ِبسم الله الرحمن الرحيم
الى من ليس مستقيم
ولكــــن ! ! !
تبقى هذه الكلمة هي الحـــــائل ...
ماهي الاستقامة ؟
**************
عرفها السلف رحمهم الله فقالوا : هي المحافظه على الطاعات الظاهرات والباطنات في جميع الاماكن والاوقات ، وترك المخالفات الظاهرات والباطنات في جميع الاماكن والاوقات .
بمعنى :ان يستقيم الانسان على شرع الله في كل مكان ، فلا يكون نقيا في مكان وعاصيا في مكان . وفي كل زمان ، فلا يصلح حاله في زمان ويفسد فساداً عظيماً في زمان آخر .
وهي باختصار : المثابرة والماوظبة على التقوى ، والتقوى جزء من الاستقامة ، والاستقامة هي المداومة على التقوى . ويسمى الملتزم بالاستقامة : مستقيم .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
منزلة المستقيمين عند الله :
***********************
لقد نوه الله بفضلهم ومالهم من الاجر العظيم والمكانة الرفيعة عنده سبحانه وتعالى ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
قال عمر بن الخظاب رضي الله عنه ( ثم استقاموا : أي لم يروغة روغان الثعالب ، أي لم يميلوا ولم يحيدوا ) .
فإذا كنت من المستقيمين فلا نحزن على مافات من عمرك ، ولا تخف على مستقبلك ،فالله قد تكفل لك بالحفظ ( ألا تخافوا ولا تحزنوا ) وقدم الخوف لأن الانسان يخاف من المستقبل أكثر من حزنه على الماضي .
فهذه منزلتهم : لا خوف عليهم مما مضى ، ولا خوف مما يأتي ، فهم في بشائر متتالية ، لهم الجنة ، والملائكة تثبتهم ، فهم في حياة سارة دنيا وآخرة .
أدلة الاستقامة من الكتاب والسنة :
*****************************
في القرآن الكريم ورد طلب الاستقامة في أربع سور ، وهي بمجموعها سور مكية ،بل بعضها من أوائل مانزل بمكة ،وهذه اشارة عظيمة ، وهي أن بناء القلوب ينبغي أن يبنى على التقوى من أول يوم .
وكان المراد بهذا : أن القولب التب تخلصت من ظلمات الشرك ، يجب أن تستقيم فوراً وفي الحال، وهذا رد على من يقول نستقيم في وقت لا حق ؟!
قال تعالى في سورة فصلت : ( فاستقيموا اليه واستغفروه)
قال تعالى في سورة هود : (فاستقم كما أمرت)
قال تعالى في سورة الشورى : ( فلذلك فادع واستقم)
قال تعالى في سورة الفاتحة : ( اهدنا الصراط المستقيم)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما من السنة روى أحمد في مسنده : أن رجلاً جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، قل لي في الاسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( قل آمنت بالله ثم استقم)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
أولاً : التعلق بالشهوات :
*********************
وهكذا ، اذا تعلق القلب بأي شئ ، فيكون هذا الشئ شهوة ، ومن تعلق قلبه بغير الله عٌذب به. وقد يعتقد البعض أن المقصود بالشهوات هي الحب والمنكرات فقط ، وهذا خلاف الواقع ، فالشهوات : اسم جامع شامل لكل ما يفتن به الانسان ، فالزوجة شهوة ، والولد شهوة ، ويتفاوت الناس في هذا ؛ بل البعض تكون شهوته في اهتمامه بمظهره وشكله وهندامه ،فتشغله هذه الامور عن الاهم .
فهو يرى الحق أمامه أبلج واضحاً ولكن نفسه قد تعلقت بهذه الشهوة . فهو أسير لها لا يستطيع أن ينتصر على نفسه ، فالتجرد من الشهوات مطلوب لفك أسر قلبه .
ثانياً: الجليس :
************
لقد فكر كثير من الشباب في أن يستقيموا ويعودوا الى الله ، ولكن رفقاءهم لم يتركوهم ، والبعض قد يهجر رفقته ويستقيم ، ولكن ينتكس مرة أخرى .
ويجب ألا يحصر اللفظ في زاوية ضيقه ، فالجليس هنا ليس المقصود فيه جليس السوء فقط ،بل ربما كان جليس خير ولكنه يعيق عن الاستقامة .
