الموضوع: أصل الأيمان
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-03-2009, 11:20 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي أصل الأيمان

بسم الله الرحمن الرحيم


اسم المؤمن المطلق علي أي شيء يقع ؟؟


ج : يقع علي الكامل منه


صيانة صحيح مسلم ج1/ص134


قوله صلى الله عليه وسلم الإسلام : ( أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا )


وقوله في الإيمان: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )


فهذا بيان لأصل الإيمان وهو التصديق الباطن إذ قوله أن تؤمن معناه أن تصدق وبيان لأصل الإسلام وهو الاستسلام والانقياد الظاهر وحكم الإسلام في الظاهر يثبت بالشهادتين وإنما أضاف إليهما الصلاة والزكاة والصوم والحج لأنها أظهر شعائر الإسلام وأعظمها وبقيامه بها يتم استسلامه وتركه لها يشعر بانحلال قيد انقياده أو اختلاله ثم إن اسم الإيمان يتناول ما فسر به الإسلام في هذا الحديث وسائر الطاعات لكونها ثمرات للتصديق الباطن الذي هو أصل الإيمان ومقويات ومتممات وحافظات له


ولهذا فسر صلى الله عليه وسلم الإيمان في حديث وفد عبد القيس بالشهادتين والصلاة والزكاة وصوم رمضان وإعطاء الخمس من المغنم


ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة أو ترك فريضة لأن اسم الشيء مطلقا يقع على الكامل منه ولا يستعمل في الناقص ظاهرا إلا بقيد


معارج القبول [ جزء 2 - صفحة 607 ]


ثم إن اسم الإيمان يتناول ما فسر به الإسلام في هذا الحديث وسائر الطاعات لكونها ثمرات التصديق الباطن الذي هو أصل الإيمان ومقويات ومتممات وحافظات ولهذا فسر صلى الله عليه وسلم الإيمان في حديث وفد عبد القيس بالشهادتين والصلاة والزكاة وصوم رمضان وإعطاء الخمس من المغنم ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة أو ترك فريضة لأن إسم الشئ مطلقا يقع على الكامل منه ولايستعمل في الناقص ظاهرا إلا بقيد ولذلك جاز إطلاق نفيه عنه في قوله صلى الله عليه وسلم يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن



الألفاظ النافية للإيمان


صيانة صحيح مسلم ج1/ص225


حديث أبي هريرة أن رسول الله قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن إلى آخره


المراد به نفي كمال الإيمان عنه لا نفي أصل الإيمان وهو من الألفاظ النافية التي تطلق في اللغة على الشيء عند انتفاء معظمه مع وجود أصله ويراد بها نفي كماله لا نفي أصله ومن ذلك لا عيش إلا عيش الآخرة ولا عمل إلا بالنية


