عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-12-2008, 03:03 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات

عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا" قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ: "أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا". أخرجه ابن ماجه (2/1418 ، رقم 4245) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (3/178).
الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه عن ثوبان رضي الله عنه والمراد ‏بهؤلاء: من يبتعد عن المعصية ويتظاهر بالصلاح مراعاة للناس، وأمام أعينهم، وبمجرد ‏أن يخلو بنفسه ويغيب عن أعين الناس سرعان ما ينتهك حرمات الله، فهذا قد جعل ‏الله سبحانه أهون الناظرين إليه، فلم يراقب ربه، ولم يخش خالقه، كما راقب الناس ‏وخشيهم، فهؤلاء كانوا يعملون أعمالاً كانوا يرونها في الدنيا حسنات ، بدت لهم يوم القيامة سيئات ، قال الإمام علي رضي الله عنه : من علامات المرائي يكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد عمله إذا أثني عليه ، وينقص عمله إذا ذم به ، المرائي يريد أن يغلب قدر الله فيه، هو رجل سوء ، يريد أن يقول الناس : هو صالح فكيف يقولون ، وقد حلّ من ربه محل الإزدراء ؟
وقال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا )
والله عز وجل لا تخفى عليه خافية ، علم ما كان ، وعلم ما يكون ، وعلم ما سيكون ، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، يقول قتادة : " إذا راءى العبد يقول الله : انظروا إلى عبدي كيف يستهزئ بي .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " الرياء يفسد العمل ".
وقال أيضا رحمه الله (اجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات ) إن هذا التناقض بين عمل الظاهر والباطن ، بين العلانية والسريرة ، بين الجلوة والخلوة ، دليل على ضعف الإيمان ، وضعف المراقبة لله سبحانه فالله جل جلاله مطلع علينا {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } العلق14
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبنّ الله يغفل ساعةً ولا أن ما نخفيه عنه يغيبُ
أما من يجاهد لترك المعاصي، ولكن قد يضعف أحياناً من غير مداومة على ‏مواقعة المحرمات، ولا إصرار عليها، فيرجى ألا يكون داخلاً في ذلك.‏
فتقوى الله في الغيب، وخشيته في السر، دليل كمال الإيمان، وسبب حصول الغفران، ودخول الجنان
والله تعالى أعلى وأعلم
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.48 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.19%)]