كيف ذلك ؟
لو كان هذا الجليس هو أحد اخواتك اللاتي تتوسمين فيهن الخير ، وحصل بينكن الذهاب والمجئ بلا فائدة ، وضاع الوقت بلا حساب ، فغالباً ما تنقص الروحانيه ، ويحصل الكسل بالعباده .
ويجب ان تواجهي نفسك بالحقيقة : فلو أن أختك هذه سرقة مالكِ لغضبت وهجرتها وعنفتها ، فكيف وهي تسرق أثمن ما تملكين ، وقتك وريعان شبابك فيما لا ينفع ؟
ثالثاً : عدم تصور خطورة الأمر :
****************************
وهذا من العوائق التي يقع فيها الكثير من الشباب ،فتجده يقول : الحمدلله الصلاة محافظ عليها ، وأصوم ، وأحفظ من القرآن ، وأحضر الدروس و .........و ........ و ..........
ولكن ينسى أن هذه الامور ليست مضمونة القبول ، وقد كان السلف يعملون الاعمال ويخافون الا تقبل ، وأما الخلف فلا يعملون ويرجون القبول .
إنه ينبغي على الشاب أن يستقيم ويتورع عن المعاصي وعن الصغائر كذلك ، فلا صغيرة مع اصرار ، ولا كبيرة مع استغفار .فهذه المعاصي تتكالب على العبد وقد تؤدي به الى سوء الخاتمة . كما أنه يجب على المسلم أنه اذا عمل سيئة أن يتبعها بحسنة تمحها .
والمتأمل لسير الناس يجد أن هناك من عمل أعمالاً صالحه لسنوات طويلة ثم مات على معصية لأنه كان لا يستقيم على الطاعة ولا يتورع عن المعصية . فيجب على الشاب أن يتيقن أن رضاه بحالته بداية نهايتة .
وقد كان السلف على قدر عملهم واخلاصهم يقول أحدهم ( ما تعبت في شئ كتعبي في تمحيص نيتي ) .
وقد كان احد السلف يقرأ القرآن ، فجاء الى قوله تعالى : ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) فبكى وأخذ يبكي حتى طلع الفجر .
رابعاً : الفهم الخاطئ للوسطية :
**************************
يتفق الجميع على ان الغلو أمر منبوذ ، وأن التفريط كذلك أمر منبوذ ، وأن الوسطية مطلوبة ،وكان أحدهم يستشهد ويقول ( خير الامور الوسط ) .
والامة المحمدية هي أمة وسطية قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) ، بل ان سنة الله في كونه قائمة على الوسطية .
ولكن وهنا مربط الفرس ونقطة الاختلاف ...
ماهي الوسطية وما هو ضابطها ؟
الوسطية : هي بالمفهوم الشرعي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فالذي نهى عن الغلو هو النبي وأول من خوطب بالوسطية وأن هذه الامة وسط ... هو الرسول صلى الله علية وسلم . فلا شك أن المعيار في الوسطية هو حياته عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، فما زاد عنه فهو غلو وما نقص عنه فهو اهمال وتفريط وتكاسل . ويختلف كل بحسبه .
خامساً :القدوة السيئة :
********************
قد يجد الشاب من بعض اخوانه الذين سلكوا طريق الخير بعض الاخطاء والتقصير وبعض الزلات ...
فهنا لا ينبغي للشاب أن يتوسم في أخيه القدوة التامة التي لا يشوبها النقص ، فلا يوجد انسان كامل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهنا يجب على الشاب أن ينمي في نفسه روح الحوار و ألا يستسلم ويتلقى كلام اخوانه كأنه وحي من الله لا خطأ فيه ، بل يجب عليه أن يأخذ من كل اخوانه أفضل صفاتهم ويقتدي بها . أما أن يقتدي الشاب بأحد اخوانه فقط في جميع أموره وكل حياته فهذه تبعية وليست قدوة .
سادساً: ضغط البيئة :
*******************
قد تضغط البيئه على الانسان ، فقد يكون في بيت غير محافظ ، وهناك نوع من الضغط الذي يتعرض له كثير من الشباب ألا وهو السخرية والاستهزاء .