-


تعظيم قدر الصلاة ج2/ص512


حدثنا إسحاق بن منصور ثنا أحمد بن حنبل ثنا أبو سلمة الحراني قال قال مالك وشريك وأبو بكر بن عياش وعبد العزيز بن أبي سلمة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد الإيمان المعرفة والإقرار والعمل إلا أن حماد بن زيد يفرق بين الإيمان والإسلام يجعل الإيمان خاصا والإسلام عاما قال أبو عبدالله قالوا فلنا في هؤلاء أسوة وبهم قدوة مع ما يثبت ذلك من النظر وذلك أن الله جعل اسم المؤمن اسم ثناء وتزكية ومدحة أوجب عليه الجنة فقال وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما وقال وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم وقال يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم وقال يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم وقال الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور وقال وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار قال ثم أوجب الله النار على الكبائر فدل بذلك على أن اسم الإيمان زائل عن من أتى كبيرة قالوا ولم نجد الله أوجب الجنة باسم الإسلام فثبت أن اسم الإسلام له ثابت على حاله واسم الإيمان زائل عنه فإن قيل لهم في قولهم هذا ليس الإيمان ضد الكفر قالوا الكفر ضد لأصل الإيمان لأن للإيمان أصلا وفرعا فلا يثبت الكفر حتى يزول أصل الإيمان الذي هو ضد الكفر فإن قيل لهم فالذي زعمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم أزال عنه اسم الإيمان هل فيه من الإيمان شيء قالوا نعم أصله ثابت ولولا ذلك لكفر ألم تسمع إلى ابن مسعود أنكر على الذي شهد أنه مؤمن ثم قال لكنا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله يخبرك أنه قد آمن من جهة أنه قد صدق وأنه لا يستحق اسم المؤمن إذ كان يعلم أنه مقصر لأنه لا يستحق هذا الاسم عنده إلا من أدى ما وجب وانتهى عما حرم عليه من الموجبات للنار التي هي الكبائر قالوا فلما أبان الله أن هذا الاسم يستحقه من قد استحق الجنة وأن الله قد أوجب الجنة عليه وعلمنا أنا قد آمنا وصدقنا لأنه لا يخرج من التكذيب إلا بالتصديق ولسنا بشاكين ولا مكذبين وعلمنا أنا له عاصون مستوجبون للعذاب وهو ضد الثواب الذي حكم الله به للمؤمنين على اسم الإيمان علمنا أنا قد آمنا وأمسكنا عن الاسم الذي أثبت الله عليه الحكم بالجنة وهو من الله اسم ثناء وتزكية وقد نهانا الله أن نزكي أنفسنا وأمرنا بالخوف على أنفسنا وأوجب لنا العذاب بعصياننا فعلمنا أنا لسنا بمستحقين بأن نتسمى مؤمنين إذ أوجب الله على اسم الإيمان الثناء والتزكية والرحمة والرأفة والمغفرة والجنة وأوجب على الكبائر النار وهذان حكمان يتضادان فإن قيل فكيف أمسكتم عن اسم الإيمان أن تسموا به وأنتم تزعمون أن أصل الإيمان في قلوبكم وهو التصديق بأن الله حق وما قاله صدق قالوا إن الله ورسوله وجماعة المسلمين سموا الأشياء بما غلب عليها من الأسماء فسموا الزاني فاسقا والقاذف فاسقا وشارب الخمر فاسقا ولم يسموا واحدا من هؤلاء متقيا ولا ورعا وقد اجمع المسلمون أن فيه أصل التقى والورع وذلك أنه يتقي أن يكفر أو يشرك بالله شيئا وكذلك يتقي الله أن يترك الغسل من الجنابة أو الصلاة ويتقي أن يأتي أمه فهو فيجميع ذلك متق وقد أجمع المسلمون من المخالفين والموافقين أنهم لا يسمونه متقيا ولا ورعا إذا كان يأتي بالفجور فلما أجمعوا أن أصل التقى والورع ثابت فيه وأنه قد يزيد فيه فروعا بعد الأصل كتورعه عن إتيان المحارم ثم لا يسمونه متقيا ولا ورعا مع إتيانه بعض الكبائر وسموه فاسقا وفاجرا مع علمهم أنه قد أتى بعض التقى والورع فمنعهم من ذلك أن اسم التقى اسم ثناء وتزكية وأن الله قد أوجب عليه المغفرة والجنة قالوا فكذلك لا نسميه مؤمنا ونسميه فاسقا زانيا وإن كان أصل في قلبه اسم الإيمان لأن الإيمان اسم أثنى الله به على المؤمنين وزكاهم به فأوجب عليه الجنة فمن ثم قلنا مسلم ولم نقل مؤمن قالوا ولو كان أحد من المسلمين الموحدين يستحق أن لا يكون في قلبه إيمان ولا إسلام من الموحدين لكان أحق الناس بذلك أهل النار الذين دخلوها فلما وجدنا النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أن الله يقول أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ثبت أن شر المسلمين في قلبه تعظيم


إيمان ولما وجدنا الأمة يحكم عليهم بالأحكام التي ألزمها الله المسلمين ولا يكفرونهم ولا يشهدون لهم بالجنة ثبت أنهم مسلمون إذ أجمعوا أن يمضوا عليهم أحكام المسلمين وأنهم لا يستحقون أن يسموا مؤمنين إذ كان الإسلام ثبتا للملة التي يخرج بها المسلم من جميع الملل فتزول عنه أسماء الملل إلا اسم الإسلام وتثبت أحكام الإسلام عليه وتزول عنه أحكام جميع الملل فان قال لهم قائل لم لم تقولوا كافرون إن شاء الله تريدون به كمال الكفر كما قلتم مؤمنين ان شاءالله تريدون به كمال الإيمان قالوا لأن الكافر منكر للحق والمؤمن أصلي الإقرار والإنكار لا أول له ولا آخر فينتظر به الحقائق والإيمان أصله التصديق والإقرار ينتظر به حقائق الأداء لما أقر والتحقيق لما صدق مثل ذلك كمثل رجلين عليهما حق لرجل فسأل أحدهما حقه فقال ليس لك عندي حق فأنكر وجحد فلم تبق له منزلة يحقق بها ما قال إذ جحد وأنر وسأل الآخر حقه فقال نعم لك علي كذا وكذا فليس إقراره بالذي يصل إليه بذلك حقه دون أن يوفيه وهو منتظر له أن يحقق ما قال إلا بأداءه ويصدق إقراره بالوفاء ولو أقر ثم لم يؤد حقه كان كمن جحده في المعنى إذا استويا في الترك للأداء فتحقيق ما قال أن يؤدي إليه حقه فإن أدى جزءا منه حقق بعض ما قال ووفي ببعض ما أقر به وكلما أدى جزءا ازداد تحقيقا لما أقر به وعلى المؤمن الأداء أبدا لما أقر به حتى يموت فمن ثم قلنا مؤمن إن شاء الله ولم يقل كافر إن شاء الله


