فاذا كان الهدف يحتل هذه الأهمية الكبيرة
فلماذا لا يقوم الناس بتحديد
أهدافهم فى الحياة ؟
لماذا نخشى دائما من الجلوس أمام
ورقة بيضاء لنرسم عليها خططنا وأهدافنا ؟
لماذا نخشى ذلك الضوء الذى ينير لنا دربنا
فى الحياة ؟
هيا نكمل من أول السطر القادم
ان الله - سبحانه وتعالى -
يؤكد لنا أهمية النظر الى المستقبل واستشاف ملامحه
وتأهيل النفس لخوضه والتعامل معه ويقول ربنا
( ولتنظر نفس ما قدمت لغد )
فلماذا نخشى من النظر الى الغد واعداد العدة لذلك ؟
وأجيب بأن هناك أسباب تجعلنا نحجم عن التخطيط ووضع
الأهداف وهى :
اولا : الخوف :
الخوف والرهبة هما أعدى أعداء المرء .. فما ان يتملك
منه ذلك الشعور البغيض الا ويصاب بحالة من الشلل
فى التفكير والتركيز والانسان قد يخاف من الفشل أو
الغد أو الرفض أو حتى النجاح .
والخوف يكون عادة ناتجا من خبرات سابقة مؤلمة فتعمل
عملها فى تدمير النفس وبث الرسائل السلبية المحيطة .
فالفشل السابق ينمى شعورا بالخوف من فشل مستقبلى
مما يدفع الانسان الى عدم خوض التجربة مرة ثانية
كى يتجنب مشاعر الألم التى شعر بها فى المرة الأولى
يقول زج زجلر فى كتابه ( فوق القمة ) :
الخوف هو بر الأمان الوهمى الذى يبدو وكأنه واقع
والخائف - قارئى الكريم - انسان مسجون فى اطار من
الأوهام والشكوك وعدم الثقة فى الذات
لذا كانت الخطوة الأولى فى سبيل تحقيق أهدافك أن
تحارب خوفك وأن تتسلح بالشجاعة فى مواجهة أخطاء
الماضى وتصحيحها والاستفادة منها بدلا من الوقوع فى
أسرها .
ثانيا : النظرة المشوشوة
للذات :
هناك حكمة تقول بأنه لا يمكن للمرء أن
يؤدى عملا ما باستمرار .. ان لم يتوافق هذا
العمل مع رؤية المرء لذاته
فالرؤية المهزوزة للذات تنعكس على المرء فى كل شؤونه
مما يشعره بأنه غير كفء للنجاح والتميز وأن النجاح قد
خلق للآخرين فقط
لذا نراه سائرا مع القلة الضالة فى الحالة .. لا يدرى شىء
عن أهدافه ولا يستطيع تحديد ما يريد .
ولعل الشىء الجيد فى هذا المقام أن الرؤية المهزوزة
أمر يكتسبه الانسان من تعامله مع البشر وتتكون لديه
من خبرات حياتية سابقة .. لذا فليس من المستحيل
تغييرها شريطة أن يكون لديه العزيمة والاصرار لذلك
والا فسيكون امعة على هامش الحياة
يقبل ويرضى بأى شىء .. يقتنع ويوافق
على أى قرار ولن يرى بد ولا أهمية لتحديد أهداف الحياة
أما ان كنت من الذين يتمتعون بروح تواقة .. تشتاق دائما
الى الجلوس على القمة وتأنف من المراكز المتدنية
فلا بد أن تنسى دائما أن هناك مركز ثان ويجب أن تكون
عينيك ثابتة على المركز الأول .. فكما
يقول كنيدى:
بمجرد أن ترضى بالمرتبة الثانية فلن تصل الى
أقصى من ذلك .
هيا بنا نتابع
ثالثا : التأجيل والتسويف