وهنا يجب أن يعلم الشاب أن هذه سنة الله في خلقة ، فالانبياء قد سخر منهم وإستهزأ بهم ، وعزاؤنا ان هؤلاء ليسوا خيراً من الأنبياء ، وقد استهزأ بهم وصبروا ، فما بالك بغيرهم ؟
وهذا من الابتلاء الذي يبتلي به الله عز وجل عباده ، كما أنه لا يوجد انسان يسلم من هذه الابتلاءات في الغالب الاعم . وهذا دليل صدق العبد وصلاح نيته ، كما ذكر العلماء .
سابعاً : ضعف القدرة على اتخاذ القرار :
****************************** ****
فكثيراً ما يمني الانسان نفسه بأن يفعل ويفعل ، وأنه سيصبح ويصبح ، ويظل يحدث نفسه ، ولكنه لا يستطيع اتخاذ قرار في ذلك .وهذا ناتج من الاغراق في الامور الغير مهمة من الامور المباحة وغيرها .
كما انه ناتج لضعف الهمه وضعف الارادة . فليس من صفات المسلم ان يتمنى على الله الاماني ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه .
مفاهيم يجب ان تصحح في مفهوم الاستقامة :
الاستقامه أمر بحاجة الى تجديد دائم .
أن الانسان حتى لو استقام فلن يخرق العاده ولن يكون في مأمن من ابتلاء الله تعالى له ، بل تمضي عليه سنن الله في خلقه .
الاستقامة ليست ثوب يرتدى في لحظة ، بل هو أمر بحاجة الى مجاهده ومثابرة .
بسم الله الرحمن الرحيم
عوائق الاستقامة :
****************
أولاً : التعلق بالشهوات :
*********************
وهكذا ، اذا تعلق القلب بأي شئ ، فيكون هذا الشئ شهوة ، ومن تعلق قلبه بغير الله عٌذب به. وقد يعتقد البعض أن المقصود بالشهوات هي الحب والمنكرات فقط ، وهذا خلاف الواقع ، فالشهوات : اسم جامع شامل لكل ما يفتن به الانسان ، فالزوجة شهوة ، والولد شهوة ، ويتفاوت الناس في هذا ؛ بل البعض تكون شهوته في اهتمامه بمظهره وشكله وهندامه ،فتشغله هذه الامور عن الاهم .
فهو يرى الحق أمامه أبلج واضحاً ولكن نفسه قد تعلقت بهذه الشهوة . فهو أسير لها لا يستطيع أن ينتصر على نفسه ، فالتجرد من الشهوات مطلوب لفك أسر قلبه .
ثانياً: الجليس :
************
لقد فكر كثير من الشباب في أن يستقيموا ويعودوا الى الله ، ولكن رفقاءهم لم يتركوهم ، والبعض قد يهجر رفقته ويستقيم ، ولكن ينتكس مرة أخرى .
ويجب ألا يحصر اللفظ في زاوية ضيقه ، فالجليس هنا ليس المقصود فيه جليس السوء فقط ،بل ربما كان جليس خير ولكنه يعيق عن الاستقامة .
كيف ذلك ؟
لو كان هذا الجليس هو أحد اخواتك اللاتي تتوسمين فيهن الخير ، وحصل بينكن الذهاب والمجئ بلا فائدة ، وضاع الوقت بلا حساب ، فغالباً ما تنقص الروحانيه ، ويحصل الكسل بالعباده .
ويجب ان تواجهي نفسك بالحقيقة : فلو أن أختك هذه سرقة مالكِ لغضبت وهجرتها وعنفتها ، فكيف وهي تسرق أثمن ما تملكين ، وقتك وريعان شبابك فيما لا ينفع ؟
ثالثاً : عدم تصور خطورة الأمر :
****************************
وهذا من العوائق التي يقع فيها الكثير من الشباب ،فتجده يقول : الحمدلله الصلاة محافظ عليها ، وأصوم ، وأحفظ من القرآن ، وأحضر الدروس و .........و ..-م...... و ..........
ولكن ينسى أن هذه الامور ليست مضمونة القبول ، وقد كان السلف يعملون الاعمال ويخافون الا تقبل ، وأما الخلف فلا يعملون ويرجون القبول .
إنه ينبغي على الشاب أن يستقيم ويتورع عن المعاصي وعن الصغائر كذلك ، فلا صغيرة مع اصرار ، ولا كبيرة مع استغفار .فهذه المعاصي تتكالب على العبد وقد تؤدي به الى سوء الخاتمة . كما أنه يجب على المسلم أنه اذا عمل سيئة أن يتبعها بحسنة تمحها .