قول طائفة ثانية في مغايرة الإيمان


قال أبو عبدالله وقالت طائفة أخرى أيضا من أصحاب الحديث بمثل مقالة هؤلاء إلا


أنهم سموه مسلمالخروجه من ملل الكفر ولإقراره بالله وبما قال ولم يسموه مؤمنا وزعموا أنه مع تسميتهم إياه بالإسلام كافر لا كافر بالله ولكن كافر من طريق العمل وقالوا كفر لا ينقله عن الملة وقالوا محال أن يقول النبي لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن والكفر ضد الإيمان فيزيل عنه اسم الإيمان إلا واسم الكفر لازم له لأن الكفر ضد الإيمان إلا أن الكفر كفران كفر هو جحد بالله وبما قال فذلك ضده الإقرار بالله والتصديق به وبما قال وكفر هو عمل ضد الإيمان الذي هو عمل ألا ترى ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يومن من لا يأمن جاره بوائقه قالوا فإذا لم يؤمن فقد كفر ولا يجوز غير ذلك إلا أنه كفر من جهة العمل إذ لم يؤمن من جهة العمل لأنه لا يضيع المفترض عليه ويركب الكبائر إلا من خوفه وإنما يقل خوفه من قله تعظيمه لله ووعيده فقد ترك من الإيمان التعظيم الذي صدر عنه الخوف والورع عن الخوف فأقسم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يؤمن إذا لم يأمن جاره بوائقه ثم قد روى جماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قتال المسلم كفر وأنه قال إذا قال المسلم لأخيه يا كافر ولم يكن كذلك فقد باء بالكفر فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم بقتاله أخاه كافرا وبقوله له يا كافر كافرا وهذه الكلمة دون الزنا والسرقة وشرب الخمر قالوا وأما قول من احتج علينا فزعم أنا إذا سميناه كافرا لزمنا أن نحكم عليه بحكم الكافرين بالله فنستتيبه ونبطل الحدود عنه لأنه إذا كفر فقد زالت عنه أحكام المؤمنين وحدودهم وفي ذلك إسقاط الحدود وأحكام المؤمنين عن كل من أتى كبيرة فإنا لم نذهب في ذلك إلى حيث ذهبوا ولكنا نقول للإيمان أصل وفرع وضد الإيمان الكفر في كل معنى فأصل الإيمان الإقرار والتصديق وفرعه إكمال العمل بالقلب والبدن فضد الإقرار والتصديق الذي هو أصل الإيمان الكفر بالله وبما قال وترك التصديق به وله وضد الإيمان الذي هو عمل وليس هو إقرار كفر ليس بكفر بالله ينقل عن الملة ولكن كفر يضيع العمل كما كان العمل إيمانا وليس هو الإيمان الذي هو إقرار بالله فكما كان من ترك الايمان الذي هو إقرار بالله كافرا يستتاب ومن ترك الإيمان الذي هو عمل مثل الزكاة والحج والصوم أو ترك الورع عن شرب الخمر والزنا فقد زال عنه بعض الإيمان ولا يجب أن يستتاب عندنا ولا عند من خالفنا من أهل السنة وأهل البدع ممن قال إن الإيمان تصديق وعمل إلا الخوارج وحدها فكذلك لا يجب بقولنا كافر من جهة تضييع العمل أن يستتاب ولا يزول عنه الحدود وكما لم يكن بزوال الإيمان الذي هو عمل استتابته ولا إزالة الحدود عنه إذ لم يزل أصل الإيمان عنه فكذلك لا يجب علينا استتابته وإزالة الحدود والأحكام عنه بإثباتنا له اسم الكفر من قبل العمل إذ لم يأت بأصل الكفر الذي هو جحد بالله أو بما قال قالوا ولما كان العلم بالله إيمانا والجهل به كفرا وكان العمل بالفرائض إيمانا والجهل بها قبل نزولها ليس بكفر وبعد نزولها من لم يعملها ليس بكفر لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقروا الله في اول ما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم اليهم ولم يعملوا الفرائض التي افترضت عليهم بعد ذلك فلم يكن جهلهم ذلك كفرا ثم انزل الله عليهم هذه الفرائض فكان اقرارهم بها والقيام بها ايمانا وانما يكفر من جحدها لتكذيبه خبر الله ولو لم يأت خبر من الله ماكان بجهلها كافرا وبعد مجيء الخبر من لم يسمع بالخبر من المسلمين لم يكن بجهلها كافرا والجهل بالله في كل حال ق118 ب كفر قبل الخبر وبعد الخبر قالوا فمن ثم قلنا ان ترك التصديق بالله كفر به وان ترك الفرائض مع تصديق الله انه أوجبها كفر ليس بكفر بالله إنما هو كفر من جهة ترك الحق كما يقول القائل كفرتني حقي ونعمتي يريد ضيعت حقي وضيعت شكر نعمتي قالوا ولنا في هذا قدوة بمن روى عنهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين إذ جعلوا للكفر فروعا دون أصله لا تنقل صاحبه عن ملة الإسلام كما ثبتوا للإيمان من جهة العمل فرعا للأصل لا ينقل تركه عن ملة الإسلام من ذلك قول ابن عباس في قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم


