت من غاية وأهداف وعنوان
تفتقر إلى السعادة في الدنيا وفي الأخرة هذه الحياة
تفتقر إلى السعادة الحقيقية التي عاشها يونس عليه السلام في بطن الحوت
تفتقر إلى السعادة الحقيقية التي أدركها أيوب عليه السلام مع ما عاناه من ابتلاء وكروب
تفتقر إلى السعادة الحقيقية التي فقهها وحصلها سائر الأنبياء والصالحين
واعلموا أن هذه الحياة التي افتقرت إلى العنوان
معناها أوسع مما تتخيلون
فقد يغيب العنوان حقيقة وقد يغيب حكما
فأما غيابه حقيقة فمعلوم
ومثاله ذاك الذي يعيش عيشا لم يجعل فيه أهدافا مطلقا
أما غيابه حكما فهو الذي خفي والتبس على الكثير
ومعناه ذلك الجهل المركب الذي عمل به المسكين
الذي ظن أن العنوان ينحصر في كل ما يحقق حسن عيش الدنيا ونسي الأهم وهو يوم الدين
فأي حياة يحياها المرء وهو لا يدرك حق الإدراك ما سبب خلقه وما هو مأله وعاقبته
لذلك وجب علينا إخوتي أخواتي أن نضع النقاط على الحروف
وأن نصحح مفاهيم خفي إدراكها على حقيقتها على كثير من المتعلمين والمثقفين ناهيك عن الجهال و المغرورين
ألا وهي ما هو عنوان حياتنا ومعاشنا ومعاذنا
اعلموا وفقني الله وإياكم أن عنوان كل مسلم و مسلمة في هذه الدنيا هو تمكين دين الله في أرضه
معنى ذلك هو
أن يوحد الله في أرضه وأن يعبد وحده فلا يعبد معه سواه
وأن يفرد تعالى بكل ما يستحقه وأن لا يكون إلى ما يرضى جل وعلا
ولا يحصل كل ذلك إلا بالفهم الصحيح والادراك السليم لحقيقة الدنيا وحقيقة الأخرة
فالدنيا وسيلة للأخرة
والأخرة نتيجة للغاية التي وضعها كل فرد في الدنيا
فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها
لذلك فليكن لكل واحد منا عنوان أو عناوين تصب كلها في بحر واحد هو الذي ينتج لنا العيش الحسن في الدنيا ويحقق لنا حسن عيش الأخرة
فنكون بذلك قد حققنا حياة يقودها ويسيرها نور وضياء ينبثق من غاية شريفة وعنوان
لا أن نحيا حياة فاشلة مريرة في الدنيا وبعد العرض على الرحمن
سببها هو كونها كانت حياة بلا عنوان
أعاذنا الله من ذلك وعافانا منه
هذا وصلو ا وسلموا على من أرسله تعالى إلى الناس كافة من أجل تبيان مثل هذه الأمور
وجعله شفيعنا يوم العرض والنشور.

كتبه
أبو سلمان الجزائري
يوم 27 شوال1429

التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 29-10-2008 الساعة 08:09 AM. سبب آخر: تصحيح حرف (بناء على طلب صاحب المقال )
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.91%)]