والمتأمل لسير الناس يجد أن هناك من عمل أعمالاً صالحه لسنوات طويلة ثم مات على معصية لأنه كان لا يستقيم على الطاعة ولا يتورع عن المعصية . فيجب على الشاب أن يتيقن أن رضاه بحالته بداية نهايتة .
وقد كان السلف على قدر عملهم واخلاصهم يقول أحدهم ( ما تعبت في شئ كتعبي في تمحيص نيتي ) .
وقد كان احد السلف يقرأ القرآن ، فجاء الى قوله تعالى : ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) فبكى وأخذ يبكي حتى طلع الفجر .
رابعاً : الفهم الخاطئ للوسطية :
**************************
يتفق الجميع على ان الغلو أمر منبوذ ، وأن التفريط كذلك أمر منبوذ ، وأن الوسطية مطلوبة ،وكان أحدهم يستشهد ويقول ( خير الامور الوسط ) .
والامة المحمدية هي أمة وسطية قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) ، بل ان سنة الله في كونه قائمة على الوسطية .
ولكن وهنا مربط الفرس ونقطة الاختلاف ...
ماهي الوسطية وما هو ضابطها ؟
الوسطية : هي بالمفهوم الشرعي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فالذي نهى عن الغلو هو النبي وأول من خوطب بالوسطية وأن هذه الامة وسط ... هو الرسول صلى الله علية وسلم . فلا شك أن المعيار في الوسطية هو حياته عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، فما زاد عنه فهو غلو وما نقص عنه فهو اهمال وتفريط وتكاسل . ويختلف كل بحسبه .
خامساً :القدوة السيئة :
********************
قد يجد الشاب من بعض اخوانه الذين سلكوا طريق الخير بعض الاخطاء والتقصير وبعض الزلات ...
فهنا لا ينبغي للشاب أن يتوسم في أخيه القدوة التامة التي لا يشوبها النقص ، فلا يوجد انسان كامل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهنا يجب على الشاب أن ينمي في نفسه روح الحوار و ألا يستسلم ويتلقى كلام اخوانه كأنه وحي من الله لا خطأ فيه ، بل يجب عليه أن يأخذ من كل اخوانه أفضل صفاتهم ويقتدي بها . أما أن يقتدي الشاب بأحد اخوانه فقط في جميع أموره وكل حياته فهذه تبعية وليست قدوة .
سادساً: ضغط البيئة :
*******************
قد تضغط البيئه على الانسان ، فقد يكون في بيت غير محافظ ، وهناك نوع من الضغط الذي يتعرض له كثير من الشباب ألا وهو السخرية والاستهزاء .
وهنا يجب أن يعلم الشاب أن هذه سنة الله في خلقة ، فالانبياء قد سخر منهم وإستهزأ بهم ، وعزاؤنا ان هؤلاء ليسوا خيراً من الأنبياء ، وقد استهزأ بهم وصبروا ، فما بالك بغيرهم ؟
وهذا من الابتلاء الذي يبتلي به الله عز وجل عباده ، كما أنه لا يوجد انسان يسلم من هذه الابتلاءات في الغالب الاعم . وهذا دليل صدق العبد وصلاح نيته ، كما ذكر العلماء .
سابعاً : ضعف القدرة على اتخاذ القرار :
****************************** ****
فكثيراً ما يمني الانسان نفسه بأن يفعل ويفعل ، وأنه سيصبح ويصبح ، ويظل يحدث نفسه ، ولكنه لا يستطيع اتخاذ قرار في ذلك .وهذا ناتج من الاغراق في الامور الغير مهمة من الامور المباحة وغيرها .
كما انه ناتج لضعف الهمه وضعف الارادة . فليس من صفات المسلم ان يتمنى على الله الاماني ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه .
مفاهيم يجب ان تصحح في مفهوم الاستقامة :
1) الاستقامه أمر بحاجة الى تجديد دائم .
2) أن الانسان حتى لو استقام فلن يخرق العاده ولن يكون في مأمن من ابتلاء الله تعالى له ، بل تمضي عليه سنن الله في خلقه .
3) الاستقامة ليست ثوب يرتدى في لحظة ، بل هو أمر بحاجة الى مجاهده ومثابرة .