-569 حدثنا يحيى بن يحيى ثنا سفيان بن عيينة عن هشام يعني ابن حجير عن طاوس عن ابن عباس ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ليس بالكفر الذي يذهبون إليه


-570حدثنا محمد بن رافع ومحمد بن يحيى قالا ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال سئل ابن عباس عن قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال هي به كفر قال ابن طاوس وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله


-571 حدثنا إسحاق أنا وكيع عن سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال هو به كفره وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله


-572 حدثنا إسحاق أنا وكيع عن سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال قلت لابن عباس من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر قال هو به كفره وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر


-573حدثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق عن سفيان عن رجل عن طاوس عن ابن عباس قال كفر لا ينقل عن الملة


- 574حدثنا إسحاق أنا وكيع عن سفيان عن سعيد المكي عن طاوس قال ليس بكفر ينقل عن الملة قال أبو عبدالله قالوا وقد صدق عطاء قد يسمى الكافر ظالما ويسمى العاصي من المسلمين ظالما فظلم ينقل عن ملة الإسلام وظلم لا ينقل قال الله الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم وقال إن الشرك لظلم عظيم


- 576فحدثنا إسحاق بن إبراهيم أنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بذلك ألا تسمعون إلى قول لقمان إن الشرك لظلم عظيم


- 575حدثنا إسحاق أنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق


قال إسحاق أنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله بهذا الحديث وقال إنما هو الشرك


578 - حدثنا محمد بن يحيى ثنا الحجاج بن المنهال عن حماد يعني ابن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فدخل ذات يوم فقرأ فأتى على هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم إلى آخر الآية فانتعل وأخذ رداءه ثم أتى أبي بن كعب فقال يا أبا المنذر أتيت قبل على هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم وقد ترى أنا نظلم ونفعل فقال يا أمير المؤمنين إن هذا ليس بذلك يقول الله إن الشرك لظلم عظيم إنما ذلك الشرك


579 - حدثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن عمر أتى على هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم فذكر الحديث


أنواع الفسق والشرك والكفر قال أبو عبدالله قالوا وكذلك الفسق فسقان فسق ينقل عن الملة وفسق لا ينقل عن الملة


فيسمى الكافر فاسقا والفاسق من المسلمين فاسقا ذكر الله إبليس فقال ففسق عن أمر ربه وكان ذلك الفسق منه كفرا وقال الله تعالى وأما الذين فسقوا فمأواهم النار يريد الكفار دل على ذلك قوله كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون وسمي القاذف من المسلمين فاسقا ولم يخرجه من الإسلام قال الله والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون وقال الله فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج فقالت العلماء في تفسير الفسوق ههنا هي المعاصي قالوا فكما كان الظلم ظلمين والفسوق فسقين كذلك الكفر كفران أحدهما ينقل عن الملة والآخر لا ينقل عنها فكذلك الشرك شركان شرك في التوحيد ينقل عن الملة وشرك في العمل لا ينقل عن الملة وهو الرياء قال الله جل وعز فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا يريد بذلك المراءاة بالأعمال الصالحة وقال النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك


