اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة*
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته شيخنا الوقور أبا البراء
و أنا أقلب اليوم الكتاب الرائع للدكتور خالد أبو شادي " أول مرة أصلي " مررت بكلام جميل عن الخشوع و ضرورة تحقيقه في الصلاة و في سائر الأوقات
و أخذت أتساءل كيف لي و لكل إخواني الأكارم تحقيق هذا الخشوع القلبي الذي يليه قنوت للجوارح للبارئ عز وجل ...؟
أرجو من فضيلتكم نصحنا بطرق عملية نستنير بها لتحقيق المراد المنشود ؟
بارك الله فيكم و جزاكم عنا و عن الإسلام الجزاء الحسن 
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الكريم / أسامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم رحمنى الله وإياك أن
الله عز وجل قال : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)} . سورة الحديد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى :
و " الخشوع " يتضمن معنيين : ( أحدهما ) : التواضع والذل . ( والثاني ) : السكون والطمأنينة وذلك مستلزم للين القلب المنافي للقسوة ؛ فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضا ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا وهذا : التواضع والسكون . وعن ابن عباس في قوله : { الذين هم في صلاتهم خاشعون } . قال : مخبتون أذلاء . وعن الحسن وقتادة : خائفون . وعن مقاتل : متواضعون . وعن ع لي : الخشوع في القلب وأن تلين للمرء المسلم كنفك ولا تلتفت يمينا ولا شمالا : وقال مجاهد : غض البصر وخفض الجناح وكان الرجل من العلماء إذا قام إلى الصلاة يهاب الرحمن أن يشذ بصره أو أن يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا . وعن عمرو بن دينار : ليس الخشوع الركوع والسجود ؛ ولكنه السكون وحب حسن الهيئة في الصلاة . انتهى .
فاعلم رحمنى الله وإياك أن
الخشوع: الانقياد للحق .
قال حذيفة : أول ما تفقدون من دينكم الخشوع .
وسئل بعض الصالحين عن الخشوع ؟ فقال : الخشوع : قيام القلب بين يدي الحق، سبحانه .
وقال : من علامات الخشوع للعبد : أنه إذا أغضب أو خولف ، أو رد عليه أن يستقبل ذلك بالقبول .
وقال الترمذي : الخاشع من خمدت نيران شهوته، وسكن دخان صدره ، وأشرق نور التعظيم في قلبه ، فماتت شهوته ، وحيي قلبه ، فخشعت جوارحه .
وقال الحسن البصري : الخشوع الخوف الدائم اللازم للقلب .
وقال الجنيد : الخشوع تذلل القلوب لعلام الغيوب.
واتفق العلماء على أن الخشوع محله القلب.
وقيل إن أحد الصالحين رأى رجلاً منقبض الظاهر ، منكسر الشاهد ، قد زوى منكبيه ، فقال له : يا فلان ، الخشوع هاهنا ، وأشار إلى صدره ، لا هاهنا وأشار إلى منكبيه .
وقيل : شرط الخشوع في الصلاة أن لا يعرف من على يمينه ومن على شماله.
وقال الفضيل بن عياض : كان يكره أن يرى على الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه.
وكان بعض السلف يقولون : استعيذوا بالله من خشوع النفاق . قيل : وما هو؟ قال : أن تبكي العين والقلب قاس فلأن يعطي الإنسان رقة القلب في جمود عين خير من أن يعطي دموع عين في قسوة قلب ، ورقة القلب عند أهل القلوب هو خشوعه وخوفه وذلّه وانكساره وإخباته لله ، فمن أعطاه هذا في قلبه لم يضرّه ما منعه من بكاء عينه فإن رجح له بفيض العين فهو فضل ، ومن أعطاه بكاء العين وحرمه خشوع القلب وذلّه وخضوعه وإخباته فهو مكر به .
هذا هو معنى الخشوع أخى الحبيب أفهمنى الله وإياك ونفعنا بالمراد
وبارك الله فيك