[الفراشة المتألقة]

انه ومن أقل القليل أن يقوم كل منا بفعل ذلك

ومن تجربتي الشخصية .. لمعرفتي بعدد ليس بالقليل من الأخوات هناك

في أول يوم من بداية القصف الهمجي ، بعد أن شعرت أن القصف قد هدأ نوعا ما قمت بالاتصال بأخواتٍ لي في هذا البيت والاطمئنان عليهن واحدة تلو الأخرى
ووضعت موضوعا بذلك لمن أراد الاطمئنان عليهن هنـــا

ولا تستطيع حروف الدنيا أن تعبر عن سعادة الأصوات التي كنت أسمعها رغم الانهاك والتعب والحزن الذي يطغى عليها

ولكن

وكطبيعة الحال ..

إن مرض إحدانا ووجد أن هناك شخص قد اتصل وسأل عنه فإن ذلك يزيد من معنوياته ، لذلك الاسلام شرع زيارة وعيادة المريض

فما بالكم بمن لا يعرفون ما مصيرهم هل سيبقون للغد أن لا

بل .. ما شعورهم وهم تحت أمطار من نار ودوي القنابل وصراخ الأرامل وعويل اليتامى

ويأتي صوتك الحاني .. كالبلسم الشافي ..
يقوي العزائم ، و يرفع الهمم ، ويذكرهم بأن الشهداء قد طاروا الى جنان الخلد فرحين مستبشرين بلقاء ربهم ، وأن الله قد أحبهم لذلك اختارهم كي يرتاحوا من عناء الدنيا وعناء أهلها

لن يكلف ذلك أكثر من دقيقتين .. رغم أني عند اتصالي في كل مكالمة لا تزيد عن دقيقة و بضع ثواني

لأنهم هم سيحاولون انهاء الاتصال .. أتعلمون لما ؟ .. لأنك تتصل بهم دولي ولا يريدون الخسارة لك

والله الذي لا اله غيره .. في كل اتصالاتي كنت أتحدث وكل منهن تقول لي : بارك الله فيك يا غالية وما أطول عليكِ عشان ما أخسرك مكالمة دولية

كم من مكالمات تحدثنا فيها دون أن نعير الساعة أي اهتمام !!
كم من اتصالات أجريناها لأجل اللهو والمزح وشغل وقت الفراغ بالحديث التافه !!

أنبخل على أنفسنا بدقيقة وبضع ثواني هي لأجل الرحمن جل في علاه !!
أنبخل على أنفسنا بأجر ادخال السعادة على قلب محروم !!

من كان تفكيره هكذا فهو بالفعل تفكير قاصر

يبقى السؤال والاتصال هو مجرد حبل نمده بيننا وبين اخواننا في غزة

ولكن الدعاء هو جسر التواصل المتين الذي لا يستطيع أن يكسره أحد ولكن ليكن من القلب نابع

أتهزأ بالدعاء وتزدريه ... ولا تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن .. لها امد وللأمد انقضاء



بارك الله في عقلك النير قطرتي .. وجعل موضوعك في ميزان عملك

دمتم بحفظ الله ...