قال أبو عبدالله : فهذان مذهبان هما في الجملة محكيان عن أحمد بن حنبل في موافقيه من أصحاب الحديث


580 - حكى الشالنجي إسماعيل بن سعيد أنه سأل أحمد بن حنبل عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده إلا أنه لم يترك الصلاة والزكاة والصوم هل يكون مصرا من كانت هذه حاله قال هو مصر مثل قوله لا يزني حين يزني وهو مؤمن يخرج من الإيمان ويقع في الإسلام ومن نحو قوله لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ومن نحو قول ابن عباس في قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون


فقلت له ما هذا الكفر قال كفر لا ينقل عن الملة مثل الإيمان بعضه دون بعض فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه


581 -وقال ابن أبي شيبة لا يزني حين يزني وهو مؤمن لا يكون مستكمل الإيمان يكون ناقصا من إيمانه


-582 قال وسألت أحمد بن حنبل عن الإسلام والإيمان فقال الإيمان قول وعمل والإسلام إقرار قال وبه قال أبو خيثمة


-583 وقال ابن أبي شيبة لا يكون الإسلام إلا بإيمان ولا إيمان إلا بإسلام وإذا كان على المخاطبة فقال قد قبلت الإيمان فهو داخل في الإسلام وإذا قال قد قبلت الإسلام فهو داخل في الإيمان


-584- قال وحكي الميموني عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران أنه سأل أحمد بن حنبل عن رأيه في مؤمن إن شاء الله فقال أقول مؤمن إن شاء الله وأقول مسلم ولا أستثني


-585 وقال قلت لأحمد يفرق بين الإسلام والإيمان فقال لي نعم قلت له بأي شيء تحتج قال لي قال الله قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا وذكر أشياء


-586 وقال الشالنجي سألت أحمد عن من قال أنا مؤمن عند نفسي من طريق الأحكام والمواريث ولا أعلم ما أنا عند الله فقال ليس هذا بمرجيء


-587- وقال أبو أيوب الاستثناء جائز قال أنا مؤمن ولم يقل عند الله ولم يستثن فذلك عندي جائز وليس بمرجىء وبه قال أبو خيثمة وابن أبي شيبة


-588- وحكي غير هؤلاء أنه سأل أحمد عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فقال من أي هذه الأربعة أو مثلهن أو فوقهن فهو مسلم ولا أسميه مؤمنا ومن أتى دون ذلك يريد دون الكبائر سميته مؤمنا ناقص الإيمان


قول طائفة ثالثة باتحاد الإيمان والإسلام قال أبو عبدالله وقالت طائفة ثالثة وهم الجمهور الأعظم من أهل السنة والجماعة وأصحاب


الحديث الإيمان الذي دعا الله العباد إليه وافترضه عليهم هو الإسلام الذي جعله دينا تعظيم وارتضاه لعباده ودعاهم إليه وهو ضد الكفر الذي سخطه فقال ولا يرضى لعباده الكفر وقال ورضيت لكم الإسلام دينا وقال فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام وقال أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فمدح الله الإسلام بمثل ما مدح به الإيمان وجعله اسم ثناء وتزكية فأخبر أن من أسلم فهو على نور من ربه وهدى وأخبر أنه دينه الذي ارتضاه فقد أحبه وامتدحه ألا ترى أن أنبياء الله ورسله رغبوا فيه إليه وسألوه إياه فقال إبراهيم خليل الرحمن وإسماعيل ذبيحه ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وقال يوسف توفني مسلما وألحقني بالصالحين وقال ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وقال وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وقال في موضع آخر قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم إلى قوله ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا فحكم الله بأن من أسلم فقد اهتدى ومن آمن فقد اهتدى فقد سوى بينهما قال أبو عبدالله وقد ذكرنا تمام الحجة في أن الإسلام هو الإيمان وأنهما لا يفترقان ولا يتباينان من الكتاب والأخبار الدالة على ذلك في موضع غير هذا فتركنا إعادته في هذا الموضع كراهية التطويل والتكرير غير أنا سنذكر ههنا من الحجة في ذلك ما لم نذكره في غير هذا الموضع ونبين خطأ تأويلهم والحجج التي احتجوا بها من الكتاب والأخبار التي استدلوا بها على التفرقة بين الإسلام والإيمان قال الله عز وجل يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين فدل ذلك على أن الإسلام هو الإيمان


