[أبو عقبة]

جميعنا يعرف سورة البروج التي تتحدث عن أصحاب الأخدود وهم جماعة من المؤمنين الصادقين الذين حكم عليهم طغاة
ذاك الزمن ومشركوها بالموت حرقا في أخدود عظيم ، وأضرموا فيه النار لإحراقهم


( قتل أصحاب الأخدود . النار ذات الوقود .إذ هم عليها قعود . وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود . وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد . الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ..)


فما كان ذنبهم يا ترى ؟؟؟؟

لقد كان ذنبهم الوحيد أنهم كانوا أصحاب عقيدة

وأنهم لم يقبلوا المساومة على عقيدتهم بل ثبتوا على التوحيد ، وعلى الحق ..
( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحكيم )
فلما عجزت قوى الظلام والشرك وو.. عن ثني عزائمهم وكسر صمودهم

وضعتهم أمام خيار في غاية القسوة ..إما ترك عقيدتهم والتخلي عن قضيتهم ، وإما الموت حرقا ..وكانت الجماعة المؤمنة محاصرة من كل جانب والأسلحة موجهة إليهم متربصة بهم ..وكان العالم من حولهم جلوسا يشاهدون المأساة وكأنه حفل أو عرس ...

بل كانوا جلوسا يتشفون بإحراق المؤمنين فيها ..

( وقد أخرج مسلم بسنده : أن ملكا ظالما كافرا أسلم أهل بلده ، فأمر بالأخدود فشق في أفواه السكك ، وأضرم فيها النيران ، ثم أمر زبانيته وجنوده بأن يأتوا بكل مؤمن ومؤمنة ويعرضوه على النار ،فمن لم يرجع عن دينه فليلقوه فيها ففعلوا ، حتى جاءت إمرأة ومعها صبي لها ، فتقاعست أن تقع فيها ، فقال لها الغلام : يا أماه اصبري فإنك على الحق ... )

بالله عليكم يا أحبتي ألا ترون أن ما يحدث لأهلنا في غزة هو نفس ما حدث لأصحاب الأخدود ؟؟؟


محاصرون برا وبحرا وجوا ..والنيران تتساقط عليهم من كل جانب

والمجرمون ينتظرون ..أن ترفع غزة العلم الأبيض وأن تستسلم وأن تتنازل عن عزتها وشرفها ...

والخونة من الأعراب الذين مردوا على النفاق يتآمرون ويتواطؤون عليهم ..بل ويتظاهرون بالتعاون والسعي لحل الأزمة وقد عجزوا حتى عن عقد قمة فاشلة كالعادة ..

والعالم الغربي الذي يتشدق باحترام حقوق الإنسان والديمقراطية ووو..لا يكتفي بالمشاهدة السلبية بل يغطي مجازر بني صهيون ويعطيها الشرعية ..
لكن غزة قالت لهؤلاء المجرمين لا لا لا وألف لن أركع ولن أتنازل ولن أستسلم ..غزة صامدة ثابتة على الحق صابرة على الأذى والعذاب والتقتيل ما دام في سبيل الله
اللهم انصرهم على من عاداهم

غزة تقول لأهلها لا تحزنوا إن الله تعالى معكم ولن يخذلكم ولن يسلمكم .. بل سينصركم نصرا عزيزا ( وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله )
لقد كشفت غزة كثيرا من الحقائق عن معسكر الشر وأذياله ..

مهما حاولتم التجمل يا أعداء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلن نصدقكم ، لقد فضحتكم غزة وكشفتكم ..عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ...