قالوا:السعادة في الغنى*** فأخو الثراء هو السعيد
الأصفر الرّنّانُ في*** كفّيه يلوي كل ّجيد
يرمى به شركا يصيدُ ***من الرغائب ما يصيد
وبه يدينُ له العصُّي*** وقد يلينٌ له الحديد
فاذا أراد ..... فكل ما*** في هذه الدنيا يريد
واذا تمنّى الشيءَ جاء*** كما تمنَّى.. أو يزيد
والناسُ خلفَ ركابه*** يمشون في حضر وبيد
يعنو له ربُّ القنا *** وتهيم ربَّاتُ القدود
قلت:الغنى فى النفس ***وهو لعمرُك العيشُ الرغيد
كم عائل راض , وكم*** مُثر على بؤس قعيد
فيقيمُ فى هم الطريف،***وفى الحفاظ على التليد
ويذوب فى أطماعه ***هى ناره ومو الوقود
فهو الشقىُّ بوهمه*** وبحرصه العانى الكدود
وهو الفقيُر وان بدا*** في مال قارونَ العديد
يعدو هنا وهناك فى*** شُغُل كطواف البريد
يبغي المئات , فان وفت ***يبغ الألوفَ من النقود
جَشعُ به كجهنم يشكو :*** ألا هل من مزيد ؟
أما الأُلى حولَ الركاب ***فهم لشهوتهم عبيد
تَخذوه صيداً والغبىُّ*** يظنُّ أنُهمَ المصيد
ويلُ له ويل اذا*** عثرت به قدمُ الجدود
ستراه كالقبر الكئيب ***وكان كالصرح المشيد
قد عافه الخلُّ الودودُ*** كأنه نتنٌ ودود
أمسى نذير الشؤم وهو ***الأمس كان بشيَر عيد
أمسى ينقر كالعويل ***وكان يطربُ كالنشيد
أفبعد ذاك تظن ُّأنُّ*** أخا الثراء هو السعيد؟
يتبع