589- -حدثنا محمد بن رافع أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم قال منوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءوا فقالوا إنا أسلمنا بغير قتال لم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان وقال الله لنبيه يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان


590- -حدثنا محمد بن عبدة ثنا أبو وهب محمد بن مزاحم ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان يمنون عليك أن أسلموا إنهم أعراب بني أسد بن خزيمة قالوا يا رسول الله أتيناك بغير قتال وتركنا العشائر والأموال وكل قبيلة من الأعراب قاتلتك حتى دخلوا في الإسلام كرها فلنا عليك حق فأنزل الله يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان فله لذلك المن عليكم إن كنتم صادقين وفيهم أنزلت ولا تبطلوا أعمالكم ويقال في الكبائر التي حتمت بنار كل موجبة من ركبها ومات عليها لم يتب منها قال أبو عبدالله وقال الله عز وجل وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال إن الدين عند الله الإسلام فسمى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة دينا قيما وسمى الدين إسلاما فمن لم يؤد الزكاة فقد ترك من الدين القيم الذي أخبر الله أنه عنده الدين وهو الإسلام بعضا وقد جامعتنا هذه الطائفة التي فرقت بين الإيمان والإسلام على أن الإيمان قول وعمل وأن الصلاة والزكاة من الإيمان وقد سماهما الله دينا وأخبر أن الدين عند الله الإسلام فقد سمى الله الإسلام بما سمى به الإيمان وسمى الإيمان بما سمى به الاسلام وبمثل ذلك جاءت الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن زعم أن الإسلام هو الإقرار وأن العمل ليس منه فقد خالف الكتاب والسنة ولا فرق بينه وبين المرجئة إذ زعمت أن الإيمان إقرار بما عمل فقد بين الله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن الإسلام والإيمان لا يفترقان فمن صدق الله فقد آمن به ومن آمن بالله فقد خضع لله وقد أسلم لله ومن صام وصلى وقام بفرائض الله وانتهى عما نهى الله عنه فقد استكمل الايمان والاسلام المفترض عليه ومن ترك من ذلك شيئا فلن يزول عنه اسم الإيمان ولا الإسلام إلا أنه أنقص من غيره في الإسلام والإيمان من غير نقصان من الإقرار بأن الله وما قال حق لا باطل وصدق لا كذب ولكن ينقص من الإيمان الذي هو تعظيم للقدر خضوع للهيبة والجلال والطاعة للمصدق به وهو الله عز وجل فمن ذلك يكون النقصان لا من إقراراهم بأن الله حق وما قاله صدق قالوا ومما يدلك على تحقيق قولنا أن من فرق بين الإيمان والإسلام قد جامعنا أن من أتى الكبائر التي استوجب النار بركوبها لن يزول عنه اسم الإسلام وشر من الكبائر وأعظمهم ركوبا لها من أدخله الله النار فهم يروون الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ويثبتونه أن الله يقول أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال خردلة من إيمان ومثقال برة ومثقال شعيرة فقد أخبر الله تبارك وتعالى أن في قلوبهم إيمانا أخرجوا بها من النار وهم أشر أهل التوحيد الذين لا يزول في قولنا وفي قول من خالفنا عنهم اسم الإسلام ولا جائز أن يكون من في قلبه إيمان يستوجب به الخروج من الإيمان ودخول الجنة ليس بمؤمن بالله إذ لا جائز أن يفعل الإيمان الذي يثاب عليه بقلبه من ليس بمؤمن كما لا جائز أن يفعل الكفر بقلبه من ليس بكافر



تعظيم قدر الصلاة ج2/ص691


-765- حدثنا هارون البزاز ثنا هاشم بن القاسم ثنا المسعودي عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة أن جريرا كتب إلى معاوية إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام وأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وأشرط علي النصح لكل مسلم


جماع تفسير النصيحة


قال أبو عبدالله : قال بعض أهل العلم جماع تفسيرالنصيحة هو عناية القلب للمنصوح له من كان وهى على وجهين أحدهما فرض والآخر نافلة فالنصيحة المفترضة لله هي شدة العناية من الناصح باتباع محبة الله في أداء ما افترض ومجانبة ما حرم وأما النصيحة التي هي نافلة فهي إيثار محبته على محبة نفسه وذلك أن يعرض أمران أحدهما لنفسه والآخر لربه فيبدأ بما كان لربه ويؤخر ما كان لنفسه فهذه جملة تفسير النصيحة له الفرض منه والنافلة وكذلك تفسير سنذكر بعضه ليفهم بالتفسير من لا يفهم الجملة فالفرض منها مجانبة نهيه وإقامة فرضه بجميع جوارحه ما كان مطيعا له فإن عجز عن القيام بفرضه لآفة حلت به من مرض أو حبس أو غير ذلك عزم على أداء ما افترض عليه متى زالت عنه العلة المانعة له قال الله عز وجل ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل فسماهم محسنين نصيحتهم لله بقلوبهم لما منعوا من الجهاد بأنفسهم وقد يرفع الأعمال كلها عن العبد في بعض الحالات ولا يرفع عنهم النصح لله لو كان من المرض بحال لا يمكنه عمل بشيء من جوارحه بلسان ولا غيره غير أن عقله ثابت لم يسقط عنه النصح لله بقلبه وهو أن يندم على ذنوبه وينوي إن يصح أن يقوم بما افترض الله عليه ويتجنب ما نهاه عنه وإلا كان غير ناصح لله بقلبه وكذلك النصح لله ولرسوله فيما أوجبه على الناس على أمر ربه ومن النصح الواجب لله أن لا يرضى بمعصية العاصي ويحب طاعة من أطاع الله ورسوله وأما النصيحة التي هي نافلة لا فرض فبذل المحمود بإيثار الله على كل محبوب بالقلب وسائر الجوارح حتى لا يكون في الناصح فضلا عن غيره لأن الناصح إذا اجتهد لمن ينصحه لم يؤثر نفسه عليه وقام بكل ما كان في القيام به سروره ومحبته فكذلك الناصح لربه ومن تنفل وأما النصيحة لكتاب الله فشدة حبه وتعظيم قدره إذ هو كلام الخالق وشدة الرغبة في فهمه ثم شدة العناية في تدبره والوقوف عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ويقوم له به بعد ما يفهمه وكذلك الناصح من القلب يتفهم وصية من ينصحه وإن ورد عليه - كتاب منه عنى بفهمه ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه كذلك الناصح لكتاب الله يعني يفهمه ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى ثم ينشر ما فهم من العباد ويديم دراسته بالمحبة له والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه وأما النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته وبذل المال إذا أراده والمسارعة إلى محبته وأما بعد وفاته فالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه وآدابه وتعظيم أمره ولزوم القيام به وشدة الغضب والإعراض عن من يدين بخلاف سنته والغضب على من ضيعها لأثرة دنيا وإن كان متدينا بها وحب من كان منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام والتشبه به في زيه ولباسه وأما النصيحة لأئمة المسلمين فحب طاعتهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة كلهم وكراهية افتراق الأمة


عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله وأما النصيحة للمسلمين فأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ويشفق عليهم ويرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم وإن ضره ذلك في دنياه كرخص أسعارهم وإن كان في ذلك ربح ما يبيع من تجارته وكذلك جميع ما يضرهم عامة ويحب صلاحهم وألفتهم ودوام النعم عليهم ونصرهم على عدوهم ودفع كل أذى ومكروه عنهم


قال أبو عبدالله رحمه الله فهذه مقالة من ذهب من أصحابنا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله لجبريل صلوات الله عليهما الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله الإيمان الكامل قال وقوله فإذا فعلت ذلك فقد آمنت يريد استكملت الإيمان المفترض كله قالوا وذلك لا تكون إلا بأداء الفرائض واجتناب المحارم واحتجوا بالأخبار التي ذكرناها والحجج التي قدمناها قالوا والإسلام هو الخصال التي ذكرت في حديث جبريل وجعلوا الإيمان درجة فوق الإسلام وقالت جماعة أخرى من أهل السنة إن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله أن تؤمن بالله كمال الإيمان ولكنه أراد الدخول في الإيمان الذي يخرج به من ملل الكفر ويلزم من أتى به اسم الإيمان وحكمه من غير استكمال منه للإيمان كله وهوالتصديق الذي عنه يكون سائر الأعمال فقالوا قال الله إن الدين عند الله الإسلام وقال ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وقال ورضيت لكم الإسلام دينا قالوا فالإسلام الذي رضيه الله هو الإيمان والإيمان هو الإسلام بقوله ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه قلو كان الإيمان غير الإسلام لكان من دان الله بالإيمان غير مقبول منه قالوا والإيمان في اللغة هو التصديق والإسلام في اللغة هو الخضوع فأصل الإيمان هو التصديق بالله وما جاء من عنده وإياه أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله الإيمان أن تؤمن بالله وعنه يكون الخضوع لله لأنه إذا صدق بالله خضع له وإذا خضع أطاع فالخضوع عن التصديق وهو أصل الإسلام ومعنى التصديق هو المعرفة بالله والاعتراف له بالربوبية بوعده ووعيده وواجب حقه وتحقيق ما صدق به من القول والعمل والتحقيق في اللغة تصديق الأصل فمن التصديق بالله يكون الخضوع لله وعن الخضوع تكون الطاعات فأول ما يكون عن خضوع القلب لله الذي أوجبه التصديق من عمل الجوارح الإقرار باللسان لأنه لما صدق بأن الله ربه خضع لذلك العبودية مخلصا ثم ابتدأ الخضوع باللسان فأقر بالعبودية مخلصا كما قال الله عز وجل لإبراهيم أسلم قال أسلمت أي أخلصت بالخضوع لك قالوا والدليل على ذلك ما وصف الله عن إبليس بقوله خلقتني من نار وقوله فبعزتك لأغوينهم أجمعين فأخبر أنه قد عرف أن الله قد خلقه ولم يخضع لأمره فيسجد لآدم كما أمره فلم ينفعه معرفته إذ زايله الخضوع ولم تكن معرفته إيمانا إذ لم يكن معها خضوع بالطاعة فسلبه الله اسم الإيمان والإسلام إذ لم يخضع له فيطيعه بالسجود فأبى وعاند ولو عرف الله بالمعرفة التي هي إيمان لخضع لجلاله وانقاد لطاعته ولم يرد عليه أمره والدليل على ذلك أيضا شهادة الله على قلوب بعض اليهود أنهم يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم وما أنزل إليهم كما يعرفون أبناءهم فلا أحد اصدق شهادة على ما في قلوبهم من الله إذ يقول لنبيه فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به وقال يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وقال ليكتمون الحق وهم يعلمون فشهد على قلوبهم بأنها عارفة عالمة بالنبي صلى الله عليه وسلم قال وما أنزل إليه أنه الحق من عند الله ثم أكفرتم مع ذلك ولم يوجب لهم اسم الإيمان بمعرفتهم وعلمهم بالحق إذ لم يقارن معرفتهم التصديق والخضوع لله ولرسوله بالتصديق له والطاعة لأن من صدق خضع قلبه ومن خضع قلبه أقر وصدق بلسانه وأطاع بجوارحه ومما يدل على أن أصل الإسلام هو الخضوع في اللغة قول الله تبارك وتعالى وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها أي خضع له فالمؤمن خضع بالطوع والتدين والكافر خضع بالاضطرار وليس ذلك الخضوع لله إيمانا إلا أنه يدل على أن اسم الإسلام هو الخضوع وعلى ذلك أضيفت الأعمال إلى الإسلام ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل ما الإيمان فقال أن تؤمن بالله يعني أن تصدق وقال ما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله فأخبر أن الإسلام خضوع بالإقرار للإخلاص لله بالربوبية والوحدانية ولم يكن ذلك إلا عن خضوع القلب بالتصديق فكل خضوع عن خضوع القلب فهو إسلام وكل خضوع من القلب فهو من الإيمان لأن التصديق كلما ازداد صاحبه تصديقا ويقينا وبصيرة ازداد إجلالا لله وهيبة فإذا ازداد إجلالا وهيبة ازداد خضوعا وطمأنينة قلب إلى


كل ما قال الله تبارك وتعالى حتى كأن لم يعاينه ألم تسمع ما قال الله عز وجل لإبراهيم أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي فأخبر أنه قد صدق وأراد أن يزداد تصديقا وبصيرة ويقينا ليزداد قلبه طمأنينة فلما عاين ذلك ازداد يقينا وطمأنينة من غير شك كان منه بأن الله يحيي الموتي وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الخبر كالمعاينة


يتبع
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 46.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.68 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.37%)]